قبل أن أبدأ فى كتابة هذه السطور أكرهت عقلى على الاستماع للمرة الثانية لخطاب الدكتور محمد مرسى مندوب جماعة «الإخوان» الجالس فى مقعد رئيس مصر، وألزمت عينى بقراءة متأنية لنص الخطاب الذى انتظره «الإخوان» قبل خصومهم ليكون الكلمة الفاصلة قبل 30 يونية.. ورغم الاستماع والمراجعة المتأنية لم أصدق أن هذا الذى كان يتحدث رجلُ أجمع تنظيم «الإخوان» يومًا ما على أنه من حكماء «الجماعة» فاختاروه عضوًا فى مكتب الإرشاد الذى كان يضم فى سنوات خلت صفوة القادة وأفاضل الدعاة والسياسيين، ولم أصدق أن هذا الذى وقف على منصة الرئاسة خطيبًا كان يومًا يحمل صفة الداعية، فكل قادة الجماعة الأصل فيهم أنهم دعاة يحملون الكثير من المعانى والقيم الطيبة التى تتناقض وتتعارض وتتنافر مع التدليس والاختلاق والتشهير وبث روح التشرذم والانقسام والكراهية والتمييز، وما كان لدعاة الإسلام يومًا أن يلبسوا الحق بالباطل ويكتموا الحق وهم يعلمون؟!! وقف الدكتور محمد مرسى ليلقى خطابه بعد عام من حكم التنظيم الإخوانى لمصر، وقد سبقته توقعات على مواقع التواصل الاجتماعى يحدوها الأمل فى قرارات تنزل صاعقة على نواصى المعارضين، وكأن خطاب مرسى هذا هو خطاب تأميم مصر لصالح جماعة الإخوان، وتحدث مرسى، وليته سكت، وتحدث مرسى فأضاف لخصومه خصومًا آخرين وأثبت أن فى «إخوان الشاطر» أساتذة فى فن صناعة الأعداء!! استغرق خطاب مرسى 156 دقيقة، ويعتبر أطول خطابات الرؤساء المصريين حتى الآن، وتخلل الخطاب 98 تصفيقة بواقع 3 تصفيقات كل 5 دقائق، وكان التصفيق والتهليل من فرقة الإخوان يبدأ بإشارات متفق عليها من داخل القاعة، وقد اكتظت القاعة بأتباع خيرت الشاطر الذين جاءوا لتمثيل دور «الشعب» المؤيد لمن يقوم بتمثيل دور «الحاكم» فجعلنا نأسى ونحزن لحال منصب الرئيس ونأسى ونتألم لحال صفوة «الإخوان»!! ولا عذر للدكتور مرسى بأنه لا يعلم ما فى خطابه من تدليس وتلبيس ومعلومات مغلوطة.. فإن كان يعلم فهى مصيبة وإن كان لا يعلم فالمصيبة أكبر، وإن كان نص الخطاب من بنات عقله وفكره فهى مصيبة وإن كان مكتوبًا له وقرأه دون وعى بمحتواه فالمصيبة أكبر!! ولأن أخطاء مرسى وخطايا حديثه لا تتسع لها صفحات صحيفة واحدة فإنى أقف عند مختارات من تدليس وتلبيس فخامة الرئيس ومعلوماته المغلوطة: - تحت عنوان «عينة من الكذب» قال الخبير الاقتصادى الدكتور أحمد النجار فى تدوينة له على الفيس بوك: «من أين أتى «العياط» برقم ال400 جنيه التى يقول إنها تعطى كمعاش للضمان الاجتماعى للفرد؟! لو دخل هذا العياط إلى موقع وزارة المالية فى حكومته، وفتح ملف مشروع الموازنة العامة للدولة 2013/2014، سيجد فى ص 55 أن مخصصات معاش الضمان الاجتماعى تبلغ 3234 مليون جنيه، ويستفيد منها 1.6 مليون أسرة، بواقع 2021 جنيه فى العام للأسرة، أى 168 جنيهًا فى الشهر للأسرة، يعنى لو هذ الأسرة الفقيرة 5 أفراد يكون نصيب الفرد 34 جنيهًا، ولو أن عددها 4 أفراد يكون نصيب الفرد 42 جنيها، وفى كل الأحوال متوسط نصيب الأسرة من هذا المعاش هو 168 جنيهًا شهريا..»