عنف مفرط.. قسوة وتنمر.. فن ردئ وفكر سطحى وإعلام روتينى غير جذاب.. فقدان جزئى للهوية وغياب للشخصية المصرية.. أجيال ناشئة بوعى زائف ووجدان مغيب.. مازال بناء الإنسان المصرى أمن قومى فلماذا نقف مكتوفى الأيدى دون حراك أو إرادة..!! حوادث دامية وتغيرات سلوكية تلحظها عين أى متابع للمشهد المصرى فى الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ يستوجب التوقف عنده لنتسائل: ماذا يحدث فى مجتمعنا المصرى ولماذا كل هذا العنف الغير مبرر من شباب صغير تجرأ على حمل السلاح أو إنتهاك حرمة الطرقات ومضايقة العابرين.. كيف تركنا هؤلاء الصبية حتى وصل بهم الحال لما نشاهده ونسمع عنه كل صباح من أفعال دخيلة على مجتمعنا المصرى المسالم صاحب القيم والأصالة عبر التاريخ. ننادى منذ سنوات بإعادة بناء الإنسان المصرى فهل آن الأوان لهذا النداء أن يُصبح قضية أمن قومى على رأس اولويات الدولة المصرية فى المرحلة القادمة من أجل وطن مستقر آمن له خصائصه الفريدة بعيدًا عن كل هذه الظواهر السلبية التى لم نكن نسمع عنها بهذه الكثافة قبل سنوات.. يظل الإنسان هو أغلى ما على الأرض وتظل مهمة حماية أمنة واستقراره هى غاية كل المخلصين فلماذا نترك هذا العبث فى بيوتنا ومدارسنا وشوارعنا ليستشرى ويتضخم ونحن عاجزون. أنماط سلوكية غريبة وفن مثير للغرائز وألعاب إنترنت على الهواتف المحمولة تعلم الصغار كل أساليب العنف وتجعل من القتل لعبة يتنافس عليها بعضهم حتى يدمنها وتتحول إلى عمل طيب يحصل فيه الفائز على استحسان الآخرين.. لماذا نترك كل هذا بأيدى صغارًا ثم نتحدث عن تفشى العنف.. إنها البيوت أولاً يا سادة ثم يأتى دور الآخرين من رجال الإعلام والفن والفكر والثقافة حتى لا تجد تلك الأفكار الدخيلة على مجتمعنا أرضًا خصبة تنمو فيها. نعم سنكررها مرارًا وتكرارًا: طهروا الفن المصرى من مشاهد العنف المبالغ فيها وربوا أولادكم فى البيوت والمدارس ودور العبادة على التسامح والسلام الداخلى وتقبل الآخر وذكروهم بموروثات هذا الشعب العظيم من قيم الشهامة والنخوة والزود عن الحرمات فهكذا كنا وهكذا لابد أن نعود سريعًا قبل أن ننسى أننا بلد يتعانق فيه المسجد والكنيسة وتتسع أرضها للجميع دون تفرقة أو إرهاب فكرى أو أى مشهد من مشاهد العنف والتعصب غير المبرر أو المقبول.. نحن مصر التى يبدأ بها التاريخ وينتهى لا يجب أن نكون هكذا أو أن يصبح هذا هو شكل شبابنا الصاعد المفتقد للكثير من معانى الهوية والانتماء والخلق الرفيع. من أجل مصر التى نعشقها ومن أجل مستقبل أفضل للجميع ونحن نبنى دولة عصرية فتية لابد أن نضع فى الاعتبار هذا الخط المتوازى مع كل جهود التنمية والبناء فبناء الإنسان لا يقل أهمية أبدًا عن بناء الدول ففى النهاية هذا هو الإنسان الذى سيعمر تلك الأرض أو يخربها فلنحسن تربيته منذ الصغر ولينشأ وجدانه على حب الوطن واحترام حرية الآخرين ورفض كل ما هو دخيل علينا من أفكار أو فن ردىء أو فكر مبتذل حتى يظل لهذا الوطن تلك الميزة وهذا الشكل الفريد الذى عرفه العالم هنا عبر تاريخنا العظيم. مزيدًا من الاهتمام بهذا الملف واعتباره قضية أمن قومى حتى تتوقف تلك المشاهد العنيفة التى أصبحنا نراها فى شوارعنا وبيوتنا وليعود الصغار إلى رشدهم مرة أخرى فليست هذه أخلاق أو صفات أهل هذا البلد الطيب.. حفظ الله مصر وشبابها من التغييب والعنف وليوفق كل ولى أمر وصاحب مسئوليه فى البيت والمدرسة والدولة بأسرها إلى ما فيه خير وصلاح هذا الوطن الغالى.. حفظ الله الوطن من الفتن والمحن وتقلبات الأيام.