ليس الأمر بالهين وأنه بكل ما حملت الكلمة من معاني فأنه الحدث الجلل ماذا حدث للبشرية في ليلة وضحاها؟... أين ذهب ذلك الأنسان الذي صعد إالي القمر؟. . أين هذا الأنسان الذي صال وجال أنحاء الكرة الأرضية ذهابا وأيابا، فهو الأن معزولا في منزله ،وربما في غرفة لا تتجاوز بضعة أمتار... كانت الأرض واسعة، ولكن هذا حال بني البشر منذ القدم دائما . .الطمع في المزيد ليذهب في النهاية كل شيء.. أين تلك العقول البشرية التي وصل بها حد التكبر والتعالي، إلي تحدي من ؟ ... (خالقها)..استنساخ وغيره...أين ذهبت الأسلحة و الصواريخ عابرة القارات؟.أين الأسلحة النووية؟.أين الطائرات بدون طيار؟.. هل أستطاعت رصد هذا الفيروس الضئيل الحقير؟..ولعل الجميع يتساءل.. ماذا فعلت مئات التريليونات التي امتلأت بها خزائن الدول ،من بيع صفقات الأسلحة بعد نشر الذعر في الدول الضعيفة لتهرع بالشراء بل وتستدين مقابل فقط التسليح للدفاع عن أنفسهم . ولكن ..في عذا الوقت الذي نعيشه الأن فالبائع والشاري كلاهما خاسر..فهما الأن يحاربان عدوا خفيا سريع الأنتشار...لم تنفع معه أسلحتهم.. عدو كان يحتاج أن يتسلح ضده بالعلم. لنرجع إلي الوراء خطوات.. لنري المشهد بصورة واضحة و أشمل ..الدول العظمي كما كانت تسمي منذ شهر واحد فقط كانت لديها العقول والعلم ،فلم يستخدم في خدمة البشرية بقدر ما أضربها وكان الهدف والشغل الشاغل هو الاستحواذ علي المزيد ..المزيد من الأموال. .المزيد من النفط ..المزيد من السيطرة...المزيد من المياه هل خرجت بالفعل البشرية عن فطرتها التي خلقت بها والتي أساسها الرحمة والتسامح؟... والإجابة هي:ماذا جنينا من عداء بعضنا لبعض؟..كم عدد قتلي الحروب الأخيرة؟ وكم من الارواح زهقت؟ وكم من الأسر شردت ؟..الخسائر بالملايين.. تخطت أعداد ذلك الفيروس اللعين بمئات المرات، ولكننا لم ننتبه لهم. .لماذا لم نبالي بمقولة الطفل السوري الشهيرة قبل أن يلقي حتفه عندما قال(سأخبر الله بكل شيء)..وهذه الطفلة التي فقدت ذويها و كانت تحمل دميتها فما كان منها إلا أن وضعت يديها علي وجه دميتها خوفا من بشاعة المنظر. .لماذالم ننتبه لكل ذلك؟..السبب..أن كل منا كان مشغول بحياته فلم نكن معهم في المشهد..أما الآن، فكل العالم يشعر بنفس الألم وهذا ما نجح الفيروس فيه. واذا ذهبنا لنري مشهد آخر.. من أسر مشردة، جراء تلك الحروب علي حدود دول أخري يجلسون في العراء يعانون البرد القارص في الشتاء وحرارة الشمس الحارقة في الصيف دون زاد ولا دواء... فهل شعرنا بهم؟ في منطقة أخري من كوكب الأرض ،كانت هناك الصحراء الأفريقية التي امتلأت بالآلاف الجثث ..ولكن السبب هنا مختلف. فليست هي الحروب ،بل من المجاعات ونقص الغذاء جثث هنا وهناك.... بحثت عن أعداد ضحايا المجاعات لأصدم بالرقم 113 مليون شخص في 53 دولة.. لماذا أستنفذت الطاقات والأموال في الحروب ولم ينظر الي هؤلاء ؟ و هل جاء هذا الفيروس الصغير ليضع الجميع في سلة واحدة لنشعر ببعضا البعض نحن البشر ؟ هذا الفيروس الذي لم يفرق بين الأمير و الفقير.... أشعر أن الله سبحانه وتعالي أمهلنا الكثير حتي نعود إلي فطرتنا ...وكان يجب أن يكون هناك الحدث الجلل حتي يراجع كل منا نفسه . وتأتي العبرة من هذا الفيروس ..ليس فقط في اجتياحه لكل جزء في الكرة الأرضية، بل وفي طبيعة تجنبه والوقاية منه ...التي تتلخص في كلمة العزل ،ودائما ما تأتي العزلة عن الناس والحياة اليومية بثمار تعلو بها النفس عن حب الذات ليراجع الأنسان نفسه و يبدأ التفكير في الآخر، وتذكر نعم الخالق..فكان لابد من العقاب الإلهي .....دول ومؤسسات وأفراد كل منهم بما كسبت يديه مدين لآخر ..دول ضغطت بحروب و أخري منعت الماء عن أخري ،و مؤسسات أهملت العلم والصحة وصنعت نجوم من ورق في مجالات عدة بعيدا عن العلم والعلماء ، و أفراد تقاتلوا وسعوا في الأرض فسادا من أجل لقمة العيش و الكل سعي للكمال ونسي أن الكمال لله وحده... مشاهد أطلت علينا مؤخرا عبر شاشة يشاهدها الملايين حول العالم...لنري كابوسا ....فهذا ليس فيلم خيال علمي ......أنها حقيقة تعرض الشاشة صور لأناس يرتدون ملابس بيضاء و أخرى صفراء يعقمون الشوارع ليقتلوا فيروس خفي لا يري ...أسماء الدول تتغير علي الشاشة ولكن المشهد واحد ....وما هذا الشريط الجانبي من الشاشة أليس هذا شريط البورصة والمال؟ دقق معي جيدا. أنها فعلا أسهم حمراء وخضراء ولكنها ليس أشارات للصعود وهبوط البورصة .... بل أنها أعداد مصابي و وفيات فيروس كورونا المستجد....وتستمر تلك النشرة عبر الشاشة لتحبس معها الأنفاس ،وتنقبض القلوب من سوء ما تسرد من أخبار ..فقد خلت الشاشة من بث المباريات، لأن الملاعب تحولت لمستشفيات للعزل... والكل يشاهد في صمت ويترقب سماع خبر واحد يثلج قلوب تلك الملايين المتابعة ولا يخرج عن كلمتين ..اما العلاج أو المصل ....ولكنها لم تأتي الي وقتنا هذا ...فكلها تكهنات. وتستمر الشاشة في العرض لتأتي بصورة بلد،هي أحب البلاد إلي قلب (1.8) مليار مسلم في أنحاء العالم .... صورة لأشرف و أطهر بقاع الأرض (مكةالمكرمة) والحرم المكي الذي كان يضج بتكبير وتهليل ملايين المسلمين عبر مئات السنين... لنري مشهدا، جعلنا جميعا نشعر بهول هذه الجائحة، ليظهر لنا بيت الله بلا مصلين ..ولانكملك سوي الدعاء بأن يعود كما كان ..مكان تلجأ إليه القلوب التي ملأت بالمعاصي لتغسل الذنوب ويبعد عن كل ما هو جديد أوحديث . ما هذا؟ وماذا اقترفنا من ذنوب ؟..مايحدث ليس بالشييء الهين علي كل مسلم ...بيت الله مغلق لتتبعه جميع المساجد في الدول العربية دولة تلو الأخري...ويكون الأذان صلوا في بيوتكم ..صلوا في رحالكم ... كنت أتمني أيضا أن يقال "صلوا بقلوبكم "... لنرجع إلي الله و نعبده بالقلوب وليس بحركات الصلاة فالدين المعاملة... فكم من الصلوات آذن لها وما كان أحد يبالي .. وليس بمسيحي العالم بعيدا عن المشهد فقد منعوا هم الأخرين الذهاب الي الكنائس لأداء صلاتهم. يردد الكثير ون أن هذا هو عقاب الله لنا ...ولكن لو أرد الله أن يفتك بهذا العالم في لمح البصر ما أمهلنا لحظة، فالفرصة ما زات أمامنا لنصحح أخطاءنا، فكم أهلك الله من القري السابقة فسبحانه أيضا من نجي سيدنا يونس في بطن الحوت ..فيوم أن ترجع الأنسانية إلي فطرتها ...يوم أن نملأ العالم بترانيم السلام .. يوم أن لا نصنف حسب الجنس و العرق... يوم أن نوقف الحروب والقتال قرار لا عودة فيه ...و ليس قرار مؤقتا كم أوقفته الأممالمتحدة بقرار مؤقتا لتداعيات حاكم الأرض "كوفيدا التاسع عشر". فنحن بأيدينا الدواء وما زال لدينا الوقت.... (كل ملك يفني سوي ملك ربي ...فله ملكا حميدا ...مجيدا خلق الخلق فاجرا و تقيا ...و شقيا بسعيه و سعيدا قاهرا قادرا يميت و يحيي ...خلق الخلق مبدءا ومعيدا).