قال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، في برنامج 'مصر أين ومصر إلي أين؟'، الذي يُذاع علي شاشة 'سي بي سي' مع الإعلامية لميس الحديدي، إن أزمة الاقتصاد المصري موجودة منذ سنوات، والإخوان ورثوها لكنهم لم يدركوا مسئولية ما ورثوا، الاقتصاد يسوء بشكل كبير. من أبرز ما جري في حوار الإعلامية لميس الحديدي مع الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل الأسئلة التالية: * حضرتك سميت الاقتصاد بأنه أزمة مستقبل.. خرج أهل الكهف من الكهف، فإذا بالاقتصاد آلياته مختلفة مش بيع وشراء.. تقييمك إيه؟ ** نحن في الاقتصاد في 'غياهب الجب'، حتي نكون منصفين، هذه أزمة ظهرت منذ سنوات طويلة، وهم ورثوها لكنهم لم يدركوا مسئولية ما ورثوا، الاقتصاد يسوء بشكل كبير، افتتحت مؤتمراً لرؤي المستقبل وكان لديّ الشرف في ذلك، الأستاذ صباحي كان عنده مؤتمر، ودعاني للذهاب، لكن أذهلتني الصورة الموجودة بتقاريرها، وسمعت ناساً يقدمون حلولاً. * إذن فالمعارضة لديها حلول.. ** ليس هناك بلد يملك فرد فيه أن ييأس أو ينتحر، لكن لا تملك أمة أن تنتحر أو تقارب حافة الانتحار. شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي، وجد زائراً أجنبياً، فقال له أنتم قلقون جداً علي مصر، مصر لديها حروب أهلية نائمة وستستيقظ، الحرب الأولي حرب دينية بين عصر وبين أناس يتصورون أن لهم تفسيراً دينياً يُخرج الدين من منطقه، لأن الدين يأتي لسعادة الإنسان وليس لشقائه، ثانياً توجد أزمة اقتصادية طاحنة، وصراع اجتماعي سينتهي بحرب أهلية، ثالثاً توجد حرب أهلية بين المسلمين والأقباط، ثم قال له أنا لم أخف من ذلك علي مصر، لأن كل البلاد واجهت حرباً أهلية، إسرائيل خاضت الحرب الأهلية ومصر لديها 3 حروب أهلية لا بد أن تخوضها. الاقتصاد هو علم إدارة موارد مجتمع من أجل صالح الأهل والمستقبل، إذا كانت الأحوال الاقتصادية أمامي بعض الأرقام في نسب البطالة والعجز والإمكانيات المتاحة، حتي في المساعدات، قبل الثورة كان بيجيلي أكتر ما بيجيلي بعد الثورة، مشكلتنا أنهم لم يتمكّنوا من رؤية الأزمة أولاً، ثم يجدوا حلولاً لها قابلة للتنفيذ، يوجد قرار دولي، لكن عليهم أن يدركوا أنهم المسئولون، هم الآن يؤكدون أن الأوضاع الاقتصادية مسئوليتهم حلها، لكن يكتشفون فيما بعد أن الحلول ليست موجودة، نحن نتحدث عن مشروعات خيالية وخطط لا تزال علي الورق ولم تناقش. * ما تفسيرك في العجز عن الحلول؟ ** أكثر شيء يدهشني علي سبيل المثال آشتون، كانت موجودة هنا ثم جلست مع الرئيس وتحدّثت معه، فسألها أحد عن الحوار مع رئيس الوزراء، فقالت إنها حدّثته عن الوضع الاقتصادي، وقالت لا بد أن يستقيم الاقتصاد في مصر ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا بحكم قوي، ولا يمكن أن يوجد حكم قوي إلا إذا شارك فيه الجميع، فسألها السفير: ماذا قال لكِ؟ فأجابت بأنه صمت ولم يعلق.. لدينا خبراء وثّقوا المشاكل ورسموا لها حلولاً، ومن قبل ذلك مستقبل مصر، نسيء إلي البلد بأشياء صغيرة. * الفكر الاقتصادي الواضح الموجود هو صندوق النقد الدولي من ناحية، والمعونات من ناحية أخري؟ ** مشاكل الاقتصاد هي كيفية اجتياز عنق الزجاجة التي نمكث بداخلها في هذه اللحظة، ثم كيف تتصورين علي المدي البعيد، المشكلة أن أزمتنا أكبر من ذلك.. نحن ندخل في خلافات لا مبرر لها، من ضمن الأوهام عند الإخوان أن مصر، العالم الدولي لا يسمح لها بأن تسقط، كل ما كان لأي بلد مرتبطة بممارسات موقعها الجغرافي وحده ليس له قيمة، إذا تحدثنا عن حجم السكان، لكن حجم السكان جائع، فليس لها قيمة. الأمريكان يساندونهم لأنهم تصوّروا أنهم طرف قادر علي حفظ استقرار مصر، فمع الأسف لم يعد لنا تأثير، شئنا أم لم نشأ حيزنا المعنوي انكمش.