كل ما تريد معرفته عن اختبارات القدرات بجامعة الأزهر    انخفاض تنسيق القبول بالثانوى العام في المنوفية 3 درجات    مدبولي يستعرض استجابات منظومة الشكاوى الحكومية لعدد من الحالات بقطاعات مختلفة    انطلاق اللقاء التنشيطي للمجلس القومي لحقوق الإنسان بالإسكندرية (صور)    مسئولو جهاز مدينة القاهرة الجديدة يتفقدون أعمال الكهرباء والمرافق بالتجمع السادس    انخفاض أسعار الحديد وارتفاع الأسمنت اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    عجيبة للبترول: بدء الإنتاج من بئر "Arcadia-28" بمعدل 4100 برميل مكافئ يوميًا    اللون الأخضر يكسو مؤشرات البورصة بمستهل جلسة اليوم    وفاة 14 شخصا بينهم طفلان بسبب المجاعة في غزة    ستارمر يعتزم إثارة وقف إطلاق النار في غزة والرسوم على الصلب مع ترامب    بمشاركة 600 لاعب، دمياط تستضيف بطولة الجمهورية للمصارعة الشاطئية برأس البر    المصري يعترض على أفعال لاعبي ومشجعي الترجي التونسي    المعمل الجنائي يعاين حريق نشب في فيلا بالشيخ زايد    رطوبة تقترب من 100%.. الأرصاد تحذر من الأجواء شديدة الحرارة    بدء مراسم تشييع جثمان زياد الرحباني بحضور فيروز (بث مباشر)    حكم استمرار الورثة في دفع ثمن شقة بالتقسيط بعد وفاة صاحبها.. المفتي يوضح    تقرير الطب الشرعي يكشف تفاصيل صادمة عن وفاة ضحية الإهمال الطبي بالنزهة    رئيس وزراء السودان يصدر قرارا بتعيين 5 وزراء جدد    نشاط مكثف لتحالف الأحزاب في انتخابات الشيوخ 2025    سعر اليورو اليوم الإثنين 28 يوليو 2025 أمام الجنيه بالبنوك المصرية    شوبير يدافع عن طلب بيراميدز بتعديل موعد مباراته أمام وادي دجلة في الدوري    الشحات: لن أرحل عن الأهلي إلا بقرار من النادي    الصفاقسي: معلول سيتولى منصبا إداريا في النادي بعد الاعتزال وهذا موقف المثلوثي    رومانو: دياز يصل اليوم إلى ميونيخ للانضمام إلى بايرن    في مستهل زيارته لنيويورك.. وزير الخارجية يلتقي بالجالية المصرية    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    جامعة جنوب الوادي تستعد لاستقبال طلاب المرحلة الأولى بمعامل التنسيق الإلكتروني    الداخلية تحكم قبضتها على المنافذ..ضبط مئات القضايا خلال 24 ساعة    رئيس وزراء ماليزيا يأمل فى نجاح مباحثات وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا في بلاده    دفن زياد الرحبانى في مدفن حديقة منزل فيروز    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    مفوض حقوق الإنسان يدعو لاتخاذ خطوات فورية لإنهاء الاحتلال من أراضى فلسطين    أمين الفتوى: الصلاة بالبنطلون أو "الفانلة الداخلية" صحيحة بشرط ستر العورة    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    الشرطة الألمانية: انهيار أرضي يُحتمل أن يكون السبب في حادث القطار المميت    الصحة العالمية : مصر أول بلد بالعالم يحقق المستوى الذهبي للتخلص من فيروس C    طلاب الأزهر يؤدون امتحانات الدور الثاني في مواد الفرنساوي والجغرافيا والتاريخ    الإطار التنسيقي الشيعي يدين هجوم الحشد الشعبي على مبنى حكومي ببغداد    الاتحاد الأوروبي يقر تيسيرات جديدة على صادرات البطاطس المصرية    بداية فوضى أم عرض لأزمة أعمق؟ .. لماذا لم يقيل السيسي محافظ الجيزة ورؤساء الأحياء كما فعل مع قيادات الداخلية ؟    