!! - وجه مرسى اللوم للصحفيين والإعلاميين لأنهم لم يتحدثوا عن صناعة أول تابلت مصرى أو آى باد- حسب وصفه-، أو صناعة أول سيارة مصرية.. وأنا هنا أكرر للدكتور مرسى ما نقلته فى مقالين سابقين عن الدكتور تامر عبد العزيز حول أكذوبة صناعة أول تابلت مصر، وأقول إن التابلت المزعوم يتكون من «نظام تشغيل Android لشركة google الأمريكية، وبروسيسور NEON من إنتاج شركة ARM البريطانية، ورامات من إنتاج شركة JEDEC الأمريكية، شاشة TFT LCD انتاج سامسونج الكورية، ميمورى NAND flash انتاج سامسونج، والتجميع والضمان مصرى بخبرة صينية! - أما عن صناعة أول سيارة مصرية فنذكر السيد مرسى بالستينيات «وما أدراك ما الستينيات – حسب قوله–حيث بدأت فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تجربتان لتصنيع أول سيارة مصرية فى شركة النصر لصناعة السيارات وهى شركة مصرية تأسست سنة 1960 كأول شركة لصناعة السيارات فى الشرق الأوسط. وكانت الحكومة المصرية قد استهدفت من إنشائها تجميع السيارات فى البداية ثم صناعة أول سيارة مصرية خالصة، وقامت الشركة بإنتاج السيارة نصر بموديلات مختلفة بالتعاون مع شركة فيات وتحملت سيارات نصر ورمسيس أعباء نقل المصريين منذ الستينيات حتى الآن، إلا أن شركة النَصر تعرضت فى نهاية سنوات حكم مبارك للإفلاس والتصفية بسبب تراكم مديونياتها إلى 2 مليار جنيه، ولأن السوق المصرى لا يستوعب أكثر من عشرة آلاف سيارة سنويًا، وفى حالة قيام المصريين بشراء سيارات من الإنتاج المصرى فقط ولم يتطلعوا لأى موديل عالمى آخر فإن السوق المصرى وحده لا يكفى لنجاح أى شركة تعمل فى مجال تصنيع أو تجميع السيارات، لذلك فإن التنظيم الإخوانى الحاكم قرر إعادة شركة النصر للعمل على أن تتحمل القوات المسلحة خسائر هذا الإنتاج وتم نقل تبعية شركة النصر من قطاع الأعمال العام إليها لتُصبح تابعة لوزارة الإنتاج الحربى، والمعروف أن صناعة السيارات دون صناعة قطع الغيار تعد من الصناعات الوهمية لأنها تعتمد على التجميع وعلى تنمية صناعة قطع غيار السيارات التى تنتجها الشركات الأجنبية.. فكيف يزعم مرسى أنه صاحب إنجاز صناعة أول سيارة مصرية؟!! - قال الدكتور مرسى: إنه لم يتعرض للحريات والإعلام فأول قانون صدر فى عهده هو منع الحبس الاحتياطى للصحفيين، ونقول للدكتور مرسى إن أول قانون صدر فى عهدك قانون وهمى وإنجاز لا قيمة له لأن قانون نقابة الصحفيين رقم 76 لسنة 1970 يتضمن حماية للصحفيين من الحبس الإحتياطى حيت تنص المادة 67 على: «مع عدم الإخلال بحكم المادة )135( من قانون الإجراءات الجنائية. لا يجوز القبض على عضو نقابة الصحفيين أو حبسه احتياطيا لما ينسب إليه فى