في محاولة للوصول الي حقيقة ماتقوم به الجماعات الجهادية الآن، نشأتها ومنهجها وموقف الشرع منها، أكدت الدكتورة فايزة خاطر أستاذة العقيدة بجامعة الأزهر في دراسة اختصت بوابة الأسبوع بها عن الجهاديين أن بدايات الجهاديون كانت جهادا ضد المعتدين في أفغانستان والبوسنة وغيرهما من البلاد التي كان هؤلاء ينظرون إلي الجهاد بها علي أنه جهادا ضد المعتدين علي بلاد الإسلام، وتعرف خاطر الأصولية التي يتبعها الجهاديون، بقولها: الأصولية هي العقائد الثابتة بطريق القرآن والسنة 'المقطوع بثبوتها' وتضيف: الآراء المختلفة في العقائد تسمي 'مذاهب' وأتباع كل مذهب يعتقدون أن مذهبهم صواب يحتمل الخطأ ومذهب غيرهم خطأ يحتمل الصواب.. اما المتشددون في كل مذهب فهم علي العكس من ذلك يعتقدون أن مذهبهم صواب لايحتمل الخطأ ومذهب غيرهم خطأ لا يحتمل الصواب! وتضيف الدكتورة فايزة خاطر أن منشأ عقيدة السلفيين ليس به خطأ فالأصل أنهم يتبعون السلف الصالح جملة وتفصيلا والدعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والهجرة في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله، وتستند الدكتورة فايزة خاطر إلي موقع الدكتور ناجح ابراهيم الذي اطلق عليه الموسوعة الجهادية، وإلي كتاب 'بن لادن رجل في مواجهة العالم' الصادر عن سلسلة كتاب الأحرار إضافة إلي تفسير إبن كثير كمصادر لبحثها، مستكملة: إلا أنهم يرون أن الجهاد هو القتال أي المواجهة والدم أما اقتصار الجهاد علي الوسائل السلمية أو الشجب والخطابة فهو غير مقبول، ويرون ان المسلمين لن ينتصروا إلا بقوة السلاح، وان الطوائف المنتسبة للإسلام الممتنعة عن الإلتزام ببعض الشرائع يجب ان يتم قتالهم حتي يلتزموا بما تركوه من الشرائع، وكذلك قتال كل من عاونهم من رجال الشرطة، ويرون ان القتال ليس فقط لمن داهمنا في ديارنا واستولي علي جزء من أرض الإسلام، ولكن يرون أيضا ان القتال يكون لمن يقف بالسيف والسلطان في وجه دعوتنا، لأن الاستعمار هو العدو البعيد والحكام الكفرة هم العدو القريب، واي طائفة علي وجه الارض تحكم بغير شرع الله فهي كافرة سواء كانت كافرة أو منتسبة للإسلام، وعلي ذلك لابد من المواجهة في اربعة امور، هي، خلع الحاكم الكافر، قتال الطائفة الممتنعة عن تطبيق شريعة الإسلام، إقامة الخلافة وتنصيب خليفة للمسلمين، تحرير البلاد وإنقاذ الأسري ونشر الدين 'الأسري في هذه الحالة هم المعتقلون منهم'، وتؤكد خاطر أنهم لايعتبرون الديار المصرية وماشابهها بمنزلة دار سلم تجري عليها أحكام الإسلام ولا بمنزلة دار حرب أهلها كفار، بل يعتبرونها قسم ثالث، يعامل فيها المسلم بما يستحق، ويقاتل فيها الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحق، فهم لا يكفرون الأمة بل يكفرون الحكام 'وهؤلاء هم الجماعة الإسلامية' وتعارض هذه الجماعة مشاركة الاتجاه الإسلامي في الحكومات العلمانية المعادية للإسلام، لأن هذه المشاركة تترك مفاسد كثيرة وتوقع الجماهير في الحيرة والتضليل والشك، وتلجأ هذه الجماعة إلي فتاوي ابن تيمية وابن القيم والقاضي عياض 'المعتزلي' وابن كثير ويأخذون ايضا من سيد قطب، وترتكز في صعيد مصر وبخاصة اسيوط ولها اتباع في سيناءوفي مدن أخري. أما الجماعات التي تشترك معهم في الخروج علي الحاكم مثل تنظيم الفنية العسكرية 1974 بقيادة صالح سرية، وكارم الناضولي وتنظيم جهاد الأسكندرية، وتنظيم سالم الرحال الأردني فهم منتشرون في سيناء والمناطق الحدودية مع فلسطين في رفح والشيخ زويد، وهذه الجماعات ترفع راية الجهاد أمام إسرائيل واشهرها الجهاد والتوحيد وأنصار الجهاد والسلفية الجهادية وأحدث جماعتين هما مجلس شوري المجاهدين وأكناف بيت المقدس وبقايا من التكفير والهجرة وأصحاب الرايات السوداء، وتقول خاطر انها تختلف مع هذه الجماعات في استهدافهم للمدنين بحجة انهم ابناء مجتمع كافر لايقيم حدود الله، وتضيف خاطر ان البعض قد يظن انهم جاءوا سيناء بعد الثورة لكن بدايات قدومهم الأولي كانت في اعقاب معاهدة السلام في الثمانينات مع انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقد رفع عنهم حظر دخول مصر بعد الثورة فدخلوا وعاشوا وهو يكفرون الجيش والحاكم مستندين إلي قوله تعالي 'إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين'، وتضيف خاطر، لكن اسرائيل استطاعت اختراق صفوفهم، واصبحت تعلم خططهم، مسبقا.. وتطرح خاطر رؤيتها الشخصية لحل الأزمة بقولها، أتمني عودة المراجعات التي بدأها الشيخ الشعراوي علي ان يقوم الأزهر الشريف بهذا الدور، وفي هذه الحالة سيتحول موقف هؤلاء إلي إرهاب العدو وليس إلي إرهاب المواطنين الأبرياء، وتضيف خاطر أن المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية ليس مطلبا محالا لأن القانون الوضعي ليس بأفضل من القانون الإلهي.