أشفقت علي الإعلامي 'معتز الدمرداش' وهو يحاور 'أحمد عارف' المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، وهو يسعي حثيثًا لانتزاع إجابة واضحة وصريحة منه حول موقف جماعة الإخوان من قرار النائب العام بمنح الضبطية القضائية للمواطنين كان 'الدمرداش' يسأل بينما 'عارف' يراوغ.. ويقدم إجابة عن سؤال غير مطروح.. وحين ضاق المذيع ذرعًا لمراوغة المتحدث باسم الإخوان، قال له بلغة غاضبة 'انت هتزعلني منك بالطريقة دي'.. وكأن 'الدمرداش' يؤذن في مالطة.. فلم يكترث 'أحمد عارف' بمحاولاته المتكررة.. بل واصل التضليل بأكاذيب ممجوجة دون أن يجيب عن السؤال، والذي كان مجرد الإجابة عنه كشفًا لموقف الجماعة الداعمة قيام الميليشيات الشعبية محل أجهزة الشرطة في مطاردة المواطنين. لقد رأي 'الدمرداش' في قرار المستشار 'طلعت عبدالله' النائب العام، إشعالاً للحرب الأهلية بين المصريين.. ومن هنا راح يضغط، المرة، تلو الأخري.. ليحصل علي إجابة شافية بلا جدوي!! هذا هو عهد جماعة الإخوان، ولسان متحدثيهم، ومحاوريهم الذين يخرجون علي الفضائيات دون أن يقدموا إجابات واضحة، عن أسئلة مشتعلة، في مناسبات وأحداث متعددة تمر بها البلاد. لهذا أيضًا لم يكن غريبًا، أنه وفي الوقت الذي تلقت فيه جماعة الإخوان المسلمين ضربات موجعة في الجامعات المصرية، بسقوط مرشحيها من الطلاب علي قوائمها في معظم الاتحادات الطلابية.. إلا أن رموز الجماعة، وعناصرها في الإعلام، راحت- كعادتها- تقلب الحقائق، وتكذب علي المجتمع، وكأنها حققت بعض الانتصارات، فيما الحقيقة الثابتة، والمؤكدة بالأرقام، والكشوف الموثقة من الجامعات، تؤكد الهزيمة المخزية لطلاب الجماعة، التي انحسرت شعبيتها في الجامعات، وتراجعت أسهمها بدرجة غير مسبوقة في الماضي. ويدلل ذلك علي أن شعبية الجماعة في الشارع المصري آخذة في التدهور والانهيار الكامل، كمحصلة طبيعية وواقعية لسياسات الفشل وارتكاب الاخطاء بالجملة، والنزوع نحو الاستبداد، والتكويش علي كل شيء في البلاد وفق سياسات شكلت المنهج الأعم لجماعة الإخوان منذ بلوغهم السلطة، ورئاسة مندوبهم 'محمد مرسي' لجمهورية مصر. لا يعترف الإخوان بالفشل أو الهزيمة، رغم أن ما حدث لهم من انتكاسة في الانتخابات الطلابية، هو مؤشر بالغ الخطورة.. فالذين تابعوا ما كانت تحرزه جماعة الإخوان من مقاعد رئيسة في الانتخابات الطلابية، حتي في ظل التضييق الذي كان يمارسه النظام السابق، إدركوا الآن كيف أن خسارة الجماعة وعناصرها رهيبة ومفزعة. ورغم كل ما يحدث، تتصور الجماعة، أنه وعبر القوانين الجائرة، وغير الديمقراطية، ورشوة الزيت والسكر والتجارة بالدين بين البسطاء يمكن أن تحقق لها من المقاعد ما يمنحها قدرة علي التواصل مع السلطة.. غير أن هذا الرهان بات أبعد ما يكون عن الجماعة التي لا تعترف بالآخر، ولا ترعي حق المواطنين عليها، وتسير وفق سياسة غاشمة، ترتكز علي مبدأ يقول إن: 'الغاية تبرر الوسيلة'.. وهو منهج ثبت بطلانه، فإذا كانت الجماعة قد تحايلت علي جموع المصريين طيلة العامين ونصف العام الماضيين، إلا أن صحوة المصريين جميعهم بعد أن شاهدوا بأعينهم هذا الانحدار والفشل في مستوي أداء الجماعة ورئيسها، باتوا موقنين بأن إسقاط الجماعة عبر صندوق الانتخاب هو الطريق الوحيد لانتشال مصر من حالة التردي التي هوت إليها بفعل سياسة التخبط والعشوائية لجماعة الإخوان ورئيسهم. لقد بات الوطن علي بعد خطوات معدودة من الانهيار، في ظل موجة سياسية 'فاشلة' تضرب أعصاب الوطن في مقتل، ولعل ذلك هو ما يدفع جموع المخلصين لهذا الوطن لتناسي خلافاتهم الثانوية، والفرعية، والوقوف صفًا واحدًا لإسقاط دولة البغي والعدوان التي شيدتها أركان الباطل ودعائمه.