فى كلمته المتلفزة للشعب الليبى مؤخرًا، أصاب قائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر كبد الحقيقة حين وصف رجب طيب أردوغان ب«السلطان التركى المعتوه» الذى يريد استهداف المنطقة العربية بإعلانه أن ليبيا إرث له ولأجداده العثمانيين الغزاة، وذلك على خلفية موافقة البرلمان التركى يوم الخميس الماضى على خطة أردوغان القذرة بإرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا لمساعدة الفأر المذعور فايز السراج رئيس ما يسمى ب «حكومة الوفاق».. منتهية الصلاحية.. المتحالفة مع الميليشيات الإرهابية (إخوانية الطابع) والآتية من كل صوب وحدب إلى ليبيا برعاية تركية ودعم قطرى حقير. حفتر كان حاسمًا فى تحذيره لأردوغان قائلًا: «العدو أعلن الحرب وقرر غزو بلادنا وسنكون له بالمرصاد وعلى الباغى تدور الدوائر، وعلى كل ليبى حر أن يصطف بجانب قواته المسلحة ضد المستعمر الغاشم»، معلنا المواجهة وقبول التحدى والتعبئة والنفير، مشددًا فى الوقت نفسه على أن المعركة الآن فى طرابلس تشرف على نهايتها لتحرير كامل التراب الليبى من الإرهابيين والعملاء والخونة. وعلى أرض الميدان، ما زالت معركة تحرير طرابلس مشتعلة بعد توغل الجيش الوطنى إلى قلب العاصمة الليبية وفرار الكثير من عناصر الميليشيات الإرهابية الداعمة للسراج واحتمائهم بالمدنيين فى مشهد يدلل على خسة الإرهاب والإرهابيين، فيما أعلن الجيش يوم السبت الماضى عن اسقاط طائرة تركية مسيرة جنوب طرابس. وكانت مصر قد أدانت بأشد العبارات خطوة موافقة البرلمان التركى بتفويض المعتوه أردوغان لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا حيث أكدت الخارجية المصرية على ما تُمثله هذه الخطوة من انتهاك صارخ لمقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن حول ليبيا، وبالأخص القرار (1970) لسنة 2011م الذى أنشأ لجنة عقوبات ليبيا وحظر توريد الأسلحة والتعاون العسكرى معها إلا بموافقة لجنة العقوبات، مُجددًا اعتراض مصر على مذكرتيّ التفاهم الباطلتين الموقعتين مؤخرًا بين الجانب التركى و«السراج»، وعدم الاعتراف بأى إجراءات أو تصرفات أو آثار قانونية قد تنشأ عنهما، نتيجة مخالفة إجراءات إبرامهما للاتفاق السياسى الليبى الموقع بالصخيرات فى ديسمبر 2015م، وبالأخص المادة الثامنة التى لم تخول «السراج» صلاحية توقيع الاتفاقيات بشكل منفرد، وخولت فى ذلك المجلس الرئاسى مجتمعًا، واشترطت مصادقة مجلس النواب على الاتفاقيات التى يبرمها المجلس الرئاسي، وهو ما لم يحدث أصلًا؟! كما حذرت مصر من مغبة أى تدخل عسكرى تركى فى ليبيا وتداعياته، مؤكدةً أن مثل هذا التدخل سيؤثر سلبًا على استقرار منطقة البحر المتوسط، وأن تركيا ستتحمّل مسئولية ذلك كاملة. ومن جانبها، أدانت الجامعة العربية الموقف التركى من ليبيا، داعية الدول العربية إلى إدراك خطورة الموقف على الأمن القومى العربي، وتداعيات إرسال قوات عسكرية أجنبية إلى الأراضى العربية.