قالت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إن مصر لديها شيئان إيجابيان في هذه الفترة خلال أزمة فيروس "كورونا" المستجد. جاء ذلك خلال مشاركتها كمتحدث رئيس في ندوة الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة عبر تقنية "مؤتمرات الفيديو" اليوم الثلاثاء، بحضور 100 من شركات القطاع الخاص، لعرض ومناقشة جهود الحكومة وتقدمها، وبرامجها لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، مع مراعاة الفرص المتزايدة والتوجهات المستقبلية. وأوضحت السعيد أن الشيء الإيجابي الأول هو نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأت مصر في تنفيذه عام 2016، وما تم تنفيذه من إصلاحات هيكلية، وهو ما أعطى مصر قدرة على المناورة، بما انعكس على المؤشرات الاقتصادية على مستوى كل القطاعات قبل ظهور أزمة فيروس كورونا، حيث بلغ معدل النمو الاقتصادي 5.6%، وانخفض معدل البطالة إلى أقل من 8%، وانخفض كذلك متوسط مُعدل التضخم إلى حوالي 5%، وهذا ما ساعدنا في التصدي لهذه الأزمة، ومساندة القطاعات التي تأثرت. وأضافت أن الشيء الإيجابي الثاني هو تنوع الاقتصاد المصري، وبالتالي عندما يحدث غلق جزئي أو كلي لبعض القطاعات، فهناك قطاعات أخرى لديها قدر من المرونة وقادرة على العمل بشكل جيد خلال هذه الأزمة. واعتبرت السعيد أن أزمة فيروس "كورونا" المستجد غير مسبوقة، حيث لم يواجه العالم مثلها منذ أزمة الكساد الكبير. وأشارت إلى أن الأزمة ستؤدي إلى فقدان من 25 إلى 30 مليون وظيفة عالميًا، مع انخفاض شديد في حركة التجارة العالمية، وكذلك انخفاض في معدلات النمو الاقتصادي، لافتة إلى توقعات صندوق النقد الدولي بأن العالم سيحقق بشكل عام معدلات نمو سالبة، إلا أن الصندوق توقع أن مصر من الدول القليلة التي ستحقق معدل نمو موجب في حدود 2%. ولفتت السعيد إلى أن أزمة الكساد الكبير والأزمة المالية العالمية أثرتا على الاقتصاد العالمي بنسبة تراجع تراوحت بين 4.9% إلى 5%، في حين تتوقع المؤسسات المالية العالمية أن يكون التأثير السلبي لأزمة كورونا على الاقتصاد العالمي بنحو 7%. تأتي الندوة في ضوء ما تشهده مصر من تقدم كبير في تحقيق دعمها للشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر، ومع ظهور التحديات المصاحبة لأزمة فيروس كورونا المستجد، تواجه العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة العديد من العقبات، مما اضطر بعضها إلى تقليص حجم أعمالها، ولذلك قامت الدولة المصرية بتقديم الدعم المستمر لهذا القطاع، لتجنب أية قفزات في معدل البطالة. وتضم الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة في عضويتها نحو 100 شركة تعمل في العديد من المجالات والقطاعات منها: الصناعة والتجارة والخدمات المالية واللوجستيات والنقل والتشييد والبناء والسياحة والتعليم والصحة وغيرها.