هدي المفتي تكشف علاقتها ب ويجز لأول مرة: "مش مقربين"    هدى المفتي تحسم الجدل وترد على أنباء ارتباطها ب أحمد مالك    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    بالصور.. اصطدام قطار بجرار أثناء عبوره شريط السكة الحديد بالبحيرة    طعنة غدر.. حبس عاطلين بتهمة الاعتداء على صديقهما بالقليوبية    السيسي يحتفل بدخول شاحنات "هزيلة " بعد شهور من التجويع… وإعلامه يرقص على أنقاض مجاعة غزة    طرائف الانتقالات الصيفية.. الزمالك وبيراميدز كشفا عن صفقتين بالخطأ (صور)    وائل جسار ل فضل شاكر: سلم نفسك للقضاء وهتاخد براءة    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 28 يوليو    «مكنتش بتاعتها».. بسمة بوسيل تفجر مفاجأة بشأن أغنية «مشاعر» ل شيرين عبدالوهاب.. ما القصة؟    منها «الاتجار في المخدرات».. ما هي اتهامات «أيمن صبري» بعد وفاته داخل محبسه ب بلقاس في الدقهلية؟    إدريس يشيد بالبداية المبهرة.. ثلاث ميداليات للبعثة المصرية فى أول أيام دورة الألعاب الإفريقية للمدارس    أم وابنها يهزمان الزمن ويصنعان معجزة فى الثانوية العامة.. الأم تحصل على 89% والابن 86%.. محمد: ليست فقط أمى بل زميلتي بالدراسة.. والأم: التعليم لا يعرف عمرا وحلمنا ندرس صيدلة.. ونائب محافظ سوهاج يكرمهما.. فيديو    الباذنجان مهم لمرضى السكر والكوليسترول ويحمي من الزهايمر    بعد توقف 11 عاما.. رئيس حقوق الإنسان بالنواب يُشارك في تشغيل مستشفي دار السلام    رغم ارتفاع درجات الحرارة.. قوافل "100 يوم صحة" تواصل عملها بالوادى الجديد    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطرف الثالث .. دور الإخوان وحماس فى أحداث 25 يناير

عندما يتحول أحد اللاعبين على الساحة السياسية إلى ممارسة أساليب مختلفة للوصول إلى مافشل مسبقا فى الحصول عليه ، تشتد الحاجة إلى استرجاع الأحداث وتوثيقها بكل الوسائل الممكنة بما فى ذلك شهادات من عاصروها، وهى الوسائل التى يمكن من خلالها استجلاء الحقائق وحمايتها من التزييف، ووضع الأمر برمته فى سياقه بعيدا عن المزايدات المغرضة، أو المزيد من خطط الخداع التى دأب على ممارستها ذلك اللاعب اعتمادا على ذاكرة البشر المتآكلة.
وفى كتابه الجديد " الطرف الثالث .. دور الإخوان وحماس فى أحداث 25 يناير" الصادر عن المكتبة الأكاديمية، يطرح الكاتب مصطفى بكرى فى مقدمته التساؤلين الذين طالما أثيرا حول حقيقة ماحدث : هل كان ثورة ضد الفساد والاستبداد انتهت باختطافها على يد جماعة الإخوان ، أم مؤامرة من البداية للنهاية؟!
ومن المؤكد أننا عندما نحكم على أحداث عاصرناه جميعا؛ فإن منظور رؤيتنا لتلك الأحداث قد يتباين، لكن بكرى فى هذا الكتاب يقدم الوقائع التى تشرح تفاصيل "المؤامرة" التى بدأت منذ عام 2004 بمشاركة أمريكية صهيونية مباشرة، مؤكدا أن الكتاب يكشف النقاب عن مضمون اللقاءات والاتفاقات والتخطيط المشترك انتظارا للحظة الحسم الجماهيرية ضد نظام تهاوى وتآكل على مدى ثلاثين عاما مضت.
والكاتب هنا لا ينكر أن الأساس الذى توقفت عليه موازين الحسم هو خروج الجماهير الغاضبة، لكنه يؤكد أن الإخوان الذين لم يحسموا أمرهم منذ البداية مارسوا لعبة الخداع الاستراتيجى وصولا إلى السيطرة والتحكم وذلك منذ الثامن والعشرين من يناير 2011، ويؤكد أيضا أن ماحدث من سقوط سريع لنظام مبارك شكل صدمة لصناع القرار الأمريكى فجاءت تصريحات هيلارى كلينتون حذرة فى البداية، تؤكد أن الحكومة المصرية مستقرة، حتى اتضحت الصورة، وتم إعلان الموقف الأمريكي صراحة، وتصدر الإخوان المسلمون المشهد.
