دعوة بعض التيارات السلفية إلي محاصرة مقر جهاز الأمن الوطني بمدينة نصر مساء اليوم، تعيد إلي الأذهان عملية اقتحام جماعة الإخوان المسلمين ومعهم بعض القوي الثورية لمباني مباحث أمن الدولة وبينها المقر الرئيسي بمدينة نصر. عملية الحشد الجديدة تمت علي خلفية ما تردد عن استدعاءات لبعض العناصر السلفية إلي مقر الجهاز لسؤالهم عن بعض الممارسات، ورغم أن مصادر هامة داخل الجهاز كذبت ذلك، إلا أن عمليات التحريض ضد الجهاز استمرت، حتي وصلت إلي المطالبة بحشد نحو 50 ألف سلفي تمهيدًا لاقتحام المقر الرئيسي. سأفترض هنا أن عملية الاستدعاءات صحيحة، السؤال: من الذي طلب من الجهاز ذلك؟ وهل يمكن أن يتم ذلك دون إذن من الرئيس مرسي ذاته؟ وهنا يكون السؤال: هل هناك محاولة خبيثة لدفع السلفيين إلي اسقاط الجهاز وتفكيكه بعد أن تصدي لكل محاولات الأخونة والاختراق، بمعني آخر، لماذا لا يكون الإخوان المسلمون وراء هذه الشائعات، كما كانوا قبل ذلك وراء الكثير من عمليات التحريض التي استهدفت دفع العديد من القوي لمحاصرة الإعلام والمحكمة الدستورية ووزارة الدفاع بميدان العباسية وإطلاق شعار 'يسقط حكم العسكر'؟! لقد التزمت جماعة الإخوان المسلمين حتي الآن الصمت أمام عمليات التحريض علي اقتحام جهاز الأمن الوطني مساء اليوم، فهل يعني ذلك أن سيناريو إنهاء وجود جهاز الأمن الوطني لإنشاء جهاز إخواني بديل قد بدأ؟ وهل تكون هذه الحملة هي مقدمة لتكرار ذات السيناريو ضد جهاز المخابرات العامة، الذي مهدله الرئيس نفسه بالتحريض ضده، بعد أن أبلغ أبو العلا ماضي أن الجهاز أنشأ تنظيمًا من 300 ألف بلطجي، وطلب منه أن يردد ذلك علي وسائل الإعلام. إن الدعوات التحريضية ضد الجيش وضد مؤسسات الدولة مسألة خطيرة للغاية، ولا يتوجب علي القوات المسلحة أن تبقي صامتة أمام هذا المشهد الذي يهدد استقرار البلاد لأن كل ذلك مقدمات تستهدف الجيش وتستهدف اسقاط الدولة.