تحتفل مصر والأمة العربية هذه الأيام بالذكرى ال 46 على نصر أكتوبر المجيد، وتهل علينا تلك الذكرى بعبقها وأريجها طوال شهر أكتوبر المليء بروائح هذا النصر الغالى على قلوب المصريين والعرب والأمة الإسلامية، انه اليوم الذى يذكر الأمة بمجدها واحتفالها البهيج بيوم هذا النصر بنفحاته العطرة وسجلاته البطولية لشهداء وأبطال أكتوبر من قيادات وضباط وجنود مصر الذين ضحوا بدمائهم الذكية واستشهدوا من اجل استرداد أرضهم الغالية ونيل ثأرهم من عدوهم، ومن تلك الأمة العظيمة التى استعدت وضحت بأبنائها وتوكلت على الله لتحقيق هذا النصر الخالد الذى سطر صفحات مضيئة أضيفت إلى مجد وانتصارات المصريين وتاريخهم على مر العصور والأجيال . إنه يوم السادس من أكتوبر عام 1973 الذى انتصر فيه جنود مصر البواسل بعون من الله على عدوهم، إنه اليوم الذى تمكن خلاله جيشنا العظيم من استعادة الكرامة وتحقيق النصر وعزة ومجد العرب، أنه اليوم الذى سجل فيه جيشنا اسمى معانى البطولة والفداء والدماء ليقلب موازين القوى رأسا على عقب، وذلك بعد أن أذهل جيشنا العدو وافقده توازنه خلال ملحمة حرب خالدة، وتلك الملحمة الأسطورة لم تستغرق فى ضربتها الحاسمة والفارقة أكثر من ست ساعات تمكنت خلالها قواتنا المسلحة أن تعبر قناة السويس وتحطم خط بارليف الحصين وترفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة، والقضاء على أسطورة إسرائيل المزعومة وجيشها الذى لا يقهر، إنه جيشنا العظيم بجنوده البواسل الذين جعلوا قادة إسرائيل يتباكون ويولولون من عار الهزيمة ورعبها و من هول المعركة لما أحدثته من دمار، انه يوم السادس من أكتوبر الذى تمكن خلاله جيشنا العظيم من سحق عدوه ومن يقف خلفه لتتغير بعدها خريطة المنطقة وإستراتيجيتها بإجبار إسرائيل على الانسحاب بعد الهزيمة النكراء من أرضنا والموافقة بخيار السلام، ليظل يوم السادس من أكتوبر يوما خالدا فى تاريخ الأمة وتاريخ القوات المسلحة المصرية التى تقوم الآن بدورها البطولى فى محاربة الإرهاب والحفاظ على أمن الأراضى المصرية برا وبحرا وجوا والتصدى بعزيمة وجسارة وإيمان لكل معتد آثم يفكر من النيل من هذا الوطن واستهداف أبنائه، فتحية إلى شهدائنا والى أبطال رجال قواتنا المسلحة البواسل الذين ضحوا من اجل كرامتنا ورفعتنا واسترداد أرضنا الغالية، وجعلوا الأجيال تفرح وتتفاخر وتتبادل التهانى ابتهاجا بتلك الذكرى الغالية.