أعدت كلية الإدارة والتكنولوجيا المهنية والحاسبات بالجامعة المصرية الروسية، دراسة عن فوائد "الذكاء الاصطناعي"، وأثره علي سلوك المستهلك المصري في قطاع البيع بالتجزئة عبر "الإنترنت" في مصر.. وتأتي تلك الدراسة في ضوء رؤية وتوجيهات، الأستاذة الدكتورة الطاهره السيد حميه، عميد كلية الإدارة والتكنولوجيا المهنية والحاسبات بالجامعة المصرية الروسية. أشارت الدكتورة مني موسي، المدرس بقسم إدارة الأعمال والقائمة علي الدراسة، أن "الذكاء الاصطناعي"، يقدم مزايا عديدة للمجتمع ككل من خلال إنشاء القيمة وتحسينها وتوزيعها ومن المتوقع بحلول عام (2030) أن يسهم "الذكاء الاصطناعي"، في الاقتصاد العالمي بمبلغ (15) تريليون دولار.. مضيفةً أن "الذكاء الاصطناعي"، أصبح في السنوات الأخيرة اتجاهاً ناشئاً في العديد من المجالات المختلفة، ولا سيما التسويق حيث يظهر تأثير "الذكاء الاصطناعي"، بوضوح في قطاع البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، والذي يتميز بالتواصل المتكرر مع العملاء، والذي ينتج عنه كمية كبيرة من البيانات حول سمات العملاء ومعاملاتهم. أضافت مدرس إدارة الأعمال في كلية الإدارة والتكنولوجيا المهنية والحاسبات، أنه من الممكن فهم سلوك الشراء لدي المستهلك، من خلال "الذكاء الاصطناعي"، حيث يُظهر المستهلكون احتياجاتهم ورغباتهم ومواقفهم بأشكال مختلفة عبر "الإنترنت"، مثل: "البحث، التعليقات، المدونات، التغريدات، الإعجابات، مقاطع الفيديو والمحادثات"، من خلال قنوات التواصل الإجتماعي المختلفة. أوضحت الدكتورة مني موسي، أنه يمكن ل"الذكاء الاصطناعي"، أن يلعب دوراً في تحويل هذا التدفق من البيانات إلي رؤيات واضحة للسلوك الشرائي للمستهلك، والتي تعد القاعدة التي يمكن للمسوقين الاعتماد عليها في التنبؤ بالمبيعات واتخاذ القرارات المتعلقة بأساليب التسويق، وأن "الذكاء الاصطناعي"، يقوم بتحليل تلك البيانات وتقديم العديد من المزايا للعملاء مثل تقديم التوصيات، واقتراح المنتجات ذات الصلة التي ساعدت علي جعل التسوق في أقصر وقت وأكثر راحة، وكذلك تقديم خدمة العملاء وخدمة ما بعد البيع علي مدار ساعات اليوم، وطوال أيام الأسبوع. بينت مدرس إدارة الأعمال، أنه في مرحلة إدراك الحاجة للشراء يمكن لتطبيقات "الذكاء الاصطناعي"، فهم احتياجات العملاء ورغباتهم، وبناء ملفات تعريف أكثر ثراءً للمستهلكين بشكل أسرع وتحديثها تلقائياً، ثم إقتراح التوصيات المناسبة في سياق البيع بالتجزئة عبر شبكة "الإنترنت".. منوهةً إلي أنه في مرحلة البحث عن المعلومات للشراء يمكن لتطبيقات "الذكاء الاصطناعي"، مساعدة المسوقين علي تحديد أفضل العملاء المتوقعين لتحسين الاستهداف، وتقديم الاقتراحات المثالية للعملاء، وتحديد النمط المثالي للمحتوي الذي يناسب تفضيلات العملاء، وفي مرحلة التقييم يمكن لتطبيقات "الذكاء الاصطناعي"، أن تستهدف العملاء الذين لديهم نوايا شراء عالية، وإرسال المحتوي المقنع لهم. أفادت مدرس إدارة الأعمال بكلية الإدارة والتكنولوجيا المهنية والحاسبات، أنه في مرحلة الشراء يمكن لتطبيقات "الذكاء الاصطناعي"، تزويد العملاء بأنظمة شراء ذكية يمكن أن تجعل عملية الشراء أسهل من ذي قبل وتعديل الأسعار بشكل ديناميكي.. مشيرة إلي أنه في مرحلة سلوك ما بعد الشراء، يمكن