ثلاث صور من عشرات الصور تبين لك مزاج المجتمع المصري الى أين يتجه أو هو بالفعل ،الصور تلك هي مشاهد موجودة بالفعل في كل قرية ومدينة وسنتناولها بشيء من التجرد : الصورة الأولي : هي لمعلم يؤدي عمله بكل أمانة وهمة ونشاط ،رأى تلميذا لا يهتم بالدرس بل ويعمل على إعاقة المعلم والطلاب ، وبعد أن استنفذ المعلم كل السبل للأخذ بيد التلميذ هذا نادى على الطالب بحِده أن يلتزم بحدود الأدب داخل الفصل ، فما كان من التلميذ إلا أن أخبر أباه بان المعلم قد أهانه وضربه أمام زملائه ، فما كان من الأب عديم الفهم عديم الأخلاق إلا أن قال لابنه ( كنت أبصق على وجهه وتعالى أجيبلك حقك يا ابن ...) ، في اليوم التالي ذهب الأب غاضبا مهدداً إدارة المدرسة والمعلم بأن من يقترب من ابنه فله الويل والثبور وعظائم الأمور ، طبعا يا سادة امثال هؤلاء هم من أفسدوا التعليم، هم من أفسدوا الشارع علينا وفي النهاية سنجد مليون على غرار محمود راجح طالب تلا المنوفية حديث الساعة ، سنجد الألاف من البلطجية والمتطرفين والسارقين والمتنطعين ؟ الصورة الثانية : وهي لمحمد راجح طالب المنوفية المستهتر والذي أودى بحياة محمود البنا المعروف إعلاميًا ب«شهيد الشهامة» ، راجح قتل البنا لأن البنا لم يتحمل أن يرى فتاه بريئة يعُتدى عليها أمام بصره ، العجيب في الأمر يا سادة أن البنا دفع حياته أمام مرأى ومسمع من العشرات الذين يراقبون محمد راجح وهو يقتل بدماء باردة البنا ، الجماهير أو المتفرجين كان دورهم فقط تسجيل الحدث الكاميرات ، كما في حادثة شابين في عمر الزهور أحدهما قتل تحت عجلات القطار وأصيب الأخر فيما عرف اعلاميا (بشهيد التذكرة) نتيجة محصل القطار المستهتر الذي دفع الشابين على القفز من القطار بعد محطة طنطا ، وأسفاه على قوم ذهبت المروءة والرجولة من بينهم ، وأسفاه على قوم ضاع من بينهم أبسط القيم الإنسانية وهي الدفاع عن المظلومين ؟ الصورة الثالثة :الترع التي عليها محطات تحلية المياه اصبح أمرها يدعوا للرثاء والحزن ، كلنا أثمون في حق مياهنا التي نشرب منها ، الترع أصبحت مقلباً للزبالة ورمي الفضلات والزجاجات الفارغة والحيوانات النافقة والتي تتجمع أمام محطات التحلية وأصبحنا نشرب مياه لا تصلح للأدميين ،نبهت من هنا وعلى صفحات جريدتنا وبوابتنا من هذا الضرر المدمر ووضعت خطة للقضاء على هذا الوباء لكن يبدو أن مسؤولينا ودن من طين وودن من عجين . يقيني أن هناك صورا كثيرة وأكثر فجاجة من ذلك ، لكن الأمر يتطلب الآتي : 1 التشبث بالقيم الدينية ومراعاة الله تعالي في تصرفاتنا 2 تخصيص حصة أسبوعيا في كل مؤسسة تعليمية لتوعية الطلاب بمشاكل مجتمعهم وكيفية التعامل معها . 3 مراقبة الأبناء والتواصل معهم وتصحيح مفاهيمهم في البيت فالبيت يملك الثواب والعقاب . 4 التوعية من خلال المصالح الحكومية والمساجد والكنائس وعقد الندوات والاستعانة بالأزهر الشريف 5 التوعية من خلال وسائل الاعلام لأنها الأكثر نجاعة ونجاحا في هذا الصدد . 6 قيام المحليات بدورها لأنها الأقرب إلى المواطنين خصوصاً في الصورة الثالثة فيما يتعلق بنظافة المياه . يا سادة بناء الوطن يتأتى من خلال بناء الإنسان، وبناء الإنسان مسؤولية الفرد والدولة معاً ، المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية كلها بيد الدولة وتملك من خلال ما ذكر ضبط حركة الناس والشارع ،حفظ الله مصر من كل مكروه وسوء