لا أفهم لماذا غضب البعض من بيان مجلس الوزراء عن زفاف الدكتور أحمد نظيف من ربة الصون والعفاف السيدة زينب زكي وفي مقدمتهم الأستاذ مصطفي بكري رئيس التحرير الذي تقدم بطلب إحاطة عاجل حول الموضوع، ولأن الفَرْح حلو، ورئيس الوزراء بإعلانه المبكر عن الزواج قد أعطانا الفرصة والوقت لتفصيل البدل والفساتين، كما أخرس ألسنة المغرضين ممن يلمعون الأكر في مجلس الوزراء، وأسكت الصحف الصفراء، التي كان بإمكانها التوصل عن طريق نفس ملمعي الأكر إلي خبر الخطبة السعيد،فقد قرر رئيس وزراء مصر إرساء التقليد، فبعد ان كانت بيانات الزواج تصدر من.. البلاط الملكي عن زواج الأمراء والأميرات أو عن زواج جلالة الملك فاروق ملك مصر والسودان، صدر البيان عن زواج معالي رئيس الوزراء، بدلا من خبر "عادي" في الصفحة الأخيرة أو الأولي دون بيانات ودباجة ورسميات، وماذا في هذا؟! هل الرجل عادي ليتزوج عادي؟ أو يحبط أمالنا جميعا كمصريين يحبون الزيطة ، الحقيقة أنني والفقراء في كل العشوائيات بدءا من عزبة الهجانة وعرب غنيم وقلعة الكبش ونهاية بكل المقابر المأهولة بالأحياء قد تواردت خواطرنا وشعرنا بأن الدكتور نظيف سيكمل خطوته غير المسبوقة لإدخال السرور علي أصحاب الأيدي المعروقة والوجوه الممصوصة والبطون الخاوية والسقوف العارية بليلة من ألف ليلة يطوف فيها الفرسان أحياء القاهرة العامرة سبع ليال ترقص بهم الخيول علي المزمار وبالطبع سيتلألأ مجلس الوزراء بمئات اللمبات الكهربائية التي ستحيل الليل إلي نهار وسيتوجه طلبة الأزهر والجامعات المصرية والمدارس الإعدادية والثانوية وكبار المستثمرين ورجال المال ومشايخ الطرق الصوفية والعمد والأعيان إلي باحة مجلس الوزراء للتهنئة والدعاء للعروسين وستملأ باقات الورد الطرقات وتنتعش أسواق الذهب والفضة بعد طول ركود فالهدايا الثمينة ستقدم من الخواتم والأساور والعقود ورسائل محمول فقراء مصر بالتهنئة ليست ممنوعة فمن ليس لديه رصيد عنده حلين، سلفني شكرا وحولي شكرا والحذر ثم الحذر من كلمني شكرا، وإذا كان المقدم والمؤخر وشبكة العريس للعروس أشياء سرية فستخرج صحف المعارضة الحاقدة مطالبة بالشفافية فمادام بيان الزفاف قد خرج عن مجلس الوزراء فلا بد أن يعلن المهر والشبكة ومصمم بدلة العريس الإيطالية ومصمم فستان الزفاف الناطق بالفرنسية ومنفذ الديكور لمنزل الزوجية والمطربين والمطربات في الليلة الهنية ومكان قضاء شهر العسل لبداية الحياة الوردية كما يجب علي مجلس الوزراء إعلان إسم الشغالة الفلبينية التي ستضمن راحة العروس لأن أي قلق سيزعج رئيس الوزراء وهو رجل صاحب مسئولية وراحته من راحة الأمة المصرية، ولأننا شعب طيب معطاء لا يخلو من الخبثاء الذين سيطالبون أن تأخذ الوزارات بهذه المناسبة أجازة رسمية، وسيقول البعض بما أن بيان مجلس الوزراء عن ليلة الزفاف الغراء يذكرنا بعصور الخاصة الملكية فلا جدال ولا مفر من أسمطة القصور ذات الروائح الذكية وعلي ذلك سيطمع البعض في ليلة من اللي هي ليأكل الغلابة اللحم والمرق وياحبذا لو كانت هناك "ملوكية" من الصنف غير الملوث وفاكهة طازجة طاهرة نقية ورجاء حار أن يختفي من تلك الأسمطة تماما كل من الفول والطعمية وسيتجاوز الجميع عن قصور البيان المقتضب عن الزفاف السعيد عن ذكر أن الدعوة عامة وعن مجيء البيان مخيبا لآمال آلاف الشباب لأنه جاء مبتورا بدون جملة والعاقبة عندكم في المسرات.