كشف الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار عن انتماء التوابيت المكتشفة حديثا بسقارة للعصر المتأخر الأسرة ال26 و27، والتي لها تواجد كبير فى سقارة فى مقابر الأفراد وكبار رجال الدولة وهي فترة يطلق عليها من قبل المؤرخين (العصر الصاوى) وهى جزء مما يعرف بالعصر المتأخر فى تاريخ مصر القديمة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذى عقده الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار بمنطقة آثار سقارة للكشف عن تفاصيل الاكتشاف الأثري الجديد بحضور عدد من سفراء الدول الأجنبية ورؤساء البعثات الأثرية الأجنبية العاملة بمصر. وعن مقابر العصر الصاوى (الأسرة 26) فى سقارة، قال الدكتور محمد رأفت عباس مدير عام إدارة البحث العلمي بمنطقة آثار الإسكندرية بوزارة السياحة والآثار، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إن جبانة سقارة تعد أكبر جبانات العصر الصاوى بعد جبانة العساسيف بالأقصر، وجميع مقابر العصر الصاوى فى سقارة خاصة بكبار الموظفين، وليس هناك أى مقابر ملكية تنتمي لهذا العصر فى جبانة سقارة . وأضاف أن نقوش مقابر العصر الصاوى تميزت بإحياء النصوص الدينية للفترات التاريخية السابقة، حيث سجلت على جدرانها فقرات من نصوص الأهرام وكتاب الموتى . وأوضح أن مقابر العصر الصاوى فى جبانة سقارة تنتمي إلى طرازين معماريين الأول الطراز الذى تمثله مقبرة القائد «آمون تف نخت» وكافة مقابر العصر الصاوى بسقارة، وهى بنظام آبار الدفن التى تنتهى بحجرة ذات سقف مقبى عليها نصوص بنقش غائر . وأشار إلى أن الطراز الثاني مشابه لمقابر العساسيف بالأقصر، ويتكون من صرح يليه فناء مفتوح ثم حجرة أمامية غير منقوشة، بينما بالسقف نجوم صفراء على أرضية زرقاء، ثم ممر يوصل إلى صالة أعمدة ثم حجرتين متقابلتين، وبالممر باب وهمى وصورة للإله أوزير (مكررة 5 مرات على اليمين و3 مرات على اليسار) وأمامه المتوفى يقدم القرابين لأوزير . وتابع أنه بعد ذلك توجد صالة أعمدة عليها زخارف من نصوص الأهرام وكتاب الموتى، ولها سقف مقبى عليه المتوفى مع 12 معبودا، وحجرة مستعرضة ذات سقف مقبى مع نجوم وألقاب للمتوفى، وتنتهى المقبرة بحجرة التمثال، لافتا إلى أن النموذج الوحيد لهذا الطراز هو مقبرة الوزير «باك إن رن إف». ولفت إلى أن مقابر سقارة فى العصر المتأخر كانت عبارة عن دفنات محيطة بمجموعة زوسر الهرمية، ترجع للأسرات ما بين العصر الكوشى (الأسرة الخامسة والعشرين) ونهاية الأسرات، وكانت بعمق 25 مترا فى أماكن دفن مسقوفة لها قبو حجرى، وتحتوى على توابيت آدمية الشكل وتملأ بالرمال كأسلوب حماية من السرقات . وأضاف عباس أن الأجزاء العلوية منها لم يبق منها غير أطلال، ولها أمثلة مشابهة فى الجيزة وفى أبوصير، وتعد مقبرة الوزير «باك إن رن إف» من العصر الصاوى هى المقبرة الوحيدة المختلفة عن كافة نماذج مقابر العصر المتأخر فى سقارة . وكشف الدكتور محمد رأفت عباس عن أسباب اختيار سقارة كجبانة فى العصر الصاوي، حيث اعتمدت النهضة فى العصر الصاوى على إحياء التقاليد القديمة فى أساليب الفن والعمارة، ولذلك عمد الفنانون إلى زيارة الجبانات القديمة كى يدرسوا زخرفة المقابر من مصادرها الأصلية، كما ولقد عادت هذه الجبانات مرة أخرى مكانا مفضلا لدفن الطبقة الموسرة من المصريين خلال العصر الصاوى، كما كان يفعل الأسلاف فى الماضى . وعرض أهم مقابر العصر الصاوى فى سقارة حيث أقام العديد من كبار موظفى العصر الصاوى مجموعة من مقابرهم شمال الطريق الصاعد لهرم أوناس، وكان الملك « بسماتيك الأول » قد استخدم فى جيشه مرتزقة من عالم البحر المتوسط أكثرهم من اليونانيين والدوريين والكاريين والأيونيين، وقد وجدت مقابرهم الصخرية المنقوشة بمنطقة سقارة. وأوضح أنه يمكن حصر أهم مقابر سقارة التى ترجع إلى العصر الصاوى إلى المقابر الواقعة شرق الهرم المدرج وهي مقبرة المشرف على الحجرة «نفر ايب رع سانيت»، والمشرف على الشونة « واح ايب رع من »، ومقبرة الكاهن «حور نفر إيب رع إم أخت»، ومقبرة المشرف على الحجرة «إرى عا حور» ومقبرة الوزير «باك إن رن إف» . ونوه بالمقابر الواقعة حول مجموعة هرم أوناس وهي (مقبرة المشرف على المراكب الملكية «ثانن هبو»، مقبرة رئيس الأطباء «بسماتيك»، ومقبرة رئيس الاصطبل والمشرف على الخيول «بادى نيت» ومقبرة المشرف على الحرس الملكى وقائد مجندين مصر العليا والسفلى «آمون تف نخت»، ومقبرة المشرف على مراكب الشحن الملكية «حقا إم ساف» . وأضاف أن مقابر العصر الصاوي في سقارة تتضمن كذلك المقابر الواقعة بين الدير ومبانى الملك سخم خت، وهي مقبرة المشرف على الكتبة الملكيين « نسى جحوتى »، والمقبرة المشتركة لرئيس الخدم «بسماتيك» والمشرف على الكتبة «بسماتيك» (حمل نفس الأسم)، والزوجة الملكية «خدب نيت» .