أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب أنَّ كل مقومات النجاح والنهوض متوفرة لدي أمتنا؛ فلغتنا واحدة، وحضارتنا واحدة، وتاريخنا واحد، وجنسنا واحد، وقوميتنا واحدة وجغرافيتنا واحدة، مشيرًا إلي أنه بالرغم من كل تلك المقومات الهائلة لم نستطع أنْ نتوحَّد علي غرار دول الاتحاد الأوروبي التي نجحت في تكوين وحدة اقتصادية هائلة، علي الرغم من اختلافها في اللغة والدين والعرق والجغرافيا، والصِّراعات المريرة فيما بينها، وكل هذا لم يُشكِّل حائلاً أمام وحدتهم وتجمعهم علي هدف واحد. وأشاد فضيلته، خلال استقباله د. محمد بن عبد الرحمن العريفي، أستاذ مساعد بجامعة الملك سعود والداعية الإسلامي المعروف، والوفد المرافق له، الأربعاء، بخطبة الشيخ العريفي وقال: أنها كلمة إنصاف لشعب أصيل أبي، وإنها جمعت قلوب الناس من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار علي أسمي المعاني التي نشأ عليها المصريون طوال تاريخهم. وقال فضيلة الإمام الأكبر: إن مصر عبر تاريخها الطويل مرت عليها ظروف ومحن، ومع ذلك فقد استطاع الشعب المصري التغلب عليها بفضل وحدته وقوة إرادته، وما حباه الله من إمكانيات بشرية وثروات طبيعية هائلة لا توجد في كثير من دول العالم، ومن الطبيعي أن تحدث بعض الاضطرابات عقب الثورات، وعلي الرغم مما نعانيه الآن فخسائر مصر قليلة مقارنة بمثيلاتها من الدول الأخري. وشدَّد فضيلته علي أنَّ أعداء الأمة يخافون من وحدتها، ولذلك يبذلون كلَّ غالٍ ونفيس لمنع وعرقلة أي محاولة في هذا الصدد، حتي ينعموا بنهب خيراتها وثرواتها وعقول أبنائها، مما يوجب علي أبناء الأمة أن يفطنوا إلي ذلك. ودعا فضيلته د. العريفي والوفد المرافق له للحضور والمشاركة في المؤتمر القادم الذي سوف يعقد في رحاب الأزهر الشريف تحت عنوان: "أهل السنة والجماعة"؛ لجمع شمل العلماء علي كلمة سواء؛ لأننا إذا لم نصنع سلامًا بين علماء الأمة فلن نستطيع أنْ نوصل رسالة الإسلام السمحة إلي الشعوب، وحتي يكونوا علي بيِّنة من خطورة الأفكار المتشددة باسم الدين؛ مما يؤدي إلي الشقاق والنزاع بين أفراد الأمة. وقد بدأ د. العريفي حديثه بالثناء علي مصر وأهلها وشيوخها وعلمائها، وخص بالذِّكر علماء الأزهر الشريف، وأياديهم البيضاء علي العالم العربي والإسلامي كله، قائلاً: إن الذي حفظني القرآن مصري، وإمام المسجد الذي أصلي فيه مصري، بل الذين أشرفوا علي رسالتي للماجستير والدكتوراه مصريون، مُضيفًا: إنَّ نهضة الدول العربية قامت علي أكتاف المصريين؛ فهم عصب التنمية في كل نواحي الحياة؛ في المستشفيات والمدارس والجامعات والمصانع، فمصر صاحبة فضلٍ كبير علي الجميع، ونحن مدينون لمصر وعلمائها بالفضل، ولا ينكر فضل مصر إلا جاحد. وقال د. العريفي: إنَّ هناك بعض القوي الإقليمية التي يسيل لعابها علي مصر؛ لأنهم يعرفون جيدا مكانتها وتاريخها وحضارتها، فمصر في كفة، وباقي الأمة في كفة أخري؛ لذلك يلجئون إلي كل الحيل والوسائل لعرقلة تقدمها ونهضتها؛ لأنهم يدركون أنَّه بتقدم مصر تتقدَّم الأمة، وهذا لا يروق للقوي المتربصة. وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده د. العريفي عقب لقائه بفضيلة الإمام الأكبر وجه رسالة إلي المستثمرين في جميع دول العالم وخص بذلك الدول العربية الغنية، ألا يُفوِّتوا الفرصة المتاحة لهم للاستثمار الآن في مصر، فمصر قوة اقتصادية واعدة، بما تمتلكه من ثروات وخبرات وإمكانيات بشرية هائلة. وأضاف: أن التاريخ يؤكد علي وحدة نسيج الشعب المصري بكل طوائفه، فلم تشهد مصر عبر تاريخها أي صراع طائفي أو مذهبي أو عقدي، فأقباط مصر ومسلموها يعيشون في مودة وتراحم لا نظير له في أي دولة من دول العالم، وهذا تأكيد علي وصية الرسول صلي الله عليه وسلم: ''أوصيكم بأقباط مصر خيرًا؛ فإن لكم فيهم نسبًا وصهرًا''. كما وجه رسالة إلي علماء الأمة بأن يتوحَّدوا في القول والفعل؛ فالحرص علي جمع الكلمة والبعد عن الخلاف من أهم أولويات الشريعة الإسلامية الغرَّاء، قائلاً: إنه اتفق مع فضيلة الإمام الأكبر أن تشهد الفترة القادمة نشاطًا كبيرًا لجمع كلمة الدعاة والمذاهب الإسلامية بأساليب جديدة؛ حتي لا نشهد صراعًا مذهبيًّا كما يخطط له الأعداء لتفريق أبناء الأمة.