على صفحات التواصل الاجتماعى وعبر الواتس أب والفيس بوك كانت أصواتهم ونداءاتهم وعلى نفس الوسائل كانت هناك تحركات تطوعية وإجراءات حكومية أحدثها لجنة شكلها رئيس الوزراء الخميس الماضى تضم وزارات الهجرة والخارجية والطيران المدنى والداخلية؛ لتنسيق عودة المصريين «العالقين» فى عدد من دول العالم ويريدون العودة إلى مصر فى أقرب وقت بعد أن انتهت مدة إقامتهم «للسياحة أو الدراسة»؛ حيث تشير أغلب الشكاوى التى وصل عددها إلى 9453 شكوى إلى وجود مصريين عالقين فى المملكة العربية السعودية والكويتوالإمارات وسلطنة عمان وقطر والولاياتالمتحدة وبنجلاديش والمالديف وإيطاليا وفرنسا والمغرب وبريطانيا والصين وإسبانيا. ولأن حركة الطيران مغلقة والعالم أصبح شبيها بلعبة الدومينو التى أُغلقت من كل جانب، كان لابد أن يتم التنسيق مع حكومات هذه الدول ومع الطيران وكثير من التفاصيل المعقدة كما قالت نبيلة مكرم عبيد وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج والتى اعتبرت نفسها وفريق عملها فى مهمة مستمرة تتواصل عن طريق خط ساخن مع المصريين العالقين فى كل العالم حتى يعودوا إلى حضن الوطن. الظروف الاستثنائية التى يعيشها العالم ونحن أيضا، كما تشير نبيلة مكرم تتطلب أن تتم موافقة الدول حتى تخرج طائرة لإجلاء العالقين وأنه لتحريك طائرة لابد من وجود 140 شخصًا فى الدولة والموافقة على استقبال الطائرة المصرية . أو التنسيق مع الدول التى ترسل طائرات لإجلاء رعاياها ليعود على متنها مصريون من هناك. ومن جهة أخرى ناشدت مكرم الكيانات المصرية فى الخارج تجميع الأعداد لحصر عدد العالقين بكل دولة وإبلاغ غرفة عمليات الوزارة. وأن يكونوا صوتا لبلادهم هناك وأن يساعدوا العالقين بكل الصور ليرى العالم «جدعنة المصريين». التواصل المصريون العالقون يحاولون التواصل مع وزارة الهجرة ومع القنصليات التى تقوم بالإعلان عن أى فرصة عودة متاحة عبر صفحاتها الرسمية والايميلات ومنهم مصريون عالقون فى الولاياتالمتحدةالأمريكية بعضهم من الطلبة وآخرون في زيارات عائلية، حيث تواصلت وزارة الهجرة مع وزير الطيران لبحث إمكانية عودتهم ويجرى حاليا التنسيق لإجلائهم من نقطتين رئيستين هما «واشنطن ونيويورك» . ومن الولاياتالمتحدة إلى السودان الشقيق؛ حيث كان ميناء قسطل مسرحاً لنقل 150 مصرياً عالقون على الحدود أغلبهم من الطلاب الذين يدرسون هناك وبعض العاملين؛ حيث قامت وزارة الهجرة بالتنسيق مع وزارتى الصحة والداخلية خاصة أن العودة جاءت مع فرض حظر التجول وهو ما دعا عزة رضا أبو رية لتقديم الشكر لحكومة مصر التى لم تتخل عن أولادها وتابعت معهم كل الاجراءات منذ خروجهم من السودان وحتى عودتهم للقاهرة. العالقون كان منهم مدرسون يعملون فى الكويت ولهم إقامات وردت عليهم وزارة الهجرة بأن الأولوية لمن ليس لديهم إقامات أو من انتهت ظروف تواجدهم فى الدولة وأن السفارات تقوم بالتنسيق لبحث إمكانية عودتهم. وهو نفس ما تكرر مع حالات فى السعودية؛ حيث يتم حاليا التنسيق فيما بين السفارة المصرية بالرياض والهجرة لمعرفة كيف يمكن إعادتهم وهو ما تم مع