يعد معبد إلياهو هانبي من أقدم وأشهر المعابد اليهودية بالإسكندرية، ويقع بشارع النبي دانيال في وسط المدينة مجاوراً للعديد من المعالم التاريخية الهامة. يُنسب المعبد إلى النبى إلياهو هانبى أحد أنبياء بنى إسرائيل الذى عاش فى القرن الثامن قبل الميلاد، وقد شيدته الجالية اليهودية سنة 1354 من الميلاد ،تعرض المعبد للتدمير على يد الحملة الفرنسية لإعتراض مبانيه لمسار نيران المدفعيه، وأعيد بناؤه مرة أخرى عام 1850م فى عصر والى مصر عباس حلمى الأول ، كما أعيد بناء المعبد أكثر من مرة آخرها عقب الحرب العالمية الأولى حيث تم زيادة مساحته وتكسية الأعمدة بمادة الأسكاجولا ( عجائن الرخام ) . وتبلغ مساحة المعبد الحالية 4200م، وهو عبارة عن طابقين، طابق للرجال والثاني للسيدات، ويحتوي المعبد على مكتبة مركزية قيمة، يعود تاريخها إلي القرن الخامس عشر من الميلاد، كما يضم صفوفًا من المقاعد الخشبية تسع 700 شخصاً، وصناديق من الرخام مخصصة لجمع التبرعات وعدد من المكاتب الخدمية الخاصة بالطائفة اليهودية. وقد اتخذت الدولة ممثلة في وازرة السياحة والآثار قرار الترميم عقب سقوط سقف السلم الخاص بمصلى السيدات ةبدأت أعمال التوثيق والترميم فى أغسطس عام 2017م . وأسندت الدراسات الخاصة بالترميم لشركة المقاولون العرب التي شملت توثيق المعبد وعمل التحاليل والفحوصات وبحث مسببات ومصادر التلف وتوصيف مظاهر التدهور للعناصر الانشائية والمعمارية والزخرفية. كما تم التعاون مع محافظة الاسكندرية لرصد مسارات شبكات المرافق المرتبطة بالمعبد. وبدأت عملية الترميم برصد الشروح والعناصر المعمارية والإنشائية الحرجة وإعداد الخطط لترميمها ، وكذا فك ورفع العناصر المنقولة التي اشتملت على المقاعد الأثرية والأبواب والتجاليد الخشبية ونقل وحدات الإضاءة مثل النجف والمشاعل ومقتنيات أداء الشعائر الدينية اليهودية. كما تم إعداد الطبعات والقوالب لكافة التشكيلات والعناصر الزخرفية وعمل نسخ احترازية منها. تلا ذلك مراحل التنفيذ التي شملت أعمال التدعيم الإنشائي للأساسات والأرضيات والأسقف. وقسمت محاور ترميم المعبد إلى عدة محاور تتمثل فى الترميم الإنشائى والمعمارى والترميم الدقيق وتنسيق الموقع العام . ومن الأعمال التى تطلبت دقه فى التنفيذ إعادة السلم المنهار بعد أن أدت عوامل التلف إلى انهياره، حيث يبلغ عدد درجات السلم 42 درجة، وتمثلت الصعوبة في هذه المرحلة في الوصول إلى نوعية الرخام المستخدم وتقنية التنفيذ التي تمت بدقة بالغة. ثم جاءت مراحل الترميم الدقيق للعناصر المنقولة والثابتة مثل الزجاج المعشق بالرصاص والمشغولات النحاسية والخشبية والبلاطات من الرخام والمزايكو، والشواهد الأثرية الباقية من المعبد القديم. وتم إعداد الدراسات التفصيلية لعرض الشواهد الاثرية لآثار المعبد القديم تحت إشراف طاقم الإشراف الأثرى والهندسى للمجلس الأعلى للآثار حتى يتمكن الزائر من معرفة مراحل التطور الأثرى للمعبد منذ وقت إنشائه وحتى وقتنا الحالى وقد تطلب ذلك مهارة فى التنفيذ . وعقب الترميم تم تزويد المبني بأحدث انظمة انذار الحريق وأنسب وسائل الإضاءة التى تُلائم طبيعة المبني الدينيه والأثريه. إنها ملحمة فنية وهندسية رائعة عادت بها الحياة من جديد إلى ذلك الصرح التاريخي العريق، عزفتها عقول مصرية مخلصة في تناغم تام، أشرفت عليه وزارة السياحة والآثار المصرية وإدارة الأشغال العسكرية ومكتب مصر للاستشارات واستشاري الوزارة ومركز هندسة الاثار والبيئة بجامعة القاهرة ونفذته المقاولون العرب ممثلة في إدارة صيانة القصور والاثار مع الاستعانة بالإدارات التخصصية بالشركة. وبترميم هذا الأثر المصرى حققت مصر انجازا جديدا في مجال حفظ التراث الانساني وصيانة الآثار التاريخية لتثبت للعالم كله ريادتها ومكانتها بين دول العالم الأكثر تحضرا على الإطلاق.