قال الأستاذ الدكتور خلف الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، خلال كلمته بندوة "ثورة يوليو.. ونظرة على التاريخ والمستقبل" بمسرح مركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا، أن الشخصية المصرية هي شخصية نماء وانسيابية واذا وصل بها الحال إلى الثوران فإنها نهر يفيض، والشعب هو الأساس الذي هو منه وما فوقه وما في إطاره وعجز البناء الفوقي عن الوفاء باحتياجات البناء التحتي يحدث هبة أو انتفاضة أو تمرد أو اعتصام الى تصل أقصاها وتحدث الثورة، وهنا قد تحدث في إطار محدود في مدينة أو مركز أو قرية وقمة نجاح الثورات هي حدوث الاستقلال والتحرر، وهذا ما دفعنا اليوم نحتفل بثورة 23 يوليو التي قيل عنها في بادئها حركة عسكرية ثم الحركة المباركة. وأضاف الميري أن الثورة العرابية تعبر عن ثورة شعبية نافياً ما قيل عن عرابي أنه هارب أو خائن لكنها افتراءات أطلقها الخديوي، كما تعبر عن ثورة 1919 ملحمة شعبية والهدف الأسمى هو الاستقلال، ولهذا كنا مع فجر جديد وتنظيم الضباط الأحرار لجلاء الاحتلال عن مصر، مضيفاً أن الثورات تأتي نتيجة تراكمات وإنجازات تتبعها كتأميم قناة السويس بعد ثورة يوليو 1952، وأن البعض لا يدرك الحقائق ففي عام 1952 كان المشروع القومي لدى الشعب المصري هو مقاومة الحفاة بكل أسى نقول هذا. وتابع الميري أن ثورة يوليو حققت العديد من الإنجازات أهمها الاستقلال الوطني وتحقيق العدالة الاجتماعية وقانون الإصلاح الزراعي وتأميم قناة السويس، وكانت قناة السويس دولة داخل الدولة فملاكها يهددوا الملك فاروق لإطاعة أوامرهم، واستطرد قائلاً: إذا كان تأميم القناة حدث معبرا عن تلك الصحوة الوطنية لشاب جاء من الطبقة المتوسطة وحارب دولة بريطانيا العظمى فأنت بقرار تأميم استعدت كرامتك واستقلالك وأرسلت برسالة أنك لديك القدرة على الوقوف أمام العدو ومحاربته، ولو لم تأخذ المرأة حقها في الانتخاب في ثورة 23 يوليو لما وجدنا كوتة المرأة في الدستور المعدل" .