الكتاب الذى يقع فى 469 صفحة من القطع الكبير يتضمن 15 فصلا حملت عناوين: مبارك والإخوان، المخطط، شماعة خالد سعيد، الخديعة، الفرصة سانحة، اللهو الخفى، لعبة توزيع الأدوار، الوجه القبيح، اختراق الحدود، شهود الأحداث، اقتحام السجون، عملية تهريب سام شهاب، الكذابون، من وراء موقعة الجمل، من قتل المتظاهرين.
ويتضمن الكتاب فى نهايته 82 صفحة من الوثائق تتضمن محاضر تحريات ومنطوق حكمى قضيتا اقتحام الحدود والتخابر، اضافة الى المراجع والوثائق المذكورة فى هوامش صفحات الكتاب وأهم ما جاء من حيثيات فى قضيتى قتل المتظاهرين.
** تحولات تاريخية:
يبدأ الكتاب بفصلين توثيقيين مهمين ، راصدا فى الفصل الأول المعنون ب "مبارك والإخوان" التحولات التاريخية التى مرت بها جماعة الإخوان بداية من حقبة السبعينات وحتى ماقبل يناير 2011، مرورا بمراحل متعددة تمكنت خلالها الجماعة من الصعود واقتناص عدد كبير من مقاعد مجلس الشعب والسيطرة على النقابات. وهو فصل يرصد تطورات العلاقة بين القيادة السياسية فى مصر والجماعة "مابعد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر".
ويؤكد الكاتب أن حقبة السبعينات كانت حقبة الانقلاب على المشروع القومى الناصرى بكل تجلياته حيث فتح الرئيس الأسبق محمد أنور السادات الباب واسعا أمام تغلغل تيارت الإسلام السياسى والجماعات التكفيرية داخل الأوساط المجتمعية التى وجدت فى تلك التيارات ملاذا للهروب من الواقع المتأزم الذى عاشته البلاد فى تلك الحقبة وهو ما استثمرته جماعة الإخوان فى بناء قاعدة دعوية وتنظيمية واقتصادية كبيرة، ويصف الكاتب العلاقة بين الرئيس الأسبق حسنى مبارك والجماعة بأنها: " تراوحت بين المرونة والتصعيد"، وشهدت تلك الفترة انطلاقة سياسية حقيقية للإخوان بخوض انتخابات مجلس الشعب 1984م ثم جاءت العودة القوية للإخوان بفوزها ب 88 مقعدا فى انتخابات 2005 م.
ويوضح الكاتب معالم الفكر الإخوانى الذى انقسم الى تيارين ظهر بينهما خلاف علنى أحدهما يستند الى أطروحات المرشد الأسبق حسن الهضيبى فى كتابه "دعاة لا قضاة" والآخر يستند الى أطروحات سيد قطب بأفكاره المتشددة.
ويختتم الفصل بالتوثيق لكيفية تمكن الإخوان ليس من حصد مقاعد مجالس النقابات فحسب ولكن من تحقيق قاعدة جماهيرية عبر الخدمات الاجتماعية والاقتصادية وهو ما مكن من حصد المزيد من المقاعد فى الانتخابات المتتالية للنقابات حتى صارت للإخوان الغلبة فى مجالسها، ويرصد الكتاب محاولة الدولة السيطرة على هذا النفوذ المتنامى من خلال اصدار تشريعات وضم المساجد للأوقاف واعطاء دور أكبر للشؤون الاجتماعية للسيطرة على الجمعيات الأهلية، كما أشار أيضا إلى أن الدوائر السياسية الغربية أصبحت أكثر قبولا للتعامل مع من يمثلون الإسلام السياسي مثل الإخوان.
وكما رصد الكاتب التحولات السياسية التى تمت فى الداخل ، يعيدنا فى الفصل الثانى " المخطط" الى العام 2004 وهو العام الذى بدأت فيه الولايات المتحدة الأمريكية فى الإعداد لمشروع الشرق الأوسط الكبير والذى كانت مصر فى مقدمة البلاد المستهدفة منه.
حيث أشار الى الخلاف بين مبارك وبوش أثناء زيارة مبارك للولايات المتحدة الأمريكية بشأن خطة مبادلة الأراضى مع اسرائيل وكيف أكد تلك المؤامرة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية وقتها " عمر سليمان" الذى أجاب على سؤال مبارك عن رأيه فيما حدث بقوله: " أعتقد أن المؤامرة قد بدت واضحة وعلينا أن نستعد".
