في محاولة من جانب جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لها للتغلب علي تدني شعبية التيار الإسلامي في الشارع شهد الأسبوع الماضي عددًا من الحملات المنظمة للدعاية للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من خلال قيام عدد كبير من أعضاء الجماعة بتوزيع منشورات في عدد من محافظات مصر وفي القري والنجوع علي المواطنين مدون عليها إنجازات الرئيس الدكتور محمد مرسي خلال ال 6 أشهر الأخيرة ومنذ أن تولي الحكم مطالبين فيها المواطنين بعدم الاستماع للدعوات التي تنادي بالخروج يوم 25 للقيام بثورة ثانية ضد رئيس منتخب بجانب الدعوة لمنح أصوات الناخبين لحزب الحرية والعدالة والتيارات الإسلامية مؤكدين أنهم أولي وأقدر علي قيادة مصر في المرحلة الحالية أكثر من أي تيار سياسي آخر. وعددت المنشورات إنجازات الرئيس من بينها رفع رواتب المعلمين 100% وأساتذة الجامعات أيضًا بالنسبة نفسها أيضًا والموافقة علي كادر الأطباء والصيادلة وتوفير 500 مليون جنيه من إلغاء التهاني التي كانت تنشر للرئيس في الصحف وتحويل قناة السويس إلي أكبر إقليم تجاري عالمي بجانب إسقاط ديون 44 ألف فلاح وتوفير أكثر من 40 ألف فرصة عمل في شمال خليج السويس وتعيين نائب عام يحقق أهداف الثورة والإطاحة بالمجلس العسكري وبسط السيطرة علي سيناء بشكل كامل وفقا للمنشورات التي توزع منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد 1979 دون استئذان من إسرائيل مثلما كان يفعل النظام السابق وحرمان أعضاء الحزب الوطني من الترشح للانتخابات وإقالة الكثير من قيادات الحزب السابقة أمثال مدير أمن القاهرة السابق ورئيس الحرس الجمهوري ورئيس الجهاز المركزي للمحاسبات بجانب موافقة الشعب علي الدستور الذي وضع في عهد الرئيس مرسي وإعادة محاكمات قتلة الثوار وصد العدوان علي قطاع غزة وتغليظ العقوبة علي مهربي السلع التموينية وسحب 26 مليون متر مربع من المستثمرين غير الجادين وتخصيص 72 مليون جنيه لإقامة أسواق للباعة الجائلين بجانب ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي من 14 إلي 15 ونصف مليار دولار وإنشاء نيابة الثورة وصرف معاش استثنائي لأسر شهداء ومصابي ثورة يناير وزيادة معاش الضمان الاجتماعي وتأجيل الضرائب الجديدة وتكريم عدد من رموز حرب أكتوبر علي رأسهم الفريق سعد الدين الشاذلي وغيرها من الانجازات التي تنسبها جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة إلي الرئيس مرسي بل وصف البعض إنجازات الرئيس بأنها فاقت الخيال وهو ما دفعنا لأن نرصد رأي عدد من الخبراء لمعرفة حقيقة هذه الإنجازات وما الدافع للحديث عنها الآن من قبل حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين. في البداية تقول الدكتورة ليلي عبد المجيد 'أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة' إن عرض التيارات الدينية لإنجازات الرئيس ومؤسسة الرئاسة في مثل هذا التوقيت لعدة أسباب أبرزها الترقب قبل 25 يناير وما سيحدث فيه بجانب الاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة وعرض الإنجازات سيحد من غضبة الشارع في 25 يناير بجانب تهيئة الناخب للبرلمان الجديد.وأضافت أنهم يفعلون ذلك اعتقادًا منهم أن هذه الإنجازات محسوبة لهم وهو ك - لام غير دقيق خاصة أن الشعب صار في غاية الوعي بعد الثورة لم يعد يقبل الوصاية من أحد خاصة فيما يتعلق بعمليات التجميل للأشخاص أو الأنظمة لأن الشعب يريد إنجازات ملموسة علي أرض الواقع وحقيقية وليست إنجازات كرتونية أو ورقية كما كان يحدث في ظل النظام السابق. وطالبت عبد المجيد القوي الوطنية بلعب دور أكبر في عملية التوعية والتواصل مع المواطنين والشارع بشكل أكبر حتي يشعر بوجود هذه القوي المشاركة في الحياة السياسية حتي لا يخدع الشارع مرة أخري بإنجازات غير حقيقية. وفي السياق نفسه يؤكد الدكتور مصطفي علوي 'أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة' أنه من الطبيعي دفاع التيار الإسلامي عن الرئيس مرسي بحكم انتمائه لهم ولكن من غير المقبول أن يصل الدفاع إلي درجة المبالغة والتجريح في المعارضين ورفض الآخر ومحاربة الإعلام بدعوي تعمد الإساءة وهو ما ظهر بشكل كبير في الآونة الأخيرة بتوظيف حق التقاضي بشكل خاطئ. وقال علوي إن القوي الحاكمة في مصر لديها رغبة أكيدة في توظيف جميع الوسائل في هذه المرحلة الانتقالية التي لم تستكمل بعد بتجميل رأس النظام وهو ما فشلت فيه حتي الآن فبحثت عن بدئل أخري أبرزها توزيع منشورات والنزول للشارع لتقديم خدمات بجانب استخدام الخطاب الديني الموجه للوصول إلي البسطاء، وطالب علوي المعارضة بأن تستخدم حق النقد البناء للرئيس وللمسئولين حتي نستطيع أن نصل إلي عملية ديمقراطية سوية ستأتي عاجلًا أو آجلًا. ويري الدكتور علي ليلة 'أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس' أن ما يحدث من الإخوان المسلمون في الدفاع عن الرئيس شيء طبيعي جدًا فكل نظام يأتي ومعه رجاله وما يصنع هالة حول الرئيس ورموز النظام وهو ما يذكرنا بالنظام السابق خاصة هؤلاء المروجين والمحيطين الذين يحدثون الشعب والنظام معا عن إنجازات وهمية مثلما كان يحدث قبل ذلك، فالمبدأ واحد مع الاختلاف في الأشخاص الذين يلعبون الأدوار نفسها في رواية قديمة.