ناقش المشاركون في المؤتمر والمعرض الدولي العاشر لدول حوض البحر المتوسط (موك) المنعقد بالإسكندرية، قرابة 60 بحثا تمثل كافة مجالات صناعة البترول والغاز التي تهم بالدرجة الأولى الشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبصورة خاصة منطقة شرق المتوسط. نظم المؤتمر اليوم /الأربعاء/ جلسة خاصة لمناقشة التحول الرقمي وأهميته في مجال البحث والاستكشاف، والتي تسهم في جذب المستثمرين وتشجيع الشركات العالمية على العمل على ضخ المزيد من الاستثمارات فى مجال البحث والاستكشاف، وبصورة خاصة في المناطق التي تمثل تحديات لبدء أعمال البحث وتتطلب استثمارات كبيرة وتكنولوجيات متقدمة لمواجهتها. وقال الدكتور أحمد صلاح نائب رئيس شركة "إيجاس" للاتفاقيات والاستكشاف السابق، الجلسة التي عقدت تحت عنوان البحث والاستكشاف في عصر التحول الرقمي، وأشار فيها أن قطاع البترول يعد محرك النمو في البلاد بفضل الاكتشافات البترولية الاخيرة في المياه العميقة في البحر المتوسط ودلتا النيل، والتي تقدم فرصًا جديدة لقطاع البحث والاستكشاف المصري، مضيفا أن التكنولوجيا أصبحت قاسما مشتركا وعاملا هاما للمساهمة في عملية تحول مصر لمركز محوري للطاقة باعتبارها القوة الدافعة نحو المستقبل ومواكبة التطورات. بدوره، أكد الدكتور سمير رسلان نائب رئيس شركة "إيجاس" للاتفاقيات والاستكشاف أن ثلثي مناطق الامتياز في مصر لازالت بكر لم تكتشف بعد، مشيرا إلى أن وزارة البترول والثروة المعدنية قامت من خلال مشروع تطوير وتحديث القطاع باستحداث وتطبيق آليات جديدة غير تقليدية لتشجيع وزيادة الاستثمارات فى مجال البحث والاستكشاف واستغلال الثروات البترولية والغازية لتطوير نماذج الاتفاقيات البترولية وخاصة فى المناطق الجديدة. ولفت رسلان أن مصر تتمتع بيئة عمل جيدة تجمع بين الاستقرار السياسي والأمني في ظل اقتصاد متعاف، خاصة بعد صدور تشريعات جديدة تعمل على تحرير السوق مثل قانون الاستثمار وقانون تنظيم شئون الغاز، فضلا عن اعادة هيكلة منظومة الدعم واستقرار العملة وزيادة معدلات النمو مما يعمل على تحفيز المستثمرين على العمل ويحقق التوازن بين الدولة والمستثمر الأمر الذى يمثل رسالة مهمة للشركاء الأجانب والشركات العالمية المهتمة بالاستثمار فى صناعة البترول. وأكد أنه هذا الإطار تم بدء خطوات تنفيذ مشروع إنشاء بوابة مصر الإلكترونية لتسويق المناطق البترولية والاستكشاف بالتعاون مع شركات عالمية متخصصة بما يسهم فى جذب استثمارات الشركات العالمية والترويج لهذه المناطق والفرص الاستثمارية البترولية بمفهوم عصرى متطور. واستعرض رسلان مناطق البحث والاستكشاف في مصر في شرق و غرب المتوسط و منطقة البحر الاحمر و جنوب مصر واضاف ان البحر المتوسط يعد رافد رئيسي ومنبع هام من منابع استكشاف واستخلاص الغاز الطبيعي وهذا ما أثبتته الاستكشافات الحديثة والتي تمثل عصور جيولوجية مختلفة، وبنظرة سريعة إلى تلك الاستكشافات الضخمة التي تم إزاحة الستار عنها مؤخراً بالبحر المتوسط ودلتا النيل التي جعلته أحد أهم مناطق تجمعات الدلتا في العالم أجمع. ولكنه يحتاج إلى مزيد من الاستكشافات لاحتواءه على مخزون هائل من الغاز الذي لم يتم اكتشافه بعد. وقال إن الفترة القادمة