كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف بالدقهلية أحد الصروح العملاقة التي أنشائها المغفور له بإذن ربه الحاج صلاح عطية ، تقابلت معه مصادفة في مطار القاهرة أكتوبر 2007 م ولهذا الرجل قصة أخرى سوف نتناولها في قادم الأيام لأنه وبحق يستحق مسلسلاً يحكي كفاحه أفضل من المهاترات التليفزيونية والسينمائية التي غزت منازلنا وعقول أبنائنا وتشجع على العنف والرزيلة ولا تسمن ولا تغني من جوع ، تتفرد كلية الشريعة بتفهنا الأشراف بخطط عمل لمواجهة التطرف والإرهاب ودعم الروح الوطنية ، هذه الخطط في يقيني لا تحتاج إلى قرارات أو دعم مالي إنما تنبع من إيمان من يديرون هذه المؤسسة العريقة بدورهم الوطني تجاه قضايا أمتهم أذكر على سبيل المثال الآتي : أولا : عقد ندوات لمكافحة الإرهاب والتطرف بصفة دائمة لوضع الطلاب الموضع الصحيح من قضايا الأمة وكان أخرها اللقاء الذي حضره مفتي الجمهورية النشيط دكتور شوقي علام ولم يتسع المدرج لهذا الكم من الطلبة والطالبات من الكليات المجاورة ، لقاء المفتي ترك أثراً طيبا في نفوس الطلاب خصوصاً مع فتح مجالات الحوار بينه وبين الطلاب لمناقشة الآراء ودحض الأفكار الضالة . ثانيا : قيام عميد الكلية د عبد الحليم منصور وهو من الشخصيات الوطنية النشيطة بجمع الطلاب على كلمة واحدة في كافة المناسبات والأزمات وذلك من خلال إصدار بيانات التنديد بالعمليات الإرهابية وأيضا جمع الطلاب لأداء صلاة الجنازة على الغائب على شهداء القوات المسلحة والشرطة بل شهداء الأمة العربية والإسلامية كما حدث في شهداء المسجد في نيوزلندا . 3 : على المستوى التعليمي قيام الكلية بعمل محاكمات (محاكاه ) داخل الكلية من خلال الطلبة وبعض خريجي الكلية ممن يعملون في السلك القضائي الأن لمطابقة التدريس بالواقع ، وهذا كله بإشراف المبدع الرائع رئيس جامعة الأزهر الأسبق وأستاذ القانون الجنائي دكتور احمد حسني طه الاستاذ بالكلية، هذا الامر لم يكن موجوداً في عهدنا كطلاب في أوائل تسعينات القرن الماضي . عموما هناك أشياء كثيرة طيبة في هذه الكلية يصعب ذكرها هنا لكن يجب أن يحتذى بها في كافة المؤسسات التعليمية وغير التعليمية والكلية ذاخرة بالعلماء النجباء في كافة التخصصات ويمكن الاستعانة بهم في الكليات الأخرى في إقامة الندوات وبيان الأحكام الشرعية فيما يستجد من قضايا العصر . يقيني أن الاقتراب من ذهن الطلاب ومناقشتهم والتعامل معهم بالفكر والحجة أمراً محموداً خصوصاً أننا في عالم مفتوح السموات سريع التقلبات كثير الأحداث ،هناك كليات عديدة في بلدنا لا تفعل نفس الشيء الذي تفعله وتداوم عليه كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف ، ولولا وجود شخصيات محترمة على رأس هذه المؤسسة المحبة لأبنائها ووطنها لكانوا مثل بقية المؤسسات التي تخرج طلاباً لا يعرفون الفرق بين الوسطية والتطرف ، نهاية القول يمكن استنساخ ما تفعله هذه الكلية وهي ليست بالأعمال المكلفة وتطبيقه في باقي الكليات حتى نحصن الأجيال الحالية والقادمة من الأفكار الهدامة والمتطرفة ولنجعل هذا مثلاً يحتذى به فالفكر يقابله الفكر ،والسلاح يقابله السلاح ، حفظ الله مصرنا من كل مكروه وسوء