الجرائم المنصوص عليها فى المواد 179 و181 و182 و184 و185 و303 و306 من قانون العقوبات بسبب مواد صحفية صدرت عنه أثناء ممارسة المهنة. وتحرر النيابة العامة فى هذه الحالة محضرا بما حدث تبلغ صورته لمجلس النقابة» وعندما أصدرت إحدى المحاكم قرارًا بحبس الزميل إسلام عفيفى احتياطيًا أثناء محاكمته بتهمة إهانة رئيس الجمهورية، كانت المحكمة قد تجاوزت القانون، وكان الإفراج عن إسلام عفيفى لا يحتاج لقانون جديد.. لكن تم استخدام القضية وقتها لعمل دعاية كاذبة لصالح التنظيم الإخوانى الحاكم!! - تساءل مرسى فى خطابه عن المسئول عن عدم وضع اسم الفريق أحمد شفيق كمتهم فى قضايا قتل المتظاهرين؟ وقال من المسئول عن عدم وضع اسم محمود وجدى وزير الداخلية الأسبق فى القضايا؟، وأضاف :.. وبعد ذلك يطالبون بعودة النائب العام..!!! وهذه الفقرة تكشف عن عدم دراية شخص فى موقع رئيس الدولة بما تم فى واحدة من أهم القضايا التى تتعلق بشهداء ومصابى الثورة وهى القضية المعروفة إعلاميًا باسم «موقعة الجمل»، ولو كان الدكتور مرسى قد اهتم بقراءة ما تنشره الصحف على الأقل عن هذه القضية منذ فبراير 2011 حتى الآن.. لعلم أن النائب العام لا علاقة له بهذه القضية، لأنها كانت مسئولية قاضى تحقيق منتدب هو المستشار محمود السبروت، ومن باب المساواة يمكننا أن نطالب بضم الدكتور مرسى كمتهم فى أحداث الاتحادية باعتبارها وقعت على بعد خطوات من مكتبه بقصر الرئاسة ونطالب بمحاكمته كمتهم رئيس فى قتل شهيد الصحافة الحسينى أبو ضيف وكذلك قتل وإصابة شباب الإخوان وغيرهم ممن شاركوا فى تلك الأحداث، وربما يطالب البعض بتقديمه كمتهم فى قتل شهداء رفح؟!! - تساءل مرسى عن أسباب عدم ضم تقرير لجنة تقصى الحقائق إلى قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها الرئيس السابق حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى وآخرون من قيادات الشرطة، ليخرج مرسى من هذا باتهام النائب العام السابق عبد المجيد محمود بالمسئولية عن هذا التقصير، ويعلم كافة من تابعوا هذه القضية أن المستشار مصطفى سليمان المحامى العام الأول قد أشار إلى هذا التقرير فى مرافعته التاريخية، ونشرت العديد من الصحف نص المرافعة، وقام فريد الديب المحامى بالرد على هذا التقرير فى مرافعات الدفاع، والسؤال نسأله بدورنا للدكتور مرسى ولرئيسه فى مكتب الإرشاد خيرت الشاطر: إذا كان النائب العام قد أهمل فى تقديم هذا التقرير.. فلماذا لم يقدمه محامى «الإخوان» ومحاميه الشخصى عبد المنعم عبد المقصود فى جلسات القضية التى حضرها ومعه عدد من المحامين «الإخوان» دفاعًا عن حقوق الشهداء والمصابين؟!! أما عن القضية نفسها فقد انتهت بتوقيع أقسى عقوبة على الرئيس السابق حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى وهى عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة، ولكن