كنا ولازلنا وسنظل نعيش في صراع عربي إسرائيلي، ولن يكل أو يمل العدو الصهيوني من صنع المؤامرات حتى يحقق هدفه الذي يعيش من أجله وهو إقامة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات ومن المحيط للخليج، وهو المرسوم على العلم الإسرائيلي والموجود في العقيدة اليهودية والمخطط له في الأجندات الصهيونية والماسونية العالمية، واختلفت الحروب وأجيالها بيننا وبين العدو الصهيوني، وآخرها ما أسموه الربيع العربي والذي هو حرب بالوكالة مابين أفراد ودول تستخدهم الصهيونية كأدوات وتدفع الأموال للتمويل بالأسلحة وللدراما المفسدة وللإعلام المضلل الذي يعد أسلحة ناعمة ضمن حروب الجيل الرابع التي تقلب الصورة في الدين والسياسة لصالح العدو، فنجد القنوات التليفزيونية المعادية لمصر وللمصريين الموجودة في قطروتركيا أو القنوات التي تمولها تلك الدول لتدمير مصالح مصر والدول العربية الأخرى لصالح العدو الصهيوني ويتلقون المقابل منه. ويوجد مايثبت أن الأسلحة والإرهابيين وراءهم قطروتركيا، ورأينا رؤيا العين أميركا ودول النيتو ومافعلوه في ليبيا ومن قبلها العراق ومحاولاتهم في سوريا بجانب إسرائيل وداعش الصناعة الأميركية برعاية تركية قطرية لتدمير سوريا، وطبعا محاولاتهم بمصر عن طريق الإخوان والطابور الخامس وضغوط أخرى سبق وتحدثنا عنها بالتفصيل، إذن هناك حرب بالوكالة تدور في المنطقة من أعداء الأمة تنتهي بحرف الخيط عند الصهيونية العالمية، فكيف بعد كل ذلك يتحول الصراع العربي الإسرائيلي إلى تطبيع عربي إسرائيلي يبدأ بالممالك العربية الإمارات والبحرين والمغرب والبقة تأتي وأيضاً بدولة السودان حدود مصر الجنوبية التي يستخدمها العدو كذلك مع إثيوبيا في الإضرار بالأمن المائي المصري، وأتساءل هل وصل بالعرب الخنوع وعدم الحكمة إلى هذا الحد؟ التطبيع هو علاقة طبيعية بين العرب والعدو الصهيوني تجعله صديق تسمح العلاقة بالتبادل الثقافي والتجاري وشراء الأسلحة، ولا تعترض على أي انتهاكات في المنطقة ضد أي دولة عربية شقيقة، فيسمح التطبيع بالتدخل بشؤون عدد من الدول الإقليمية، مثل ليبيا واليمن وسوريا، والتطبيع يجعل العلاقة طبيعية دافئة بين متناقضين كالإحتلال مثلًا والرافضين لوجوده، في الوقت الذي تحول فيه أسباب جوهرية دون فعل ذلك، ولذلك التطبيع يعتبر عملاً خارج سياق المنطق، فما كان يحدث من الدول العربية من تحت الطاولة بالغرف المغلقة خفية خوفاً من إثارة الشعوب وخوفاً من غضب أميركا الصهيونية بات يجري جهراً وعلانيةً تحت الأضواء الآن فيما يسمى بإحتفالات التطبيع.. إن خطورة تطبيع دول عربية علاقاتها مع إسرائيل يهدد الأمة العربية بأسرها ، وبعيداً عما يفعله بعض الحكام فإن الشعوب العربية كاملة تعتبر تطبيع العلاقات مع إسرائيل خيانة للشعب الفلسطيني وضياع لمستقبل الأمة العربية كلها، فالتطبيع يهدد الأمن القومي العربي، هل نتذكرالوطن العربي الأكبر والقومية العربية في وجه العدو الصهيوني التي أفنى عبد الناصرعمره في بنائها وتحرير باقي البلاد العربية لمواجهة العدو الصهيوني أصبحت الآن في حب وصداقة العدو الصهيوني (الإحتلال الإسرائيلي). سبق وقلنا إن القضية الفلسطينية لا تخص فلسطين فقط بل تخص كل العرب، فمطامع العدو الصهيوني ترتكز في فلسطين لكنها تنتشر لكل الدول العربية، بدلاً من هذا التطبيع كان علينا أن نتحد من أجل التصدي للإدارة الأمريكية والحركة الصهيونية وأطماعهم ومكائدهم، ولكن للأسف نتعاون معهم ضد من؟ وهم العدو الأكبر والأخطر بالمنطقة، نتعاون مع العدو ضد من؟ ولمصلحة من؟ هدف إسرائيل من التطبيع ضمان بقائها وزيادة توغلها داخل الدول العربية، ومع الأسف تزيد وتيرة التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل في الآونة الأخيرة، وكأنها عدوى وبائية، ولو يعلم المطبعون أنهم بذلك يمهدون الطريق للعدو مافعلوا فهم متجاهلون ماضي مليء بدماء شهداء أوطانهم شهداء العرب على يد العدو الصهيوني وغير مدركين لمستقبل يعده العدو الصهيوني للقضاء عليهم، وإقامة دولته من النيل للفرات وعاصمتها القدس وهدم المسجد الأقصى، هكذا أنتم تمهدون له الطريق وترحبون به ، بدلاً من محاربته وطرده من المنطقة ، متناسيين مبادرة السلام العربية، التي وقعت عليها جميع الدول العربية، وتمّ إعلانها بحضور الزعماء العرب، في العاصمة اللبنانيةبيروت بتاريخ 28 مارس 2002، بنودا تمنع تطبيع العلاقات مع إسرائيل، طالما لم تلتزم الأخيرة بإعادة الحقوق الفلسطينية على أساس القرارات الدولية.، وكانت قد أكّدت المبادرة، على أنّ الدول العربية لن تذهب لإقامة علاقات مع إسرائيل، إلّا في حال قامت الأخيرة بالانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، ومكنت الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، وحلت مشكلة اللاجئين، وجاء التطبيع لقتل تلك المبادرة، وقتل القضية الفلسطينية. إن مايفعله العرب من تطبيع يضع مصر في موقف حرج، فلا يجب أن تختلف السياسات العربية من دولة لدولة ولنا عدو واحد، ولا سبيل لنجاة العرب إلا التحالف ضد (وليس مع) العدو الصهيوني، فالجبن لا يأتي إلا بمزيد من تمكين وتحكم العدو لدرجات أخطر مماعليه الوضع الآن، ويمكنكم الرجوع للتاريخ لتعلموا ذلك. هناك أمور غريبة تحدث الآن في المنطقة، لا أراها إلا تمهيد وتحضير للحرب العالمية الثالثة التي ستكون بين إسرائيل وأميركا والنيتو من جهة، والصين وإيران وكوريا الشمالية من جهة حسب الخطة الموجودة على الأجندة الأميريكية الصهيونية لحرب هرمجدون، وفيها أيضاً أن في تلك الحرب التي يكون مسرحها الشرق الأوسط لابد من إقناع العرب كل العرب بالتراضي أو بالقوة ليكونوا مع الطرف الذي به العدو الصهيوني ومن لم يوافق سيتم ضربه بمنطق من ليس معنا فهو علينا، ولذلك فقطر تلك الدويلة التي تتحكم بها أميركا بالكامل ولها قواعد عسكرية أميريكية فيها، لابد أن تتصالح حاليا مع العرب لتحالف عربي ليس لخدمة مصالح العرب ولكن لخدمة مصالح العدو الصهيوني، كي تدخلون العدو بلادكم بأيديكم. لو نظرنا لخريطة الشرق الأوسط نجد كلنا عرب عدا ثلاثة قوى أغراب ليسوا عرب هم إسرائيل (الكيان الصهيوني) وهي أخطر تلك القوى ورغم صغر مساحتها إلا أن ما يحميها هي الصهيونية العالمية التي تحكم العالم ولها مطامع إسرائيل الكبرى، ولذلك فهي تتحكم في باقي القوى وفي العرب نفسهم عن طريق أميركا، أما القوة الثانية فهي تركيا ولها مطامع عودة الدولة العثمانية وتتحكم فيها أيضاً الصهيونية العالمية وتستخدمها في دمار الدول العربية ، وقد زادت مطامع تركيا بعد تولي السفاح إردوغان وأصبحت دولة ذات مطامع أكبر في سورياوالعراق وليبيا ومصر تتوسع مادياً ومعنوياً أملاً في عودة الدولة العثمانية ، وطمعاً في رضا الصهاينة من جهة وفي منافع مادية من النفط الخام والغاز الطبيعي والذهب وخيرات تلك الدول من جهة أخرى، كان يجب وقف التبادل التجاري التركي العربي رداً على كل ما