أكد الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي عمق العلاقات التي تربط بين مصر وجنوب السودان، وخاصة في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرًا إلى أن التعاون بين البلدين يرتقي إلى مستوى الشراكة، في ضوء ما يتم تنفيذه من مشروعات وبرامج مشتركة، تستهدف الوصول إلى حلول غير تقليدية لكثير من التحديات التي تواجه البلدين. جاء ذلك خلال استقبال وزير التعليم العالي والبحث العلمي بمقر الوزارة الدكتور جابرييل تشانغسون تشانغ وزير التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا بدولة جنوب السودان، يرافقه وفد رفيع المستوى من مسؤولي التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا والجامعات بجنوب السودان. وقال عبدالغفار إن مصر تولي إفريقيا اهتمامًا خاصًا، وبصفة خاصة دول حوض النيل، مع الحرص على مضاعفة أوجه التعاون معها والسعي الدائم إلى دعم جهود التنمية والبناء بها، موضحًا أن مصر حرصت على إرساء علاقات تعاون وثيق مع جنوب السودان، منذ استقلالها عام 2011 وتقديم الدعم اللازم لها في مجالات التعليم والصحة والمشروعات الخدمية والبنية التحتية وغيرها. وأشار إلى ما أولته مصر من أهمية كبرى لعلاقات التعاون التعليمية والبحثية مع دولة جنوب السودان، وأنه تم تنفيذ عدد من المشروعات التنموية والخدمية، على رأسها فرع جامعة الإسكندرية بمدينة تونج، التي تضم أربع كليات جامعية (الطب البيطري، الزراعة، التربية، التمريض) معربًا عن أمله في أن يسفر التعاون المشترك بين البلدين خلال الفترة القادمة، عن انتهاء كافة أعمال البناء والتأهيل والتجهيز المطلوبة بها؛ لتنطلق في أداء دورها الأكاديمي والمجتمعي المنشود. وتابع إن البرنامج التنفيذي الموقع عام 2017 بين البلدين؛ يهدف إلى مشاركة الأساتذة والباحثين المصريين في عمليات التدريب بجامعات جنوب السودان، وإجراء البحوث التطبيقية المشتركة، وقيام المتخصصين في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا في البلدين بتبادل الزيارات، بالإضافة إلى ما يتضمنه البرنامج من تقديم منح دراسية لطلاب جنوب السودان، لافتًا إلى أن مصر تحتضن 4500 دارس من جنوب السودان، ولدى الوزارة الاستعداد الكامل لاستيعاب أكبر عدد من هؤلاء الطلاب للدراسة بالجامعات المصرية، وتقديم التيسيرات اللازمة لهم. ونوه عبد الغفار بأن الفترة القادمة ستشهد مضاعفة أعداد المشروعات والبرامج التنفيذية بين البلدين، مشيرًا إلى أن هناك توجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بإنجاز كافة المشروعات والبرامج الجارية، والبدء في تنفيذ مشروعات وبرامج أخرى، بما يكفل تقديم الدعم لجنوب السودان في كافة مجالات التنمية، وتسخير الخبرات المصرية في دفع عملية التنمية والبناء بجنوب السودان. ووجه وزير التعليم العالي والبحث العلمي دعوة لوزير التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا بجنوب السودان والوفد المرافق له، لزيارة عدد من الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والتكنولوجية؛ للوقوف على ما تشهده مصر من تطوير ونهضة تعليمية وبحثية وعلمية، يمكن أن تستفيد منها دولة جنوب السودان الشقيقة. من جانبه، أعرب الدكتور جابرييل تشانغسون تشانغ وزير التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا بدولة جنوب السودان، عن شكره لمصر حكومة وشعبًا؛ لما تقدمه من دعم لحكومة جنوب السودان، مؤكدًا العلاقات المتميزة والقوية بين البلدين، معربًا عن تطلعه إلى الاستفادة من الخبرات العلمية المصرية في النهوض بمنظومة التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا بدولة جنوب السودان. ودعا تشانغسون الدكتور خالد عبدالغفار وقيادات وزارة التعليم العالي المصرية إلى زيارة دولة جنوب السودان؛ لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي. وتم خلال اللقاء بحث سبل التعاون بين مصر وجنوب السودان، وإمكانية زيادة عدد المنح المقدمة سنويًّا لطلاب البكالوريوس والدراسات العليا بجنوب السودان للدراسة في مصر، وكذلك تحقيق التعاون الثنائي بين الجامعات المصرية ونظيرتها بجنوب السودان في تخصصات الزراعة والطب البيطري والعلوم والهندسة، فضلا عن إعداد مدارس صيفية لطلاب جنوب السودان في مصر، وبحث آليات بدء تشغيل فرع جامعة الإسكندريةبجنوب السودان.