قررت محكمة النقض إعادة محاكمتهما وجميع المتهمين بناء على طعن النيابة ودفاع المتهمين فى وقت واحد!! - فى تصرف عجيب نسب مرسى لشخص متوفى هو كمال الشاذلى القيادى المعروف فى الحزب الوطنى وأحد أعمدة نظام مبارك أنه قال له – اى للدكتور مرسي- حينما كان عضوا فى مجلس الشعب «: يا دكتور مرسى السياسة نجاسة، وأنتم ناس أطهار سيبولنا النجاسة، وخليكم للطهارة»، ونسب مرسى لنفسه أنه نصح الشاذلى بالإبقاء على الأموال المسروقة داخل مصر بدلًا من تهريبها، لكن الشاذلى قال له – حسب روايته – أنت رجل طيب.. ولنا أن نسأل الدكتور مرسى عن الحكمة من ذكره اسم كمال الشاذلى وهو متوفى؟، وما الحكمة من رواية واقعة لا شهود لها ولا يستطيع مرسى ولا «الإخوان» أن يثبتوا صحتها.. وأقول للدكتور مرسى إذا كنت تعلم أن هناك أموالًا مسروقة تم تحويلها إلى الخارج فلماذا لم تتقدم وأنت نائب فى مجلس الشعب وقتها باستجواب برلمانى أو بلاغ للنائب العام تتهم فيه مبارك وأعوانه بسرقة أموال مصر وتهريبها للخارج؟!! وقد قابلت يا دكتور مرسى مبارك وجهًا لوجه فى جلسات مجلس الشعب، فلماذا لم تواجهه مباشرة بهذه الجرائم ؟!! ولماذا التزمت الصمت حتى قيام الثورة ؟!، ولماذا ذهب «الإخوان» للتفاوض مع عصابة اللصوص )مبارك وكمال الشاذلى وأعوانهم( فى صفقة ال 88 نائبًا الشهيرة عام 2005 التى اعترف بها مرشد الإخوان السابق مهدى عاكف والنائب الأول للمرشد العام السابق الدكتور محمد حبيب والتى تؤكد ما كان يدور من مفاوضات وصفها مهدى عاكف بالتفاهمات مع نظام مبارك، ولماذا شارك الدكتور مرسى بنفسه فى المفاوضات السرية والعلنية مع نظام مبارك – نظام اللصوص–قبل تنحيه بأيام.. وأتحدى الدكتور مرسى أن يخرج وينفى وجود هذه المفاوضات السرية التى بسببها قدمت شخصيات إخوانية استقالتها من التنظيم.. وللتكرار الذى يذكر «الإخوان» نقول إن الدكتور محمد مرسى ومعه الدكتور سعد الكتاتنى كانا يتفاوضان مع اللواء عمر سليمان على سحب «الإخوان» من ميدان التحرير – أى المشاركة فى إفشال الثورة- مقابل منح الشرعية للإخوان.. لكن فشلت قيادات الإخوان فى إقناع الشباب بالانسحاب لأن الخروج من الميدان كان يعنى الهلاك اعتقالًا أو إعدامًا إذا فشلت الثورة فاختار الشباب الموت بشرف فى الميدان وكان النجاح حليفهم ولكن قطف القادة الثمار!! - وجاء فى خطاب الدكتور مرسى أنه قال : «تسامحت فى الإهانات التى وجهت ضدى» لكنه ذكر فى موضع آخر أنه لن يتسامح وقال «كفاية سنة» يقصد كفاية سنة من الإهانات حسب رؤيته، وعن التسامح أقول له لقد أظهرت تسامح شخصك وأطلقت جماعتك أتباعها لسب وتجريح معارضيك بأقذر وأحط الألفاظ وننقل للدكتور محمد مرسى عينة مما يكتبه تابعيه وتابعى رئيسه خيرت الشاطر، وهذا التابع الذى نقصده مسئول صحفى إخوانى وقد كتب على الفيس بوك يقول بالحرف الواحد يوم