هو ما أكده حوار عمر سليمان مع "جورج تينت" الذى أفصح فيه تينت عما تدبره الولايات المتحدة لثلاثة دول هى مصر وسوريا والسعودية، ويوضح الكتاب كيف دعمت الولايات المتحدة الأمريكية الإخوان والمنظمات الحقوقية باقتطاع جزء من المعونة الأمريكية فى أعقاب عام الأزمات "2004" حيث قررت اقتطاع مابين 10 الى 20 مليون دولار لتمويل ما أسمته ببرامج" الديموقراطية والحكم الرشيد " دون الرجوع للحكومة المصرية، وتمادت ومنحت الأموال علانية لأربعة جمعيات غير مسجلة لدى الشؤون الاجتماعية، وكانت الإخوان من الجهات الممولة، فى الوقت الذى اتخذت الدولة موقفا تسكينيا دون اتخاذ اجراءات حاسمة لوقف هذا التدخل السافر فى الشؤون الداخلية حيث كانت تجارب صربيا وجورجيا وأوكرانيا ماثلة أمام الجميع، كما يرصد الكاتب تبدل مواقف الإدارة الأمريكية تجاه الإسلام السياسي فى المنطقة ويرصد أيضا الدور الذى لعبته قطر بداية من مؤتمر الحوار الإسلامى الذى انعقد على أرضها برعاية أمريكية وبحضور الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون حيث يؤكد تصريح مرشد الإخوان فى ذلك الوقت لأسوشيتدبرس حقيقة ما تم من تفاهمات:
" الإخوان لن يسعوا إذا ما تسنى لهم الوصول إلى الحكم إلى تغيير سياسة مصر الخارجية ومن ضمنها احترام معاهدة السلام"!!!
كما يوضح أيضا كيف بدأ المخطط يأخذ خطواته الجادة سواء بالإعداد الداخلى أم بالتواصل مع قوى الخارج " الأمريكان حماس حزب الله" مشيرا الى الاجتماعات التى تمت على هذا الصعيد ومواقف المرشد مهدى عاكف وخلفه محمد بديع وموافقة بعض قيادات الحكم فى مصر على اقامة حزب للإخوان والمعارضة الأمنية لذلك.
** الفرصة:
فى قضية خالد سعيد التى نشأت فى اعقابها صفحة "كلنا خالد سعيد" أكد الدكتور عصام العريان أن مؤسس الصفحة هو الإخوانى عبد الرحمن منصور، وكان الجدل قد اثير حول دور وائل غنيم فى الصفحة، ويؤكد الكتاب أن تزايد أعداد المنضمين للصفحة " وصل إلى 184 ألفا فى عشرة أيام" كان يشير الى الاحتقان السياسي ، كما أضاف انضمام البرادعى للصفحة ومشاركته فى وقفاتها الاحتجاجية زخما كبيرا لها، موضحا أن الصفحة بوقفاتها واحتجاجاتها وبعقلية عبد الرحمن السياسية وخبرة وائل غنيم بتقنيات الشبكة العنكبوتية أصبحت وكأنها الحزب السياسي الوحيد الفاعل فى مصر مستثمرة الأحداث التى وقعت وقتها كحادث كنيسة القديسين ومقتل الشاب السلفى سيد بلال أثناء التعذيب فى أمن الدولة، ومنها بدأت دعوات الثورة تأخذ جديتها فى 26 ديسمبر 2010 ، ثم جاء نجاح ثورة تونس، ليحسم عبد الرحمن الأمر بتحديد موعد" 25 يناير عيد الشرطة" لانطلاق الاحتجاجات، حيث تم تحديد المطالب ضمن بيان وجه انتقادات حادة للنظام.