أحد العائدين من السعودية عن طريق طائرة الإجلاء كما يقول أيمن بدرة. ويحكى شادى عصام من دبي كيف كان تواصله مع مجلس الوزراء لإنقاذ إحدى قريباته التى سافرت من دبى إلى أمريكا يوم 23 مارس وهناك رفضوا استقبالها وأعادوها لمطار دبى يوم 24 مارس ولكن كان مطار دبى مغلقاً حتى أمام المقيمين. يقول شادى لم يكن أمامى حل سوى التواصل مع القنصلية المصرية فى الامارات؛ لأن البنت تمر بظروف صحية معينة، وما بين القنصل والسفير ومجلس الوزراء كان التواصل مع السيد هانى يونس المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء والذى على الفور تواصل معى ومنه إلى السفير المصري بالإمارات وائل جاد لأجد مستشار مجلس الوزراء يتواصل معى ويطلب البيانات ويخبرنى بأن الوزيرة ستتواصل معى صباحاً . وهناك قام الأخوة الإماراتيون باصطحاب البنت إلى فندق المطار ووفروا لها الرعاية الطبية . وفى الصباح كانت وزيرة الهجرة على التليفون تتابع حالة البنت وأنه سيتم حل الموضوع بصورة جيدة. حالات عبدالرحمن عبدالحكيم أرسل لوزارة الهجرة يستغيث ومعه 20 فردا يريدون العودة من بنجلاديش؛ لأنهم بلا عمل كما نفذت أموالهم هناك وهو نفس ما أرسلته إيمان كمال عبده مهران إبراهيم والموجودة بالمالديف بجزيرة ماميجيلي حيث سافرت هى وزوجها للسياحة وبعد أن نفدت أموالهم يعيشون الآن فى بيت ضيافة وهو مكان غير سياحي وشبه بدائي حيث لا توجد ماكينات سحب أو بنك. إيمان تقول عبر رسالتها التى وصلت عن طريق الفيس بوك «هناك مطار صغير مفتوح حتى يوم 29 مارس وهو أملنا الوحيد للعودة. أما ميرفت هاشم فهى أم تقيم فى الإمارات والابنة تدرس فى لندن وبعد ما حدث فى بريطانيا أصبح الوجود هناك صعبا وكان القرار بالعودة حيث بدأ عدد من أصدقاء الأسرة فى التواصل مع ميرفت للاتصال بابنتها لتخبرها بتوافر طائرتين تعودان من لندن إلى القاهرة؛ ولكن بقيت مشكلة وهى أن البنت ستعود إلى مصر وأسرتها موجودة فى دبى ليأتى رد الأقارب "مش مهم تيجى على فين . المهم إنها تخرج من بريطانيا ". وهو نفس ما فعلته نسرين حمدى التى أرسلت استغاثتها لإعادة فتيات مصريات عالقات فى مطارات كندا بعد أن انتهت إقامتهن وتم طردهن من سكن الجامعة . الجدعنة المصريون ملوك الجدعنة تراهم وقت الشدة يقومون بالواجب فقد شكلوا فرق عمل تطوعية ومجموعات واتس أب وعلى الفيس بوك لتجميع العالقين بالقدر المتاح وإخبارهم بكل جديد حول حركة الطيران وتلقى شكاوى المصريين العالقين فى دول العالم. كما قاموا بتدشين مجموعات تطوعية فى بعض المطاعم لتوزيع الوجبات على أبناء الجالية المضارين . والبعض الآخر أنشأ صفحات باسم «صوت مصر بالخارج»؛ لتلقى شكاوى المصريين المقيمين فى عدد من الدول والتواصل مع السفارات والوزارات. ومن هؤلاء المتطوعين كان بهاء فاروق الذى خصص جزءًا من جروب أسسه لمشاركة رحلات السفر ليعلن من خلاله عن استضافة أى مصرى عالق فى أى مكان فى العالم حيث قام الجروب بتخصيص فريق عمل للرد على استفسارات المصريين العالقين ومساعدتهم واستضافتهم وطلب من جميع أعضاء الجروب تحديد أماكن إقامتهم لمساعدة أهل بلدهم.