السبت 22 يونية 2013: «حمدين وعصابته عاملين مؤتمر تحت عنوان بعد الرحيل وانا باقوله حمرا يا ابوسلمى النصابة « ويومها قلت له فى تعليق على ما كتبه: «رحم الله )إخوان(.. «وقولوا للناس حسنا»!!! «فقام بالرد بالسب أيضا وتستر خلف آية قرآنية قام بتأويلها فى غير موضعها وقال: «لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم.. وده إنسان مجرم فاجر» ويمكننى أن أنقل للدكتور مرسى مئات من وقائع السب والقذف والتجريح التى يرتكبها أتباعه وأتباع رئيسه خيرت الشاطر لنعرف معنى التسامح الذى يتحدث عنه!! - تضمن خطاب الدكتور مرسى أقوالًا للاستهلاك الإعلامى فوجه رسالة للمتظاهرين قال فيها: «.. حافظوا على سلمية التظاهر.. اجعلوا نقد الحاكم سببا للنهوض وليس سببا للفوضى واحذروا الانجرار للعنف والتظاهر هو أسلوب للتعبير عن الرأى وليس ادوات لفرض الرأى.» وبناء على هذا أدعو الدكتور مرسى ورئيسه خيرت الشاطر لمراجعة صفحات تابعيهم التى تضمنت تهديدات بقتل المعارضين واتباع أنواع غريبة من العنف فى مواجهة المتظاهرين وادعوهم بالتحديد لمراجعة صفحة القيادى الإخوانى المهندس محمود عزمى )من إخوان أسيوط( التى دعا فيها النساء إلى تجهيز كميات من الماء المغلى والكلور لرميها من الشرفات والنوافذ على من أسماهم بالفلول وجبهة الخراب وبلاك بلوك الكنسية، ولو صح ما يقوله محمود عزمى والإخوان أن هؤلاء المتظاهرين بلطجية فإن أقل رد فعل ممكن من البلطجية على عنف النساء هو الرد بطلقات الخرطوش أو الصعود إليهن للرد على الماء المغلى بوسائل أخرى وبهذا نكون قد دفعنا نساءنا إلى ما لا يحمد عقباه، وقد نسب محمود عزمى هذه التعليمات إلى كيان ما يسمى ب )سيدات مصر مع الشرعية( وربما يقصد أنها شرعية بالماء المغلى!!! - من أغرب ما قاله الدكتور مرسى فى خطابه، هو حديثه عن عاشور البلطجى من الشرقية وفودة البلطجى من المنصورة وبلطجى آخر لم يتذكر اسمه من المعادي، حيث أكد أن هؤلاء يقومون بتأجير البلطجية للهجوم على مؤسسات الدولة، ومن العجيب أن الرئيس لديه معلومات عمن يتقاضى عشرين جنيها ليرفع سكين الكهرباء ويتسبب فى أزمة انقطاع الكهرباء، ومن يقوم بإشعال )حرب الجراكن( حسب وصفه ليتسبب فى أزمة البنزين والسولار، وهذه ليست المرة الأولى التى يتحدث فيها الدكتور مرسى عن البلطجية والمتآمرين، وكان حديثه الأول عقب أحداث الاتحادية التى وصف فيها المتظاهرين بالبلطجية، ثم تبين أن هؤلاء بينهم سفير سابق ومهندس وأطباء ولا يوجد فى سجل أحدهم اتهام بارتكاب وقائع قتل أو سفك دم، ومن طرائفه السابقة الحديث عن المتآمرين فى الحارة المزنوقة، وأصحاب الأصابع التى تعبث فى مصر، ومن أقواله الطريفة : « انا عارف مين بيقول ايه ازاى علشان إيه» ولقيادات الإخوان الكثير من الروايات عن البلطجية ومؤامراتهم، وأقل ما يقال عن هذا إن صمت الإخوان وهم أصحاب