لو كان يطاع لقصير أمر.. مثل عربي شائع عمره ألف سنة، و قصة هذا المثل، أن أحد ملوك شاطئ الفرات كان علي عداء مع ملك الجزيرة وقتله، وخلفته في الحكم ابنته، ولما استقرت أعمدة ملكها، بعثت لقاتل ابيها تعرض عليه الصلح وضم المملكتين في واحدة، يرأسها القاتل بحجة ان النساء لايصلحن لحكم البلاد.. أشار عليه قصير ألا يذهب ولايقبل الحوار ولا اللقاء، لما فيهما من رائحة خيانة.. ذهب ملك شاطئ الفرات الي ابنة ملك الجزيرة المغدور.. عرضت عليه الزواج فقبل وفي ليلة عرسها قتلته..شاع الخبر راح قصير يباهي برأيه ويقول 'لو كان يطاع لقصير أمر'. مقدمة لمن لايستمع إلي الرأي الآخر.. لأهل الفكر والرأي، عقل الأمة وضميرها.. واقعنا المصري يبكي الحجر.. اهل الفكر والرأي والسياسة في بلدنا منشغلون بصغائر الامور، شغلتهم امور الانتخابات، ولمن ستكون الغلبة غدا، ونسي الجميع أو تناسوا مايهددنا في الداخل والخارج. في عام 2006 كتبت مقالا بعنوان 'فتشوا عن هذا الرجل' يحكي عن واقعة بالاتحاد السوفييتي قبل انهياره المدوي.. شغل واحد من أهل الثقة أو من أهل الخبرة أومن أهل الحزب الحاكم أو لعله من أهل الحظوة.. شغل الرجل منصبا دقيقا وهاما.. عميل مخابرتي أمريكي، مزروع في الجهاز الاداري السوفيتي،مهمته المكلف بها غاية في البساطة.. مهمته ان يختار الأسوأ والاغبي، ويضعهم علي رأس المواقع الهامة والمؤثرة.. شغل الأغبياء مفاصل الدولة في قطاعات التعليم والاقتصاد والصناعة والطب والثروة الحيوانية والزراعية، ثلاثون عاما يعمل بهذه الخطة المحكمة، يؤديها باتقان واخلاص وتفان.. مهمة لايستطيع أي جهاز أمني أو مخابراتي مهما بلغت قوته، وامكاناته وتدريبه ان يكشف امره، حتي سقط الاتحاد السوفيتي واندثرت ثورة أكتوبر1917 واختفت ثانية أكبر قوة سياسية واقتصادية وعسكرية في العالم. خراب الوطن علي الابواب وعلي .بعد كيلومترات قليلة منا .. بدأ عدونا الرئيسي يعمل بجد علي تنفيذ مشروع اسرائيل الكبري 'من النيل الي الفرات' وهو مايرمز اليه الخطان الازرقان وبينهما نجمة داود ،خط منهما يرمز إلي النيل والآخر للفرات.. لن يتم المشروع الاستعماري الصهيوني اسرائيل الكبري، إلاعلي انقاض سقوط مصر، ويصبح وجودها علي الخريطة مجرد رمز من غير دور تاريخي ولا فاعلية.. أول عتبات السقوط ماهو مدبر لافقار مصر، تخريب اقتصادها ،نشر البطالة بين ربوعها واشاعة اليأس بين الشباب. مصر علي حافة الهاوية الاقتصادية، لم يعد بخزانتها غير ثلاثة عشر مليار دولار، هي كل مانملك من العملات الحرة، مقابل خمسة مليارات شهريا لاستيراد السلع الضرورية، شهران ولا اكثر ويعلن هذا الرجل افلاس مصر. الشهداء الذين سقطوا في السنتين الاخيرتين، تتراوح اعمارهم مابين سن الثالثة عشرة والثلاثين.. شباب هذه الاعمار هم عدة مصر وعتادها ،قوتها الاقتصادية والعسكرية ،قوتها الناعمة من فكر وادب وثقافة.. كل شهيد يسقط من قوة مصر وعتادها هو لصالح مشروع اسرائيل الكبري، وبغير ثمن.. الحكومات العميلة تقتل شبابنا لصالح مشروع اسرائيل الكبري.. فتشوا عن هذا الرجل. مظاهرات مصنوعة من بعض رجال الشرطة، تطالب بتحديث التسليح لمواجهة حفنة من الخارجين علي القانون، مسجلين اسما وصورة وعنوانا، لدي كل اجهزة الامن..تستطيع فرقة مكافحة الشغب فقط ان تتحفظ عليهم في بضع ساعات بدلا من تحميل ميزانية الدولة الخربة بكل انفاقات هذه الترسانة من الاسلحة، المستوردة من قوت الشعب المفلس، أسلحة موجهة لصدور المجرمين أم لحصد رقاب الشباب المصريين عدة المستقبل؟!. حصل أحد أفراد السلطة غير معروف الهوية او المنصب ، علي نسخة من قاعدة بيانات استراتيجية لخمسة ملايين واكثر من شباب مصر، ممن لهم حق التصويت وسن التجنيد ومؤهلاتهم ووظائفهم وعناوينهم.. معلومات هي أدق واخطر اسرار الدولة.. ماذا لو تم تسريب هذه البيانات علي خطورتها علي امن مصر، بما فيها من معلومات اقتصادية وزراعية وعلمية وثروات طبيعية واسماء مفكرين وعلماء، من أول علماء الكيمياء إلي علوم الذرة.. كذلك جلس علي قمة مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وما فيه من معلومات استراتيجية ، طبيب أمراض جلدية وتناسلية.. كارثة، من اختاره ومن أصدر قرار تعيينه، الامثلة كثيرة وتركها خطورة واستفحالها مصيبة..فتشوا عن هذا الرجل.. الأمر يستلزم كتيبة مقاومة من المثقفين ورجال الفكر والادب والسياسة والاقتصاد، والمحللين السياسيين وخبراء الاستراتيجية،ليكونوا حائط صد لمقاومة مشروع اسرائيل الكبري، حتي لانعرض مصر مستقبلا لمصير كمصير الاتحاد السوفييتي المنهار او تؤجر البلد مفروشة للامبريالية الصهيونية الامريكية ومشروع اسرائيل الكبري.