وجاء فصل " الخديعة" ليطلعنا على مواقف جماعة الإخوان التى لم تكن على ثقة من نجاح التظاهرات المتوقعة، وهو ما جعل مواقفها تتسم بالتردد العلنى، بينما ما تقوم بتدبيره فى الخفاء أمرا آخر، فصرح الدكتور العريان بالمشاركة فى وقفة دار القضاء العالى للمطالبة باصلاحات سياسية، وفى المقابل أكد الدكتور محمد البلتاجى المشاركة فى احتجاجات يناير تنديدا بتزوير الانتخابات البرلمانية عام 2010 ، كما صدر بيان فى 19 يناير بمطالب الجماعة للإصلاحات السياسية ومنها حل مجلس الشعب المزور واصلاح التعليم الى آخر المطالب وكان من ابرز ما جاء فى ذلك الفصل تفاصيل التقرير المرسل عبر البريد الإليكترونى للدكتور محمد مرسى "مسؤول المكتب السياسى وعضو مكتب الإرشاد فى مصر" من أحمد عبد المعطى "مسؤول التنظيم الدولى للجماعة بتركيا" وهو التقرير الذى حدد منهج الجماعة فى التعامل مع الأحداث وهو ما انعكس على مواقف الإخوان التالية.
ويستعيد المؤلف مشاهد 25 يناير والبيانات التى صدرت من كل القوى والمظاهرات التى عمت السويس والأسكندرية اضافة الى دور السوشيال ميديا وحركة 6 إبريل فى ارشاد المتظاهرين ودور قناة الجزيرة التى كانت تنقل على الهواء، وماتم من اعتقالات واصابات، كما شرح ملابسات القبض على الدكتور محمد مرسى وإيداعه سجن وادى النطرون مع بعض القيادات الأخرى فى قضية التخابر، وذلك بعد نجاح الأمن فى رصد مكالماته مع أحمد عبد المعطى وماتضمنته من آخر اتصالات مع الأمريكان وبعض الأطراف الأخرى حول موقف الجماعة من أحداث ثورة 25 يناير.
كما يوضح محاولات الدولة للتهدئة والموقف الأمريكى والتحذيرات الأوروبية وصولا الى خطاب مبارك بحل الحكومة وتعيين نائبا واجراء تعديلات دستورية وهو مالم يقنع المتظاهرين.
**توزيع الأدوار :
اعتمد الكاتب على معايشته للأحداث فى رصد المواقف الداخلية والخارجية وتطورات الأوضاع على كافة الأصعدة وصولا ألى خطاب مبارك الذى أكد فيه عدم ترشحه لرئاسة الجمهورية مرة ثانية ، وهو الخطاب الذى تعاطف معه الكثيرون وأعقبه بيانان من الجيش و اللواء عمر سليمان للمطالبة بعودة الحياة الطبيعية، ثم موقف وزارة الخارجية من تدخلات بعض الدول وماكشفه موقع ويكليكس من وثائق فضحت الدور الذى لعبته قطر بالتعاون مع اسرائيل.
مؤكدا أن الإخوان لعبوا دور " اللهو الخفى"،
بينما كانت الأصابع الأمريكية والأوروبية والقطرية والإسرائيلية فاعلة اضافة الى دور حماس التى دخلت الحدود من قطاع غزة وسقطت المنطقة كلها تحت سيطرتها مع التنظيمات المتشددة.
ويوثق الكتاب البيانات المتضاربة للجماعة، التى كانت تنتظر لحظة الانقضاض، حيث اصدرت بيانا فى 3 فبراير فى أعقاب موقعة الجمل أكدت فيه عدم تطلعها للحكم مع مطالبتها مبارك بأن يترك موقعه فورا، مع دعمها قيام دولة مدنية ديمقراطية ذات مرجعية اسلامية!.
ومع مشاركة الجماعة فى الحوار الذى دعا اليه اللواء عمر سليمان صرح د. سعد الكتاتنى أن المشاركين اقتنعوا بضرورة وجود الرئيس فى الفترة القادمة لإجراء بعض التعديلات والإصلاحات الدستورية، جاء ذلك بالتزامن مع نهج الترقب والانتظار الذى اتبعته الإدارة الأمريكية، بينما كانت حماس تنظر بقلق وتطلب من مسؤولى الجماعة فى مصر توضيحات عن أسباب سرعة دخول الإخوان فى الحوار مع السيد عمر سليمان!.
لكن الإخوان الذين أعلنوا اتفاقهم على مبدأ عدم تنحى الرئيس هم أنفسهم من غيروا موقفهم، ووقف البلتاجى فى ميدان التحرير يوم 10 فبراير مطالبا المتظاهرين بالتوجه الى قصر الاتحادية لحصاره واجبار الرئيس على التنحى! وفى هذا الوقت صرح الدكتور سعد ابراهيم أن هناك تخوفا من سطو الإخوان على الثورة.. لتتوالى الأحداث بخطاب مبارك بتفويض سلطاته لنائبه، وهو الخطاب الذى أدى إلى توحيد الخطاب الإخوانى بعد أن أيقنوا من رحيل مبارك، كما مهد لسيطرة الإخوان ومعهم فريق من التيارات السلفية والجهادية.