السلطة التنفيذية وصمت الدكتور مرسى وهو رئيس المجلس الأعلى للشرطة وتحت أمرته جهاز الأمن الوطنى وهو الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة أى تحت إمرته أكثر من جهاز أمنى سيادى، واستطاع أن يصل بمعلوماته إلى ما تخفيه الأنفس وما تحويه العقول، وما يحاك فى الحارة المزنوقة، فليخرج ويعلن لنا عن أسباب صمته وتستره على هذه المؤامرات حتى الآن، وليخرج ويكشف لنا عن أسماء قتلة جنود مصر فى رفح، وقتلة الحسينى أبو ضيف وشباب «الإخوان» وغيرهم عند قصر الاتحادية؟!!! ولا نرى سببًا لما نسمعه من مرسى من أحاديث عن مؤامرات تافهة سوى أن التنظيم الإخوانى يريد تبرير فشله فى تنفيذ الوعود الرئاسية فى مجال الأمن والنظافة والطاقة والمرور ورغيف الخبز وغيرها بالحديث عن مؤامرات ومهاترات بدلًا من أن يخرج على الناس معترفًا بفشله فى تحقيق برنامج المائة يوم، أو يعلنها صراحة أن مشروع النهضة ما هو إلا أحلام ووعود براقة تم إطلاقها لجذب أصوات الناخبين فقط !! - تحدث مرسى فى خطابه عن الأراضى التى حصلت عليها الشركة المصرية الكويتية فى العياط بمحافظة الجيزة، وأوحى فى حديثه لمستمعيه أنه يخوض معركة من أجل استرداد حقوق مصر، والحقيقة أن الذى خاض هذه المعركة هو المهندس حمدى الفخرانى عضو مجلس الشعب السابق وأحد خصوم الإخوان السياسيين وهو متهم من قبل الإخوان بالعمالة للنظام السابق مع أنه خاض العديد من المعارك القضائية ضد النظام السابق لإعادة الشركات الحكومية التى تم بيعها لمستثمرين عرب وكذلك إعادة أراضى الدولة التى تم تخصيصها لرجال أعمال مقربين من نظام مبارك، وبدأ حمدى الفخرانى مشوراه هذا قبل سقوط نظام مبارك بسنوات، وكانت إحدى جولاته أمام القضاء الإدارى دعوى من أجل استرداد ما قيل إنه حقوق لمصر لدى الشركة المصرية الكويتية التى حصلت على، مساحة 26 ألف فدان بالعياط لصالح الشركة بأقل من 5 قروش للمتر المربع. بالأمر المباشر وذلك بتاريخ 26/6/2002، وآخر إجراء قضائى تم فى هذه الدعوى هو قرار من الدائرة الثامنة للعقود بمحكمة القضاء الإدارى برئاسة المستشار سعيد القصير نائب رئيس مجلس الدولة بجلسة الثلاثاء 28 مايو 2013 وقضى بإحالة الدعوى إلى مكتب خبراء وزارة العدل.. فما هو دور مرسى وتنظيم الإخوان فى هذه الدعوى؟!! - من قرارات مرسى التى وردت فى خطابه واعتبرها الإخوان إنجازا وفتحًا قراره بتكليف وزير الداخلية بعمل وحدة خاصة لمكافحة البلطجة وقطع الطرق وترويع المواطنين ومهاجمة المؤسسات الحيوية، وهذه الفكرة طالب بها رجال الشرطة منذ عامين وكان صاحبها هو المقدم أحمد مشالى الضابط بمديرية أمن الإسكندرية، وتقدم بها إلى اللواء منصور العيسوى عندما كان وزيرًا للداخلية ووافق عليها، وأمر بتنفيذها كتجربة فى مديرية أمن الإسكندرية.. لكن بعد أن تمت إقالته توقف التنفيذ، وقد أصدر الائتلاف العام