حسان دياب.. طوق إنقاذ حزب الله من العقوبات الدولية.. فيما يمثل انتصارًا كاسحًا لإرادة حزب الله، تم تكليف «حسان دياب» بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وذلك بعد سلسلة طويلة من المداولات، وانسحاب عدد من الأسماء البارزة أمثال «محمد الصفدي» و«سمير الخطيب» وآخرهم وأهمهم «نواف سلام» سفير لبنان السابق لدى الأممالمتحدة، الذى واجه معارضة شرسة من حزب الله وحركة أمل وتيار 8 آذار لما يمثله «سلام» من تحدٍ حقيقى لدى حزب الله فى إطار المواجهة مع العقوبات الأمريكية بالنظر لقبوله لدى الأوساط الأمريكية . وكان الإسراع باختيار «حسان دياب» قبل لقاء المسئولين اللبنانيين مع الموفد الأمريكى «ديفيد هيل» كرسالة للأمريكان بأن حزب الله لا يزال صاحب الكلمة العليا، بالرغم من التحذير الدولى المباشر بتعرض للحكومة اللبنانية لعقوبات فى حال ما إذا واصل حزب الله السيطرة على القرار اللبنانى بأذرعه داخل الحكومات اللبنانية، هذه العقدة التى تسببت فى الانهيار الحالى للوضع السياسى والاقتصادى بلبنان، لاسيما بعد تأكيد الرئيس المستقيل « سعد الحريرى « فى الكثير من المواجهات على هذه السيطرة، وجسد ذلك فى إعلانه فى 2017 استقالته من السعودية وأنه يتعرض لتهديد حقيقى بسبب سيطرة حزب الله على القرار اللبنانى . وقد أعلنها صراحة «ديفيد هيل» مساعد وزير الخارجية الأمريكى للشؤون السياسية - أعلنها صراحة بأنه مع الحراك فى الشارع اللبناني، وطالب القادة اللبنانيين باحترام إرادة الشارع المنتفض، فى رسالة بأن ما لا يقبله الشارع اللبنانى سيواجه رفضًا أمريكيًا، وهنا تأتى الأزمة لأن الشارع أعلن فور تكليف «حسان دياب» بتشكيل الحكومة، أعلن رفضه لتولى دياب وحدثت مناوشات وتظاهرات أمام بيته ولا يزال الشارع مشتعلًا حتى بعد إعلان تولى دياب مهمة تشكيل الحكومة . ولم يأل حزب الله وحركة أمل وتيار 8 آذار أى جهد فى مواجهة الحراك فى الشارع اللبنانى لاسيما بعد كل إعلان عن قرب تكليف أى شخصية بتشكيل الحكومة الجديدة بإعلان المواجهة بشارع فى مواجهة شارع، والتعدى على المتظاهرين وإحراق الخيام والمواجهة المباشرة مع قوات الأمن بل وقوات الجيش اللبنانى التى تساعد القوات الأمنية فى بعض المناطق بالحفاظ على الأمن ولا زالت هذه المناوشات قائمة ومنذ بدء الحراك، حتى وصل الأمر لبناء حوائط أسمنتية أمام مداخل مجلس النواب لضمان عدم حدوث مواجهات، وتأمين وصول النواب والسياسيين . وقد اتسمت مراحل ترشيح « حسان دياب « بالكثير من اللغط، حيث تراوحت مواقف القوى اللبنانية الفاعلة مابين تزكية الترشيح والامتناع عن التسمية، وترشيح أسماء أخرى أبرزها « نواف سلام «، ووزيرة الداخلية ريا الحسن والوزير السابق خالد قبانى وفؤاد مخزومى مرشح التيار الوطنى الحر. والمفاجأة الحقيقية إعلان «تيار المستقبل» و«القوات اللبنانية»– كتلة الجمهورية القوية - وكتلة «الوسط المستقل» كتلة الرئيس «نجيب ميقاتى» والرئيس «تمام سلام» عدم تسمية الحريرى وأى اسم آخر للمنصب . وأعلن حزب «الكتائب» والدروز - كتلة «اللقاء الديمقراطي» - والنائب «نهاد المشنوق» تأييد ترشيح «نواف سلام» سفير لبنان السابق لدى الأممالمتحدة لرئاسة الحكومة. وأعلن «تيار المردة» و«تيار 8 آذار» و«اللقاء التشاورى»- سنة 8 آذار- وتكتل «لبنان القوى» كتلة رئيس الجمهورية، وكتلة التنمية والتحرير كتلة الرئيس «نبيه برى» وكتلة «الوفاء للمقاومة» كتلة «حزب الله»، و«الحزب السورى القومى الاجتماعي» ونائب رئيس مجلس النواب «ايلى الفرزلى» عن تأييد «حسان دياب» لرئاسة حكومة. وقد حصل «حسان دياب» على مجموع 69 صوتًا فى مقابل 13 صوتًا ل«نواف سلام وحصلت الدكتورة « حليمة قعقور « على صوت واحد، وهو صوت النائبة « بولا يعقوبيان «، فى حين لم يسم 42 نائبًا أى مرشح، كما اعتذر النائبان « ميشال المر» و» إدى ديمرجيان « عن الحضور. ورفض المتظاهرون «حسان دياب» فى ضوء المآخذ على الرجل بالنظر خلال فترة توليه حقيبة التربية فى حكومة الرئيس نجيب ميقاتى حيث أشارت صحيفة «النهار» اللبنانية لواقعة طبع «دياب» كتابًا عن إنجازاته والذى تكلف 70 مليون ليرة، وطلب «دياب» من أحد المسئولين واسطة لتعيين ابنه، وتسمية «دياب» إحدى المدارس على اسم والدته هذه الاتهامات التى نفاها دياب جملة وتفصيلًا والعهدة على «النهار اللبنانية». يذكر أن الوزير السابق «حسان دياب» من أهم خبراء الكمبيوتر والمعلومات فى لبنان والعالم ويشغل منصب نائب الرئيس للبرامج الخارجية الإقليمية فى الجامعة الأمريكية فى بيروت وأستاذ مادة هندسة الكمبيوتر فى كلية «مارون سمعان» للهندسة والعمارة فى الجامعة، كما أن له أكثر من 150 منشورًا فى مجلات متخصصة ومؤتمرات دولية، وأشرف على أكثر من 80 مشروعًا بحثيًا. وهو مهندس مجاز ومسجّل فى مجلس الهندسة فى المملكة المتحدة، ومهندس مهنى مجاز ومعتمد فى السجل الوطنى للمهندسين المهنيين فى أستراليا. وانتدبته الجامعة الأمريكية فى بيروت لتولّى منصب الرئيس المؤسس وعميد كلية الهندسة فى جامعة «ظفار» فى سلطنة عمان، وعُيّن اعتبارًا من أكتوبر 2006 نائب الرئيس للبرامج الخارجية الإقليمية فى الجامعة الأمريكية فى بيروت. فى 13 مايو 2011 حقيبة وزارة التربية والتعليم العالى فى حكومة الرئيس «نجيب ميقاتى»، لكن يظل ارتباطه بحزب الله ودعم الحزب الله مؤشرًا على أن مهمته لن تكون سهلة في مشاورات تشكيل الحكومة.