حسن الخاتمة هي أسعد لحظات المرء في نهاية المطاف الحياتي ولقاء ربه عزوجل وقد توجت حياته بالطاعات ليلقي ربه بفوز مبين.. لكن كيف تكون؟! وماهي معايير تحقيقها؟! وكيف ينالها الإنسان؟! وماهي علامتها! والطريق المؤدي لها؟! وحول هذا الأمر يحدثنا فضيلة الدكتور نزيه عبد المقصود مبروك عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا... يقول فضيلته.. أن من أبرز ثمرات مداومة الأعمال الصالحة الفوز بحسن الخاتمه.. والمتأمل والتدبر في سنن خلق الله يدرك سرعة انقضاء الأيام وتدافع الأيام والسنين.. فالحياة أنفاسها معدودة وآمالها محدودة وفي ذلك عبره وعظة لأولي الألباب قال تعالي"وَهُوَ 0لَّذِى جَعَلَ 0لَّيْلَ وَ0لنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا"... ولما كانت الدنيا قصيرة ولحظات معدودة وكل انسان مرهون بعمله قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [لقمان: 33]..وفي صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار. الأعمال بالخواتيم. ويجب على الإنسان أن يجتهد في العبادة والأعمال الصالحة كي يفوز بحسن الخاتمة قال تعالي"قُلْ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰٓ إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَٰحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَٰلِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدًۢا" وعلى الإنسان أن يأتمر بأمر الله وان يجتنب مانهاه الحق عنه جل علاه وأن يداوم على الأعمال الصالحات كي يرضى مولاه النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا أراد الله بعبْدٍ خيرًا استعمله))، قيل: وما استعمله؟ قال: ((يفتَح له عملًا صالحًا بين يَدَي مَوْته، حتى يرضَى عنه مَنْ حولَه))؛ أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، والإمام أحمد في مسنده. ويستطرد قائلا: من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيئ بعث عليه.. "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون".. وصية إبراهيم عليه السلام.. "وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ..}.. ودعاء يوسف عليه السلام" "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ".. والحبيب محمدا صلى الله عليه وسلم فعن أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: ((نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ)).. ويضيف قائلا :إذا ماهي الأمور التي تؤدي إلى حسن الخاتمة والفوز برضى الله عزوجل وتشمل 1_الإيمان بالله والإستقامة على المنهج قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسَكُمْ. وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ [سورة فصلت:31، 32]. 2_حسن الظن بالله وجميل العمل.. عنْ أَبي هُريرةَ، أنَّ رسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قالَ: يقُولُ اللَّه تَعالى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعهُ إِذَا ذَكَرَني، فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي، وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ، ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُمْ متَّفقٌ عليهِ. 3_التوبه والإنابة وكثرة الإستغفار.. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)} [التحريم] 4_المداومة على الأعمال الصالحة.. قال تعالي" وَ0عْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ 0لْيَقِينُ" وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ( أدومها وإن قل. وقال: اكلفوا من الأعمال ما تطيقون ) رواه البخاري(6465). وعلى هذا النحو الطيب يتبين لنا إلى ملاذ العبد إلى الله وحسن الخاتمة تأتي مع العمل الصالح والتوبه والإنابة إلى الله وكثرة الإستغفار ومداومة الطاعات قال تعالى "وتعالى: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ [الذاريات:50]