أكثر ما يميز الدكتور مصطفى مدبولى رئيس وزراء مصر، أمران أساسيان، الهدوء الشديد الذى يلازم شخصيته، والبشاشة التى لا تفارق ملامحه.. وهو فوق ذلك، تتناغم ملامح وجهه مع الغالبية العظمى من المصريين، حيث الوجه المألوف، والابتسامة الخجولة. تعارفت عليه قبل عدة سنوات، حين كان وزيرًا للإسكان، وقد كنت حين أقابله فى مكتبه، لعرض أمر، أو مشكلة ما، أجد منه الحرص الكامل على القيام بكل ما يلزم لمعالجة الأمر، فى حدود ما تسمح به القوانين، التى كان يحفظها عن ظهر قلب.. لم يكن يألو جهدًا عن استقبال عشرات الناس على مدار اليوم، للبحث فى مشاكلهم، وقضاياهم.. كان تعامله بسيطا، وعاديا.. لا تكاد تشعر وأنت معه أنك تخاطب وزيرًا فى الحكومة، بل كان وبكل بساطة، وأريحية، يلبى طلباتك فى حدود المشروعية اللازمة.. يومها كانت مصر قد بدأت منذ فترة مسيرة البناء العظيم الجارية، حيث تقلد د مدبولى منصب وزير الإسكان عقب تكليف المهندس العبقرى إبراهيم محلب برئاسة الوزارة، حيث كان مدبولي، ولا يزال، عنصرًا ورقما رئيسيا فى كل ما تشهده مصر من إنجازات، خاصة فى النطاق العمراني. وخلال مؤتمر الشباب السابع بالعاصمة الإدارية منذ أيام، وخلال جلسة «التحول الرقمى» جلست خلف الدكتور مصطفى مدبولى مباشرة، وقد أتاح لى القرب من موقع جلوسه متابعة تصرفاته، وسبل تعامله مع ما يجري، فى واحدة من الجلسات الهامة التى حضرها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي.. وقد رصدت خلال متابعتى عددا من الأمور، أرى من الضرورى الحديث عنها؛ لأنها ترسم ملامح إدراك، وفهم المسئول بحدود مسئوليته، وطريقة إدارته للعمل الحكومي، حتى فى ظل اللقاءات العامة، التى تجمع جمهورًا عريضًا من الشخصيات المشاركة فى اللقاء. أول ما لفت انتباهي، أن الدكتور مصطفى مدبولي، يمسك بأجندة وقلم فى يده، ويدون كل مايدور فى الجلسة، سواء مداخلات وتعليقات الرئيس، أو ما يستعرضه المتحدثون من مناقشات.. وقد شهدت كم هو حريص على الرصد الكامل لكل مايدور من مناقشات وتعليقات، وهنا يبرز التميز لدى الدكتور مصطفى مدبولي، حيث لا يعتمد على المساعدين، أو سكرتارية مكتبه، فى رصد وتدوين ما يدور، بل يفعل ذلك بنفسه، فى الوقت الذى ينصت فيه بذات الاهتمام لكل مايدور من حوارات، لدرجة أنه، وإذا ماوجه إليه سؤال من أى من المتحدثين، أو أراد التعليق على شأن ما، ينطلق فى فهم، وإسهاب عميقين، دون توقف، وكإنه يحفظ الموضوع مثار الكلام عن ظهر قلب. والأمر الثاني، أن رئيس الوزراء لا يستأثر بالرأى لوحده عند التحدث فى قضية ما، بل يسارع بالاسترشاد برأى عدد من الوزراء فى حكومته، وقد شاهدته وهو يستدعى وزيرة التضامن د. غادة والي، ووزير المالية د.محمد معيط، ووزيرة الصحة د. هالة زايد، حيث قدموا له بيانات ومعلومات حول بعض القضايا محل النقاش. والأمر الثالث، تمثل فى بساطته المتناهية لمن يريد الحديث معه فى شأن خاص، أو بعض الشباب الذين طلبوا التصوير معه فى المناسبة، وتجده أيضا يسير بين جموع الحاضرين وكأنه واحد منهم. هى سمات مهمة، لشخص فى منصب رئيس وزراء مصر، ولعل كل المؤشرات تجزم أن الدكتور مصطفى مدبولي، يسير بذات الهمة، والنجاح الذى سار عليه سلفه المهندس إبراهيم محلب، أحد رجالات مصر العظام.