اتخذت الاديبة اللبنانية مريم الترك الجمع بين القصة القصيرة والقصيدة بين دفتيّ كتاب واحد حيث يتقاطع النثري بالشعري، وحيث انتصارنا لروح الفن في شموليته عبر حالة الكتابة في نسقها الفني والجمالي العام، وشكلها الخاص والذي يعتمد معيار وصيغة الأثر الكتابي. هكذا تقول مؤلفة الكتاب الأديبة اللبناني مريم الترك-عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب في مؤسسة مبدعو لبنان والوطن العربي مشيرة بأن القصة القصيرة، هي فن التكثيف والإيحاء والرمز والحادثة والسؤال والدهشة والتفكيك، وهي في نهايتها إشارات تقود للجمال وإلى الانتصار بهذه الجمالية على لحظة الموت بتفكيك وجه الحياة وإعادة تركيبه وفق منظور يخص الكاتب ويفتح القارئ على حالات من التأويل الفكري والنفسي، وهي نفس وظيفة الشعر الذي يستلهم مجموع تلك الإشارات ليقدم هو أيضا حالة وجوده، وليعطي في محاولته تلك جزء الكمال المرجو. وتضيف ترك بأن هذا الانصهار في مداه العام بين كائن كالقصة القصيرة بسرديتها وجنوحها لإطارها المتفق عليه، وكائن كالشعر بتكثيفه وعمقه وموسيقاه وجنوحه لإطاره المتفق عليه، يقدمان في النهاية الحالة ذاتها وينشدان في كونهما الهدف عينه. وهو القلق العاصف في النفس المبدعة ومواجهتها للحياة ومحاولة التغلب على هذه العطبية التي ترتهن كل شيء.. وستطرد ترك قائلة إنه صوت الفن في مواجهة الموت والعجز والعقم والشر، وهو ذات الصوت الذي ينتصر لحياة أكثر ألقًا وللصحة وللخصب وللخير. وتختتم تصريحاته قتقول إن تجربة كتابها 'طائر بلا روح' هي تجربة الرّجل والمرأة وحالة حضور الذكر والأنثى في تقاسم روح الحضور عند القارئ.. كلُ بما حباه الله به من قوة وضعف، ولين وقسوة، وعقل وعاطفة. وهي تجربة تتفرّد في رسم تقاطع الانتماء بين الرّوح الأمازيغية 'التي ينتمي إليها الكاتب' والرّوح الفنيقية (والتي تنتمي إليها الشاعرة) وهي تجربة يتلاقى فيها مغرب الوطن بمشرقه، ولكل منهما خصوصيته وثقافته وأفكاره وواقعه وأحلامه وآماله. وتنوه ترك في ختام أقوالها عم كتابها الجيد بأنها في النهاية تجربة الكتابة التي تتجاوز الشكل إلى المدى، والجنس إلى الإنسانية، والهوّيات إلى الأصل الأول، وجغرافيا الحدود إلى وطن واحد.