اقترفته تركيا في عهد اردوغان من جرائم بحق سورياوالعراق وليبيا ومصر، ولكن مايحدث هو تقارب وصداقة ومصالح لكل دولة على حدة دون مراعاة أشقائها العرب. والقوة الثالثة إيران ولها مطامع الدولة الفارسية وكذلك تستخدمها أميركا، فتعمل إيران على مد نفوذها إلى بلاد الرافدين وشرق المتوسط وشبه الجزيرة العربية. يستغل ذلك العدو الصهيوني وساعد في تأجيج الفتن بالمنطقة وإشعال الحرب والصراع بين السعودية وإيران ، كما أشعلتها من قبل بين العراقوإيران ،ىلتحول العراق بعد الغزو الأمريكي في عام 2003، وبعد سنوات من الحرب الطائفية إلى دولة ممزقة يقودها شيعة، وعلى وشك أن تخضع لسلطة إيران. وكذلك حزب الله في لبنان الذي يمثل ذراعاً شيعياً رعته إيران طوال أكثر من ثلاثين عاماً، وقد أصبح أقوى قوة منظمة في البلاد. ولكن مايحسب لإيران أن لها دور جيد في دعم الجيش العربي السوري حيث ترسل طهران مقاتلين لدعم نظام الأسد. أما في لبنانفإيران تدعم حزب الله اللبناني ، وفي اليمن ترعى الحوثيين، ويشتعل الصراع أكثر بين اليمن والسعودية، وهو ماتريده أميركا. وبعد أكثر من عشرين عاماً على انتهاء الحرب العراقيةالإيرانية تسعى إيران لجعل كيان لها بالمنطقة وترى ذلك حق لها هي أيضاً ، ثم تعاون جديد بين أمريكاوإيران في غرب العراق لمحاربة داعش. التي صنعتها أميركا أصلاً!! كل من تركياوإيران تلعب أدوار مزدوجة فتظهر تارة أنها دول إسلامية تجاهد بالمنطقة من أجل الإسلام ، وتظهر تارة إنها في صداقة مع أميركا الصهيونية والأمور مستقرة ، والعدو الصهيوني يستخدمهما جيداً كأدوات عن طريق أميركا في تدمير المنطقة بتأجيج الصراعات خصوصاً التي بين السعودية وإيران وكل منهما يطيع أميركا في أوامرها فتستخدم إيران كفزاعة للسعودية لتخيفها من زحف إيران عليها هي وأنصارها في لبنان والعرق وسوريا واليمن، وتخيف إيران بالعقوبات، وتبيع الأسلحة لكليهما، أما تركيا فقتلت العرب تارة باسم الخلافة الإسلامية وتارة باسم دول النيتو لتحقيق مطامع إقتصادية وإرضاء للصهيونية العالمية من جهة أخرى، ولازالت دماء الشهداء العرب في رقابها هي وأميركا وقطر وكل من ساندهم. للأسف الدول العربية ممزقة ومنهارة وفي صراعات فيما بينها، ولكن كان عليها أن تضع خطط وقرارات لإنسحاب القوات الأميريكية من الشرق الأوسط والتخلص من كل قواعدها في نهاية 2020 بعد ترامب جاء بايدن كلاهما صهاينة وكل رئيس أميركي يقسم على الولاء لإسرائيل فلا يجب أن تطمئنوا لأحد منهم ، وأي مواقف مطمئنة منهم ماهي إلا خدع وأفلام أميريكية. السؤال الأخطرالذي أريد أن نفكر به ..هل بالفعل لو حدثت حرب عالمية ثالثة يمكن أن يكون العرب في حلف العدو الصهيوني، ربما تكون خطة العدو أن تتحالف السعودية معه للتخلص من إيران وطبعاً مع السعودية ستتحرك باقي الدول العربية... فهل سيأكل الجميع الطُعم؟ ختاماً .. أرى الحل من هذا المأزق في حالة الحرب ألا نكون مع أي طرف كدولة عدم إنحياز، وأن نقلب عليهم خططهم رأساً على عقب، ولا يجب أن نخشى إلا الله ونكون في طاعته، فهي حرب بين عباد الله وعباد الشيطان ، فكيف نكون مع العدو الصهيوني أعداء الله ورسوله وأعدائنا؟ وعلينا الإستعداد بالقوى العسكرية والإعلامية والقوة الإقتصادية وقوة الإتحاد فيما بيننا، وقوة الإيمان بالله والثقة في نصره تعالى قبل كل شيء ، ختاماً أقول إبعدوا عن أهل الشر، وانصروا الله فإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .