في قراءة تحليلية داخلية وخارجية لخطاب الرئيس عبد ربه منصور هادي الرئيس التوافقي لليمن أثناء ترؤسة إجتماعا إستثائيا لمجلس الوزراء في ظل غياب رئيس الحكومة الأستاذ محمد سالم با سندوة ذلك الخطاب الوطني الذي صدع به الرئيس متناولا الوضع بحس وطني لا تجافيه الحقيقة ولا ينكره الحال نستنتج بأن الرئيس هادي يتحدث بمرارة معترفا بواقع الحال ومعلنا للجميع عدم التسليم به وديمومة فعله محددا في خطابة بعض القوي الرئيسية التي تعيق مسار التسوية الوطنية أكانت في الداخل أم في الخارج من خلال وسائلها الإعلامية المختلفة وما تبثه من مواد إخبارية وبرامجية تجسد ثقافة الكراهية والحقد السياسي والطائفي مسيئة بذلك للوطن تارة وأخري للجيران ورعات المبادرة الخليجية.. !؟ وهنا يمكن القول أن خطاب الرئيس جاء معبرا عن الحالة ومشخصا الوضع كنتاج طبيعي لما تعانيه المرحلة من إرهاصات وتقلبات في المواقف والسياسات لبعض القوي التي غادرت كراسي السلطة بفعل الصراع مع بعضها وبفعل الثورة الشعبية بجناحيها الشبابي والحراكي وأخري فقدت مكانتها الإجتماعية والسياسية وعادت لتثير المشاكل والصراع مجسدة المقول 'عليا وعلي إصحابي' وعلي الوطن المهم أن أكون أنا؟ نعم بعض القوي الإنتهازية التي جبلت علي السلطة وتربت علي الفساد وتحنكة الفوضي لا يمكن لها أن تعيش خارج هذا المستنقع المسيئ للوطن.. وياليت الرئيس حذف كاف التشبيه بقوله مخاطبا الوزراء في حكومة الوفاق 'وكأننا عصابة' فهي حقا عصابة وكل الشواهد تؤكد هذا فالحكومة كمنظومة وليس أشخاص فعلا فشلت في تحمل مسؤلياتها الوطنية ومهامها التنفيذية والخدمية الموكلة إليها وباتت تنفذ في الحقيقة التي لا ينكرها إلا جاحد بالوطن أجندة حزبية وقبلية وعسكرية وهذا هو مثلث الشر الذي يدم الوطن ويعمق جراحاته ويحاول إعاقة مساره وإغتيال روح مشروعه الحضاري.؟ نعم أيها الرئيس أنهم يخربون الوطن بأيديهم 'فتبت أياديهم جميعا' إلا أن الحقيقة ليس إعتقاد بسوء الوضع فلسان الحال يقول أن الوضع متدهور والمواطن متضجر والوطن يدارعلي كف عصابة هذه حقيقة يجب علينا جميعا الإعتراف بها كي نستطيع التنبئ بنتائجها الكارثية علي اليمن ونضع لها الحلول المناسبة والعلاج الشافي كي لا تستشري في جسد الوطن وتوسع ثلمة جراحاته وما ذهب إليه الأخ الرئيس من أن هناك وسائل إعلامية تسيئ للجيران فليعلم أن معظمها ممولة ماديا ومعنويا من قبل الجيران.. ! وإن كان هناك من وسائل إعلام يمنية أهلية مقرؤة او إلكترونية تتناول موضوعات تخص الجيران 'الكبار والصغار' فإنما من باب حرية الرأئ المعبرة عن جوهر الشفافية وحرية السلطة الرابعة ونفس الوقت حق الرد علي تلك الوسائل الإعلامية التي تسيئ لليمن وخاصة من قبل الجارة الشمالية فوسائلها الإعلامية الرسمية والأهلية والإكترونية لا تتواني في الإساءات اليومية لليمن واليمنيين فلكل فعل ردة فعل مساوية وليس علي رؤوسهم ريشة الملك والإمارة.. فنحن شعب حضارة عمره ألالاف السنين.. فمن يحترم لا شك يحترم.!؟ لنقل أن المبادرة الخليجية جنبتنا الحرب الأهلية ولكنها بالحقيقة غذت الصراع بما تضمنت من بنود مجحفة بحق الثورة والثوار فكانت الحصانة نتاج طبيعي لولوج العصابة بنوعيها إلي سدة السلطة وصار الجميع يعمل بتوجيهات الشيخ والسيد، الأفندم والزعيم. وهنا حقا تكمن المصيبة فلا أعتقد بأن العصابة سوف توافيك بتقارير سير الإعمال في كل وزارة لسبب بسيط هو أنه لا توجد أعمال بقدر ما هناك من تخريب وتدمير للمؤسسات لحساب تلك القوي التي تحاول إعاقة جهودك الوطنية للخروج باليمن إلي بر الأمان. لست متشائم ولكنها الحقيقة وإن كانت مرة فهي واقع يجب الوقوف أمامه بحزم فهم المخربون وهم ذاتهم بطرق مباشرة اوغير مباشرة من يسؤا للوطن ومن يشروا الظلام والفوضي بأرجائه. تعلمهم جيدا فلن يعجزوك إن صدقت في محاسبتهم فقل لهم بصريح العبارة 'إن صدقتم ولن يصدقوا صدقنا في مودتكم وإن مكرتم تغظتكم شظايانا'؟ أتمنا أن لا تكون قراءتي هذه ضمن تصنيف الإساءة للوطن والجيران وبالتالي للعصابة.!؟ فلن نتوقف عن الكتابة وقول الحقيقة ولن ترتعش الأكف حين تخاطب الحقيقة وتحاور الوطن فنحن في بلاد المهجر نقراء الحقيقة ونحلل الواقع بعيدا عن العاطفة وقريب من معانات اليمن [email protected] شيفيلد - المملكة المتحدة