ستشهد أيضًا مشروع تجميع البيانات الجيوفيزيقية بالمناطق البرية المفتوحة بصعيد مصر والمخطط البدء في تنفيذه خلال العام المالي الحالي باستخدام تقنية جديدة تنفذ للمرة الأولى في أفريقيا والشرق الأوسط؛ تمهيدًا لطرح مزايدات جديدة للبحث عن البترول والغاز بهذه المناطق، مما يساهم في فتح أفاق جديدة؛ لجذب المزيد من الاستثمارات وتوافد الشركات العالمية؛ لتحقيق اكتشافات جديدة تعزز وتعظم من إنتاج واحتياطي مصر من البترول والغاز. وأشاد كريم بدوي الرئيس الإقليمي لشركة (شلمبرجير) بمشروع تطوير وتحديث قطاع البترول الذى يعمل على تشجيع الاستثمار وتذليل العقبات امام المستثمرين بطريقة علمية وعملية، مشيرا الى حرص شركته على تعزيز التعاون مع مصر في الاستثمار في العنصر البشري، ودعم عمليات التحول الرقمي، بالإضافة إلى أنشطتها في مجال الخدمات الفنية الخاصة بحقول إنتاج البترول والغاز. وأوضح بدوي أهمية مشروع بوابة مصر الالكترونية لتسويق المناطق البترولية والاستكشاف، الذي يتماشى مع الاتجاه العالمي لدعم التحول الرقمي، ويتيح للشركات العالمية التعرف على الفرص الاستثمارية للبحث عن الثروات البترولية، والترويج لها بآليات عملية لجذب الاستثمار بما يدفع الشركات البترولية العالمية إلى ضخ استثمارات جديدة لها في مصر. وأكد أن المناخ الاستثمارى الذى تشهده مصر حاليا يسعى الى الحفاظ على مصالح جميع الاطراف لان الحكومة المصرية اصبحت مدركة ان مثل هذا القدر من التعاون سيؤدى الى زيادة معدلات الانتاج وخلق بيئة استثمارية ناجحة. ولفت الى ان قوة الشركات تقاس بمدى قدرتها على اتخاذ القرار الصحيح فى الوقت المناسب وهذا يعتمد على دقة المعلومات المتاحة وسرعة تحديثها مع الحفاظ على امان وسرية المعلومات وهذا ما تحققه البوابة الجديدة سواء فيما يخص تاريخ مناطق الاستكشاف أوالتكنولوجيا المستخدمة فيها أوالشركات التى سبق لها العمل فى مناطق الامتياز ومدى نجاح عمليات الاستكشاف مما يقلل مخاطر الاستثمار ويحقق الخبرة من الدروس المستفادة من خلال بوابة معلوماتية سهلة الاستخدام تحقق الفهم المشترك بين جميع الاطراف. كما تم تخصيص إحدى جلسات المؤتمر لعرض أبحاث تهتم بالاستكشاف في البحر الاحمر والذي توليه وزارة البترول والثروة المعدنية اهتماما خاصا من أجل وضعه على خريطة الاستكشاف العالمية، بدأت بتنفيذ المشروع المشترك لتجميع بيانات جيوفيزيقية مع شركتي شلمبرجير وتى جي اس مرورا بطرح المزايدة العالمية لعام 2019 والتي تم إغلاقها مؤخرا وجاري تقييم نتائجها. كانت أعمال المؤتمر والمعرض الدولي العاشر لدول حوض البحر المتوسط (موك) انطلقت أمس الثلاثاء بقاعة المؤتمرات بمكتبة الإسكندرية تحت شعار "مصر: التكامل بين ضفتي البحر المتوسط" بهدف الترويج والتنسيق والتكامل والتعاون الإقليمي في مجالات البترول والغاز. ويستضيف المعرض المصاحب للمؤتمر هذا العام أكثر من 350 شركة عارضة محلية وعربية وعالمية من 24 دولة تعرض خلاله أنشطتها وأحدث التكنولوجيات المستخدمة في صناعة البترول والغاز، ويشارك في أعمال المؤتمر نحو 250 متحدثاً على مدى الأيام الثلاثة ومناقشة ما يزيد على 128 ورقة بحثية تغطى عدداً من الموضوعات المهمة المتعلقة بصناعة البترول والغاز.