وصف نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية الوضع في مصر بأنه 'سيء' في ظل 'حالة التردي الاقتصادي والأمني الذي يهيمن علي الساحة المصرية'. وقال في منتدي الاعلام العربي بدبي اليوم الثلاثاء أن 'خروج مصر من هذه الأزمة يحتاج إلي توافق حقيقي بين كافة الأطراف، خاصة وأن مصر دولة عربية تتمتع بثقل في الإمكانات والقدرات'. وذكر العربي 'ميثاق الجامعة في حاجة الي تعديل لجعل قراراتها ملزمة' مشيرا الي أن '99% من قرارات المنظمات الدولية لا يُنفّذ واضاف 'موقف الجامعة العربية من مختلف القضايا 'ما هو إلا انعكاس لمواقف الدول الأعضاء، في حين لا تمتلك الجامعة موقفا خاصا بها'. وتابع 'قرارات المنظمات الدولية لا يتم تنفيذها وهذه ظاهرة عامة، في حين أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القضايا الدولية الحساسة لا تصدر من الأساس' وفي الوقت الحالي 'لا توجد سلطة في العالم قادرة علي وضع القرارات موضع التنفيذ سوي مجلس الأمن'. وقال العربي إن العرب يشتركون في قواسم اللغة والثقافة 'لكن للأسف لا يشتركون في القواسم السياسية ما يعرقل القدرة علي التنفيذ' مضيفا 'لابد من تعديل ميثاق الجامعة العربية ليكون هناك قدر من المسئولية والمسائلة بالنسبة لقرارات الجامعة'. وأعتبر إن 'الاجتماع الدولي بشأن سوريا من شأنه التوصل إلي تسوية شرط أن ينعقد هذا الاجتماع، مؤكدا علي موقف العرب والجامعة العربية الرافض لاستمرار العنف في سوريا'. وأكد العربي علي ضرورة مراعاة ما ورد في البيان الختامي للاجتماع الذي جري في يونيو الماضي ومن أهم بنوده 'البدء في تطبيق مرحلة انتقالية علي أن تتضمن تشكيل حكومة لها صلاحيات كاملة وهذا لن يتم إلا بالتوافق بين النظام والمعارضة وهو الأمر الصعب الوصول إليه'. وقال أن الجامعة العربية أخذت بزمام المبادرة للتوصل إلي تسوية سلمية للأزمة السورية منذ يوليو 2011، حيث ذهب الأمين العام للجامعة للقاء الرئيس بشار الأسد وناقش معه ثلاثة نقاط هامة هي ضرورة وقف العنف، وإطلاق سراح المعتقلين، والدخول في إصلاحات حقيقية، ولم يتحقق أي من المطالب الثلاثة حتي الآن، ليتم تحويل القضية إلي مجلس الأمن في يناير 2012 بناء علي طلب من المعارضة السورية. واشار الي أن قرار 'حرمان سوريا من حضور اجتماعات الجامعة جاء علي أثر مخالفة النظام هناك لقرارات الجامعة'، مشيرا الي ان 'المعارضة السورية لم تحصل علي مقعد سوريا في الجامعة'. وأعتبر أن المطلوب الآن هو 'ممارسة الضغط علي النظام السوري لقبول التسوية السلمية والحل السياسي، لأن الحل الأمني يعني استمرار شلال الدم والدمار الشامل'. وتابع 'اذا انتظرنا أن يصل الطرفان لحالة من الإرهاق ثم القبول بالتسوية السلمية، أمر غير مقبول لأن هذا ببساطة يعني مزيدا من القتلي والدمار'. واعلن العربي إن 'وزير الخارجية الأمريكي من المنتظر أن يزور المنطقة يومي 20 و21 الجاريين، وعلينا أن نترقّب نتائج هذه الزيارة، ولا يوجد تصور لخطة بديلة لمبادرة السلام العربية المطروحة'. وحول ظاهرة 'الربيع العربي' قال 'هذا الحراك تطور تاريخي طبيعي في تلك الدول، وهذه الظاهرة توجب علينا استخلاص العبر والدروس بضرورة إجراء تغير إيجابي حقيقي في مجمل العالم العربي، وهو يحدث حاليا في العديد من الدول العربية'. ورفض العربي وصف ليبيا بأنها أصبحت دولة فاشلة، وقال إنها 'دولة ذات هيكل متكامل الأركان بقيادة رئيس الجمهورية وكذلك بوجود الحكومة، ولكن ليبيا فقط تمر بمصاعب حقيقية وتحديات كثيرة، مؤكدا حرص الجامعة علي التنسيق مع الحكومة الليبية عبر مكتبها هناك'. وأعتبر العربي أن تونس، علي الرغم ما تواجهه حاليا من مشكلات وصفها ب 'التقنية' تُعد الأفضل حالا بين دول الربيع العربي نتيجة لمجموعة من العوامل الهامة منها 'وجود طبقة مثقفة والنوعية الممتازة للتعليم، علاوة علي التجانس الكبير بين الشعب وتمتع تونس بمجموعة من الساسة من ذوي الكفاءة وفي مقدمتهم الرئيس المنصف المرزوقي ونظرته في ضرورة وجود توافق بين الشعب وعدم الانسياق وراء الاهتمامات السياسية الضيقة'.