قال السفير الكازاخي خيرات لاما شريف، إن الفيلسوف الإسلامي أبو نصر الفارابي هو الرمز الثقافي لكازاخستان، مشيرا إلي أن الرئيس الكازاخي قاسم- جومارت توقايف، وقع العام الماضي مرسومًا بشأن إنشاء اللجنة الحكومية للإعداد للذكري اليوبيلية للفيلسوف الفارابي، واحتفل العام الماضي بمرور 1150 عاما علي ميلاد هذا العالم والمفكر والفيلسوف الإسلامي الكبير. وأشار السفير الكازاخي- خلال كلمته بمؤتمر إسهامات الفارابي المنعقد، الآن، بمشيخة الأزهر- إلي أن الرئيس أكد أهمية معالجة التراث الروحي للفارابي، مؤكدًا الأهمية الكبري لهذا الأمر في سياق عملية تحديث الوعي العام، وتكوين توجُهات ذات قيمة لجيل الشباب. وأوضح أن الفارابي اسمه خَالدُ في ذاكرة الناس، ومن واجبنا أن ننقل تراثه الروحي والفكري إلي جيل الشباب، مؤكدا أن الفارابي جزء من التاريخ والثقافة والفلسفة العالمية، وتَفخر الجامعة الوطنية الكازاخية بأنها تحمل اسم الفارابي منذ عام 1991. ولفت إلي أنه في السنوات الأولي من الاستقلال، أصدر الرئيس الأول لكازاخستان نورسلطان نزاربايف، مَرسومًا بإصدار العُملة الوطنية لجمهورية كازاخستان، وحملت صورة الفارابي، وفي السابع من نوفمبر عام 2007، وفي إطار الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان نورسلطان نزرابايف إلي سوريا، تم وضع حجر الأساس لبناء المركز التاريخي والثقافي وضريح الفارابي في دمشق. وأوضح أنه تمت التوصية بالمفهوم العام للمشروع وتخطيطه وكافة الخطوات الفنية من قبل الرئيسين الكازاخي والسوري. من جهته، قال الشيخ ناوريزباي حاج تاجونولي، المفتي الأعلي ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان، إن الفارابي ولد في أوترار، المركز الثقافي القديم لآسيا الوسطي، ودرس في البداية في مدرسة أوترار ثم سافر إلي بغداد، وسوريا، ومصر، وشاش، وسمرقند، وبخاري، التي تعد أهم مراكز العلوم والثقافة في العالم الإسلامي في ذلك الوقت، وأتقن اللغة العربية والفارسية واليونانية واللاتينية والسنسكريتية، وله العديد من الاكتشافات العلمية في مختلف المجالات. وأشار إلي أنه من مؤلفات الفارابي (السياسة المدنية)، وهو كتاب عن المجتمع المدني، وآراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها، موضحا أن أكثر ما يميز الإنسان هو العقل والفكر، موضحا أن الشخص الذي يتصف بهذه الصفات يعرف كيفية المعاملة مع المجتمع، ويتمكن من تطوير قدراته وتصحيح وتوجيه الآخرين، كما يقدر علي إدارة نفسه والمجتمع. وقال إن الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان احتفلت العام الماضي بالذكري الثلاثين عاما علي تأسيسها، وأصبحت الإدارة الآن مركزًا رئيسيًا لنشر الإسلام في جميع ربوع البلاد، وتعطي اهتمامًا خاصًا لسبعة مجالات في عملها، الأهم منها التربية الروحية، أي علم الإحسان، وهو إتقان العمل الذي يقوم به المسلم وبذل الجهد لإجادته ليصبح علي أكمل وجه.