يقصد بهذا المصطلح هو حركة السياح الوافدين إلي الإقليم العربي(أو ما يطلق عليه إقليم الشرق الأوسط) سواء كانوا من أهل الإقليم أي عربا يتنقلون من دولة عربية إلي أخري أو سياح وافدين من دول غير عربية(في غالب الأحيان من قارة أوروبا) يسافرون بغرض السياحة والترفيه قاصدين دول الإقليم العربي. وتشير الإحصائيات إلي تراجع أعداد السياح العرب داخل نطاق الإقليم العربي،في حين تتزايد أعدادهم المسافرة إلي خارج الإقليم مما يشير إلي عدم إهتمام الدول العربية ومنظمات السياحة المختصة بتوجيه مواطنيها لزيارة الدول العربية السياحية في إشارة بالغة الدلالة علي غياب التكامل السياحي العربي.
وفي المجمل العام يعيش القطاع السياحي العربي حالة من التفكك وعدم التكامل رغم ما تتمتع به المنطقة العربية من ثروات وموارد سياحية تستطيع أن تستغلها الدول لتنمية اقتصادياتها والقفز بمعدلات التدفق السياحي إلي أبعد مما هي عليه الآن.
فالسائح العربي وفقا لمنظمة السياحة العالمية(WTO)ينفق ما يزيد علي ال 1800 دولار في الليلة الواحدة في فنادق الدرجة الأولي المميزة في أوروبا،في حين لا يفضل قضاء بضع ليالي في إحدي المدن العربية السياحية(مع وجود إستثناءات لا يمكن تجاهلها) واللوم هنا لا يقع علي السائح فهو صاحب القرار في إختيار مكان قضاء عطلته إضافة إلي أن الآلة الإعلامية العربية السياحية(التسويق السياحي)عجزت علي الوصول إلي السائح العربي في الوقت الذي أبدع فيه الغرب في وسائل التسويق والإقناع.
لذا يجب البحث عن العوامل والأسباب التي أدت إلي إحجام السائح العربي عن زيارة الدول العربية ونحاول أن نلخصها في النقاط التالية:
1-لم تلق السياحة الإهتمام الكافي وخاصة في الدول النفطية اللهم إلا خلال السنوات الماضية وعلي إستحياء مع وضع مدينة مثل دبي خارج السياق لإعتبارات ليس يطول شرحها الآن.
2-الحروب والأزمات التي يشهدها الإقليم أدت إلي تراجع الإقبال عليه(داخيا وخارجيا)وتدني تصنيفه السياحي وتفضيل السائح العربي البعد عن التوترات والنزاعات).
3-تعقيدات السفر والترحال بين دول الإقليم العربي،حيث مازالت بعض الدول تفرض شروطا شبه تعجيزية علي الدخول إليها، بالإضافة إلي إستمرار بعض الدول في فرض تأشيرات الدخول المسبقة والمرتبطة بالموافقة الأمنية مما يسبب إزعاجا لمن يفكر في السفر،في حين أن كل هذه الإجراءات لا تطبق علي من هم من خارج الإقليم.
4-ضعف النقل بإختلاف أنواعه(جوي وبحري وبري) بين دول الإقليم،وإرتفاع تكلفته المادية مما يقف عائقا أمام كثير من الفئات التي تفكر في التنقل.
5-عدم وجود كيانات سياحية حقيقية علي أرض الواقع تدرس وتساعد الدول في اتخاذ القرارات.
6-تدني مستوي الخدمة المقدمة مقارنة بما يحصل عليه السائح من خدمات في الفنادق الأوروبية.
7-سوء المعاملة في كثير من الأحيان والنظر إلي السائح(خاصة حاملي جنسيات الدول النفطية) علي أنه كنز متحرك ومحاولة إبتزازه.
8-إنعدام الخطط التسويقية الموجهة إلي هذا النوع من السائحين والإكتفاء بالمحاولات الفردية التي تقوم بها بعض شركات السياحة.
9-الوقوع في فخ التركيز علي سوق واحدة أو اثنتين علي أقصي تقدير وفي الغالب تكون بوصلة التركيز والإهتمام موجهة صوب القارة الأوروبية.
10-عدم تفعيل الإتفاقيات والتوصيات المعنية بتطوير التعاون والتكامل السياحي بين الدول العربية.
11-عدم وجود كيان إقتصادي قوي يجمع الدول العربية علي غرار الإتحاد الأوروبي مما ساعد علي زيادة التباعد بين دول الإقليم.
ومن ثم نخلص إلي حقيقة مفادها أن التكامل السياحي بين الدول العربية هو الحل الأمثل لتنمية السياحة العربية فتلك الأموال التي ينفقها العرب في دول غير عربية أولي للدول العربية أن تحصل عليها بالتسويق المحترف ورفع مستوى الخدمة في فنادقها وتنمية ثقافة العاملين بها إضافة إلي تسهيل إجراءات دخول الاخوة العرب من وإلي كل الدول العربية.
وتشير بعض الإستطلاعات إلي إنخفاض نسبة السياحة البيئية العربية بحلول عام 2020 مما يشير إلي إعتماد الإقليم علي السياحة الوافدة من خارج دول الإقليم وهذا يدلل علي خلل كبير في خطط التوازن السياحي العربي والتي تعتمد إعتمادا مطلقا علي السياحة الوافدة من خارج دول الإقليم مما يضع الدول المستقبلة تحت ضغوط سياسية واقتصادية وأمنية كبيرة.
ورغم عمق الروابط الثقافية والدينية والتاريخية بين شعوب الإقليم وما ينتج عن ذلك من علاقات راسخة إلا أن السياحة البيئية لم تستفيد من هذه المعطيات ذات الطابع الإنساني والأخلاقي وإكتفي المسوق السياحي العربي ببضع محاولات هنا وهناك لا ترتقي إلي درجة الإحترافية.
ولكن في ظل هذه الظروف المعقدة تلوح في الأفق بارقة أمل قد تعطي قطاع السياحة العربي دفعة قوية للأمام وتتمثل في التقارب السياسي والإقتصادي بين أهم دول الشرق العربي وأعني بها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة قطر إضافة إلي العلاقات المصرية المميزة مع المغرب العربي وحرص القيادة السياسية المصرية علي توطيد هذه العلاقات ودفعها للأمام فعسى أن ينعكس ذلك علي القطاع السياحي،وهنا أهمس في أذن المسوق السياحي العربي ألا ينتظر من يقوم بعمله،فعليه أن يستغل العلاقات التي دشنها الرؤساء والملوك وأن يبدأ من هنا من أجل تكامل سياحي عربي سيعود بالخير علي الجميع. حفظ الله مصر جيشا وشعبا