لضباط الشرطة، بيانًا عقب خطاب مرسى أعلنوا فيه أن هذه الفكرة كانوا يسعون لتطبيقها على مدار العامين الماضيين ولكنهم واجهوا العراقيل من الدولة!! - أراد مرسى أن يقدم فاصلا من الهجوم على الإعلام ليصنع شماعة يعلق عليها فشله وفشل تنظيمه الحاكم.. فتناول فى خطابه تجريحًا لشخص الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، دون سبب معلوم، وقال مرسى: «حاجات غريبة الواحد بيشوفها ناس بتتكلم كأنها من الثوار.. مكرم محمد أحمد هو كان من الثوار؟ نقابة الصحفيين قامت عليه وطلعته واختارت حد تانى وبعد سنتين فى وجود الرئيس الطيب.. بيقول أنا من الثوار؟!! والمعلوم عن مكرم محمد أحمد أنه منذ أن ترك موقعه كنقيب للصحفيين، ولا دور له فى الحياة السياسية سوى مقالاته ولقاءاته المحدودة فى قنوات تليفزيونية، وتسبب حديث مرسى فى إلقاء الضوء على مقالات مكرم والترويج لها بعد دخول عشرات الآلاف من الزوار على محرك البحث جوجل وغيره من محركات البحث على الإنترنت للوصول إلى مقالات مكرم محمد أحمد وأحاديثه التى أوجعت مرسى و»الإخوان»؟!! - وكما ارتفعت معدلات القراء لمقالات مكرم إلى عشرات الآلاف فى أقل من ساعة ارتفعت معدلات مشاهدة قنوات دريم وسى بى سى بعد أن ذكرها الدكتور مرسى بالاسم وألقى باتهامات التهرب الضريبى جزافًا على مالك «دريم» رجل الأعمال أحمد بهجت ومالك «سى بى سى» رجل الأعمال محمد الأمين، ونسى مرسى أن هذه القنوات حملته إلى الناس فى بيوتها واستضافته مرشحًا رئاسيا فساهمت فى نجاحه، ومن يستمع إلى الدكتور مرسى يظن أن تجريح مكرم وبهجت والأمين وسجن توفيق عكاشة وعشرات الصحفيين والإعلاميين سينهى مشكلات مصر فورا، ويظن الإخوان أن إغلاق القنوات التى تبث من مدينة الإنتاج الإعلامى سيحول دون انطلاقها مرة أخرى، وربما يتناسى «الإخوان» أن هناك قمرًا صناعيًا آخر يظهر فى مدار نايل سات ويمكن التقاط إشارته وكأنه قمر النايل سات فى مصر، والبث عليه متاح لأى قناة وبإجراءات ميسرة، وكنت أظن أن «الإخوان» أول من يعلم أن السجن لايقتل فكرًا، وأن القمع لا يكسر قلمًا!!! - تضمن خطاب مرسى فخرًا بجولاته خارج مصر خاصة أفريقيا وما حققته هذه الجولات من جذب للاستثمارات الأجنبية، ويأتى الرد سريعًا فى التقرير السنوى للاستثمار، الصادر عن الأممالمتحدة، الذى أكد أن مصر خرجت من الدول الخمس الأوائل التى تتلقى استثمارًا أجنبيًا مباشرًا فى القارة الأفريقية لعام 2013، وتناسى الرئيس فشل إدارته فى أزمة مياه النيل وما نتج عنها من التعجيل بخطوات بناء سد النهضة والتعجيل بعملية تحويل مجرى النيل قبل موعدها بثلاثة أشهر!! وعلى ذكر التفاخر بالجولات الخارجية أذكر مرسى بتصريحات القيادى الإخوانى حسن مالك على هامش مؤتمر عقدته وزارة الاستثمار فى الأول من سبتمبر 2012 بحضور وزيرى الاستثمار والتجارة والصناعة، لإعلان نتائج