أن تساعد "روبوتات الدردشة"، المدعومة ب"الذكاء الاصطناعي"، المسوقين علي التواصل مع المستهلكين والرد علي جميع استفساراتهم علي مدار ساعات اليوم وطوال أيام الأسبوع. أكدت الدكتورة مني موسي، أن "الذكاء الاصطناعي"، سيؤدي إلي ثورة صناعية أخري، وسيكون الفائزون هم أولئك الذين تكيفوا سابقاً معه، ولذلك فإن "الذكاء الاصطناعي"، هو التكنولوجيا التي سيتم تبنيها من قبل المسوقين لأنها ستؤثر علي استراتيجيات تسويق تجار التجزئة وسلوكيات العملاء عبر الإنترنت.. مفسرةً بأن المسوقين يحتاجون إلي إعداد أنفسهم للتغييرات التي تأتي في عصر "الذكاء الاصطناعي".. و من ناحية أخري، فإن الأبحاث التي تتناول أثر "الذكاء الاصطناعي"، علي سلوك المستهلك نادرة جداً، مما يعيق المسوقين عن فهم وتطبيق مثل هذه التكنولوجيا في أنشطة التسويق للتنبؤ بسلوك المستهلك. صرحت مدرس إدارة الأعمال بكلية الإدارة والتكنولوجيا المهنية والحاسبات، أنها قامت ببحث يهدف إلي دراسة أثر "الذكاء الاصطناعي"، علي سلوك الشراء في قطاع البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، و قياس مدي اتباع العملاء لتوصيات أنظمة "الذكاء الاصطناعي"، أثناء الشراء مع التركيز بشكل خاص علي كل مرحلة من مراحل رحلة المستهلك.. مضيفةً أن النموذج المقترح بالدراسة يضم المتغيرات الآتية: الذكاء الاصطناعي والسلوك الشرائي لدي المستهلك وكذلك الخصائص الديموغرافية. ومن ناحية أخري، قالت الدكتورة مني موسي، إلي أن البحث اعتمد علي المنهج الكمي وتم جمع البيانات من خلال الاستبيان عبر "الإنترنت"، بإستخدام أسلوب العينة الملائمة وكان حجم العينة (400)، وتم توزيع الإستبيان عبر "الإنترنت" في "يونيو 2020"، لاستهداف المستهلكين في مصر الذين إشتروا من تجار التجزئة عبر "الإنترنت" خلال الأشهر الثلاثة السابقة.. مشيرةً إلي أنه تم تحليل البيانات وخلصت النتائج الي أن هذا النموذج لديه قدرة عالية علي التنبؤ وتفسير السلوك الشرائي لدي المستهلك من خلال تطبيقات "الذكاء الاصطناعي"، كما أن المتغيرات مرتبطة بشكل إيجابي مع بعضها البعض.. وكانت هناك علاقة معنوية بين جميع المتغيرات، كما توجد علاقة إيجابية بين "الذكاء الاصطناعي"، وسلوك الشراء لدي المستهلك، ويبلغ تأثير "الذكاء الاصطناعي"، 95.8% في تباين سلوك الشراء لدي المستهلك، وأيضا يتأثر سلوك الشراء بالخصائص الديموغرافيه للمستهلك. في نفس السياق، أنهت مدرس إدارة الأعمال بكلية الإدارة والتكنولوجيا المهنية والحاسبات، أن الدراسة جاءت بالتوصيات الأتية: 1- قيام تجار التجزئة عبر الإنترنت بتوظيف تطبيقات "الذكاء الاصطناعي" في جميع مراحل رحلة المستهلك، بدءًا من مرحلة إدراك الحاجة، والبحث عن "المعلومات، والتقييم"، واتخاذ قرار الشراء إلي مرحلة سلوك ما بعد الشراء، وذلك من أجل التنبؤ بالسلوك الشرائي للمستهلك وقياس مدي اتباع العملاء لتوصيات أنظمة "الذكاء الاصطناعي"، أثناء الشراء عبر شبكة "الإنترنت". 2- أن يطبق تجار التجزئة عبر "الإنترنت"، النموذج المقترح في البحث الحالي لتحليل جميع البيانات التي يتم إنشاؤها في كل تفاعل أثناء رحلة العميل ومن ثم تقديم تجارب العملاء المبنية علي تفضيلاتهم، وأيضا الحصول علي التوصيات والاقتراحات التي تمكنهم من إتخاذ القرارات الصحيحة.