«ننفذ عملية نبع السلام لتطهير شرق الفرات من الإرهابيين ومن أجل السلام فى سوريا.. ليس لدينا مشكلة مع إخواننا الأكراد، وعمليتنا ليست عملية احتلال».. هذه كلمات الإرهابى الإخوانى ومجرم الحرب «رجب طيب أردوغان» مبررًا عدوانه السافر على سوريا الشقيقة بشرقى الفرات، وهى كلمات تقطر كذبًا بل هى معكوس كل ما قاله، فهى عملية احتلال دنيئة تحت سمع وبصر العالم كله، وهو لديه مشكلة مزمنة مع الأكراد لدرجة أنه يود تهجيرهم من شرقى الفرات إلى مناطق أخرى بدعوى استجلاب اللاجئين السوريين بتركيا، ولا ننسى هنا عداءه السافر لقوات سوريا الديمقراطية (وحدات حماية الشعب التركي) والتى كانت رأس الحربة فى القضاء على «داعش»، وقامت بأسر أكثر من 10 آلاف عنصر داعشى موجودين فى حوزتهم حتى الآن. ويبدو أن العدوان الأردوغانى يطمح فى استعادة هؤلاء الدواعش بنية تصديرهم إلى مناطق الصراع بالمنطقة التى تعانى من ويلات الإرهاب الذى يدعمه أردوغان فى ليبيا ومصر وأفريقيا. ومن الواضح أن أردوغان الآن بات يمارس «البلطجة» بشكل سافر، كمن فقد عقله وأصبح يلعب «لعبة القمار»، وهى اللعبة التى يمكن أن تجعله يكسب كل شىء، ولكنها أيضًا يمكن أن تُخسّره كل شىء فى لحظة واحدة، وكلنا نتابع محاولته اليائسة للتنقيب عن الغاز - بالقوة- فى شرق البحر المتوسط، رغم أنه لا يحق له ذلك بمقتضى القانون الدولي، وبمقتضى اتفاقات ترسيم الحدود البحرية بين دوله (اليونان- قبرص- مصر.. إلخ)؟!!. وحتى لحظة كتابة هذه السطور، ما زالت آلة القتل الأردوغانية تتوغل فى الأراضى السورية، وترتكب المجازر فى حق النساء والأطفال والشيوخ، كما تم تهجير نحو 100 ألف شخص من مناطقهم، والسيطرة على 8 مدن كاملة على الحدود السورية - التركية، والقادم أسوأ! وقد أحسنت الدولة المصرية بإدانة العدوان التركى على سوريا مع الدعوة لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة، حيث حمل بيان الخارجية المصرية أشد عبارات الإدانة لهذا العدوان السافر باعتباره يمثل «اعتداءً صارخًا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالًا للظروف التى تمر بها والتطورات الجارية». وأضافت القاهرة فى البيان أن العملية العسكرية التركية تتنافى مع قواعد القانون الدولي، وحملت مجلس الأمن مسئولية «التصدى لهذا التطور بالغ الخطورة الذى يُهدد الأمن والسلام الدوليين». كما دعت القاهرة المجتمع الدولى لوقف «أية مساع تهدف إلى احتلال أراض سورية أو إجراء (هندسة ديمغرافية) لتعديل التركيبة السكانية فى شمال سوريا»، مشددةً على أن هذا العدوان سيؤدى بالتأكيد إلى المزيد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.