** من قتل المتظاهرين؟ :
يؤكد الكتاب أن تخطيط الإخوان لإحداث الفوضى كان مسبقا وأن الدور العسكرى الذى لعبته حركة حماس" أحد أجنحة التنظيم الدولى للإخوان المسلمين"، تم بالتنسيق مع بعض أفراد البدو فى سيناء وشارك فيه عناصر من حزب الله.
وجاء اقتحام الحدود المصرية بحوالى 800 عنصر عبر الأنفاق بتاريخ 28 يناير 2011، ويذكر الكتاب أسماء المعاونين فى الاقتحام والأماكن التى استهدفت ومنها سجن العريش الذى فشلوا فى اقتحامه، مستشهدا بشهادة اللواء عمر سليمان فى قضية قتل المتظاهرين والتى تطرق فيها الى ماقامت به حماس من ترتيبات مع عناصر من البدو للمساعدة فى اخراج عناصرهم من السجون المصرية مقابل امدادهم ببعض الأسلحة والذخائر ومشاركة كتائب عز الدين القسام بنشاط عسكرى فى الاتجاه الآخر من الحدود مع قطاع غزة حتى لا تتدخل قوات حرس الحدود وبذلك نجحت عملية تهريب الأسلحة للبدو، الذين اصطحبوا عناصر حركة حماس الى القاهرة للقيام بفتح السجون مؤكدا مشاركة عناصر من حزب الله .
ووفقا لرصد قوات الأمن للأحداث يقدم الكتاب وصفا تفصيليا لما تم من تظاهرات بسيناء وتطوراتها على مدار أيام منذ بدء التظاهرات فى القاهرة، ومن تم ضبطهم ومن أصيبوا من الضباط والمجندين الذين تم رشقهم بالحجارة، وماتم من اعتداءات على الكمائن وقطع للطريق الدولى واستهداف للمدرعات والمعدات وأقسام الشرطة، واستهداف لخط الغاز.
كما يضع الكاتب بين يدى قارئه شهادات الشهود من القيادات الأمنية وقيادات الاستخبارات الحربية على ما قامت به تلك العناصر من عمليات اجرامية ، بدأت بعمليات تسلل فى 20 يناير أى قبل الموعد المعلن لبدء التظاهرات بخمسة أيام، وكان الهدف اسقاط الدولة المصرية بالتنسيق مع جماعة الإخوان فى الداخل، كما تتضمن الشهادات المعلومات التى قدمتها الخارجية المصرية من مكتب التمثيل الديبلوماسى فى رام الله بهذا الشأن، بينما جاءت شهادة اللواء حسن الروينى أمام محكمة جنايات القاهرة فى القضية رقم 1227 لسنة 2011 لتؤكد اعتلاء عناصر من حماس أسطح العمارات فى ميدان التحرير كانوا يطلقون النار على المتظاهرين.
وقد أدانت شهادات الشهود أيضا نفس الأطراف الثلاثة "حماس وحزب الله والإخوان" فى عمليات اقتحام السجون التى استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وأوناش وسيارات دفع رباعى.
** مستندات:
يستند الكتاب كما أشرنا من قبل الى محاضر تحريات جهات أمنية وحيثيات أحكام قضائية اضافة الى شهادة كاتبه كمعاصر لصيق بالأحداث، وهو ما جعل صفحات الكتاب تحتشد بالتفاصيل والأرقام .
وهو ما يجعل هذا الكتاب واحدا من الكتب المهمة التى لا شك قد تثير الجدل كشأن أى محاولة للتأريخ والتوثيق ، لكن بعضا مما جاء فى هذا الكتاب قد تم بالفعل تداوله ضمن أخبار أو معلومات أو مطبوعات تحدثت عن المحاكمات والأحداث التى مرت بها البلاد، كل تلك المعلومات عندما تجتمع بين دفتى كتاب بين يدى القارىء اضافة الى ما تضمنه الكتاب من معلومات جديدة ، هو جهد كبير كاف لإظهار حقيقة الدور الآثم الذى لعبته جهات داخلية وخارجية لإسقاط مصر، وهو ماحاولنا الإلمام به من خلال هذا التطواف بين صفحات الكتاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.