زيارة الرئيس محمد مرسى للصين أكد فيها أن: «الاتفاقات الاستثمارية التى تم إبرامها مع الصين بقيمة 4.8 مليار دولار لم تكن سوى تفاهمات مبدئية، نسعى لتنفيذها فى القريب العاجل» ولم يأت هذا القريب حتى الآن!! - وجه الرئيس سبًا وتجريحًا للمستشار محمد على النمر عضو الدائرة التى تنظر إحدى القضايا المتهم فيها الفريق أحمد شفيق، وأسند مرسى للمستشار النمر تهمة تزوير الانتخاب دون تحقيق رسمى معه ودون سند قانونى، وكرر مرسى سخريته من القضاء الذى حكم ببراءة رموز النظام السابق، وسخر من المحكمة الدستورية ولجنة الانتخابات الرئاسية ثم عاد وأشاد بالقضاء فى تناقض واضح وصريح!! - قال الدكتور مرسى: لقد نجحنا فى كتابة دستور عصرى نفخر به وأصبحنا فى مرحلة الوضع الدستورى المستقل والدستور يحمى الجميع و الحقوق والحريات، ورغم إشادة مرسى بالدستور فإنه عاد فى الخطاب ووافق على تشكيل لجنة لصياغة التعديلات الدستورية المقترحة.. ولم يقل لنا كيف يكون هذا الدستور هو أفضل دستور ثم يوافق على تعديله ؟!! - قال مرسى: إن مصر تحوى ربع آثار العالم، والصحيح أن بها ثُلث آثار العالم، وهناك قول آخر إن مدينة الأقصر وحدها تضم ثُلث آثار العالم !! - نسب مرسى إلى نفسه إنجاز رفع الحد الأدنى للأجور فى الميزانية 200% ليكون 700 جنيه هو الحد الأدنى، والحقيقة أن هذا القرار اتخذه مجلس الوزراء برئاسة الدكتور عصام شرف فى اجتماعه فى الأول من يونية 2011، ولا علاقة لمرسى ولا تننظيم «الإخوان» بهذا الإنجاز.. والجدير بالذكر أن اجتماع مجلس الوزراء برئاسة عصام شرف فى الأول من يونية 2011 هو صاحب قرار زيادة مخصصات معاش الضمان الاجتماعى بنحو 500 مليون جنيه عما كان مقررا فى مشروع الموازنة ليصل إلى 3.2 مليار جنيه، وذلك لتوسيع قاعدة المستفيدين ليشمل نحو 1.5 مليون أسرة!! - ومن التدليس فى خطاب مرسى أنه نفى أن يكون فى مصر معتقلون سياسيون، ولم يقل لنا: هل هناك سجناء سياسيون أم لا؟ وهل أحمد دومة الآن مسجون فى سرقة خروف أم تم حبسه على ذمة قضية سياسية ؟، وقالت الحقوقية راجية عمران، عبر حسابها على تويتر معلقة على خطاب مرسى: «ما هذا الاستخفاف بعقول الشعب؟» وتساءلت مستنكرة: «ليه هو أحمد دومة يعتبر إيه؟ والنبى راجع معلوماتك كويس.. عيب ده كل المعلومات منشورة فى كل مكان ومننساش من المعتقلين السياسيين: حسن مصطفى، ومعتقلى دار القضاء، ناهد شريف وأسامة صبرى ومحمد عفت وكمال محمد!! ونكتفى بهذا القدر من مختارات التدليس والتلبيس فى خطاب فخامة الرئيس!! *** والعجب كل العجب أنه بعد كل ما سبق ذكره من تدليس وتهييس وتلبيس مازالت كتائب التبرير الإخوانى تتحدث عن هذا الخطاب الرئاسى باعتباره إعجازًا وإنجازًا أبدعه الرئيس الإسلامى فخامة الأستاذ الدكتور مهندس محمد محمد مرسى العياط.. رضى الله عنه ورحمه من رئاسة مصر ورحم مصر من رئاسته!!