قال الرئيس السوداني عمر البشير رئيس حزب 'المؤتمر الوطني' الحاكم , إن السقوط المفاجيء لأنظمة الحكم في دول الربيع العربي لم يتح الفرصة لإيجاد أطر سياسية لاستيعاب مرحلة ما بعد سقوط هذه الأنظمة الشمولية . وأضاف البشير بالجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الشوري القومي لحزب 'المؤتمر الوطني' الحاكم اليوم الجمعة , أن التزام الحزب بالشوري وبهياكله ونظمه ونظامه الأساسي يمثل نموذجا يقدم للأحزاب المحلية ولدول الربيع العربي التي تتلمس طريقها في البحث عن الحريات والشوري بعد غيبة طويلة لهذه المباديء . وجدد البشير الدعوة للأحزاب وكل فعاليات الشعب السوداني للمشاركة في إعداد الدستور الدائم للبلاد , مشيرا إلي أن الدعوة موجهة لكل من أراد المشاركة وكل صاحب رأي ممن قدمت له الدعوة أو لم تقدم . وقال البشير:"إننا نعمل من أجل اعداد وثيقة تعبر تعبيرا حقيقيا عن الشعب السوداني يتبلور حولها شبه اجماع" . وأضاف أن علي من يتحدثون عن التحول الديموقراطي والتبادل السلمي للسلطة أن يوقنوا أن أول عنوان في هذا التحول هو الدستور . ودعا البشير الأحزاب السياسية الوطنية للاستعداد المبكر للانتخابات العامة التي ستجري في البلاد بعد عامين علي كل المستويات من رئاسة الجمهورية والمجلس الوطني والولاة ومجالس الولايات , معلنا عن جاهزية حزبه لجولة الانتخابات القادمة . وتحدي الرئيس السوداني عمر البشير رعاة وثيقة ما يسمي 'الفجر الجديد' بتبني الوثيقة والتقدم بها كبرنامج انتخابي يطرحونه علي الشعب السوداني في الانتخابات القادمة , مؤكدا أن عملية التحول الديمقراطي التي تنادي بها القوي المعارضة لا يمكن أن تعبر عنه ما أسموها بوثيقة الفجر الجديد . وأشار البشير إلي أن أول بند في الوثيقة يتحدث عن فصل الدين عن الدولة , مؤكدا أن الوثيقة لا تعبر عن القاعدة العريضة للشعب . وحذر البشير من التوجه الذي قادته الوثيقة في حديثها عن حل القوات المسلحة والقوات النظامية الأخري من أن البديل الذي تريد عبره القوي المعارضة الوصول للسلطة عن طريق العمل المسلح يقوم علي التحالف مع الجماعات المسلحة والمليشيات الآتية من الجنوب وحركات دارفور . وتساءل الرئيس السوداني " هل هذا مطلب القوي السياسية , وهل الأجهزة التي تكونت وترعرعت في ظل استخبارات أجنبية معادية هي أمينة علي أمن هذا البلد ? , وهل من يجتمعون في كمبالا وغيرها هم الأحرص علي هذا البلد ? "