قادتني الصدفة لحضور مناقشة رسالة دكتوراه بكلية الشريعة والقانون بتفهنا الإشراف بالدقهلية وقبل المناقشة تجولت في الكلية قتلا للوقت فلفت نظري لوحة إعلان مكتوب عليها ندوة للطلاب لمناقشة الانتماء الفكري في أحد مدرجات الكلية ، وأعجبني جدا مثل هذه الندوات لما لها من مردود طيب وسط الطلاب حتى لا ينحرف الشباب في أفكارهم أو في سلوكهم ، استوقفت أحد أساتذة الكلية الأجلاء مستفسرا عن الندوات أهى مرة كل عام أو مرتين أم ماذا ؟ أجابني بقوله نحن نناقش قضايا عديدة خلال فترات متقاربة أحياناً كل أسبوعين ، نناقش مثلا قضايا المخدرات وآثارها على المجتمع كذلك نناقش قضايا تخص الفكر الإسلامي والإنساني وأحيانا نجمع الطلاب لصلاة الغائب على شهداء الوطن جراء الإرهاب الأسود ، على رأس هذه الكلية يا سادة كما علمت عميد خلوق وطنى هو الدكتور عبد الحليم منصور قريب من الشباب ومن تفكيرهم ،يفهم ما يريدون او بالأحرى يعمل على تحصين عقول شبابنا في هذه الفترة الحساسة من التكوين الفكري والأيديولوجي ، يعمل على تذليل الصعاب قدر الإمكان ، معه كوكبة أخري من العلماء الأجلاء الذين اضاؤوا بعلمهم دول شتى ، خرجت من الكلية وقلت في نفسي ليت كل مؤسساتنا التعليمية على شاكلة هذه الكلية وعميدها الهمام تفتح حوارا مع الطلاب فتصحح ما لدى البعض من أفكار في ظل وسائل التواصل التي لا تبقي ولا تذر، لو عقد كل رئيس جامعة أو عميد كلية حلقة مناقشة لأمكننا الأخذ بيد الشباب وحصنا العقول من كل الأفكار الهدامة ، الحوار مطلوب بين الطالب وأستاذه ،الحوار مذكور في القرآن الكريم فهناك حوارا بين نبي الله ابراهيم وخالقه وبينه وبين ولده وبين نوح وولده وموسى وربه وموسى والخضر ، أتمنى من التربية والتعليم أن تحذو حذو الأزهر الشريف في النهوض بأفكار الطلاب لفهم مستجدات العصر ، تحصين عقول أبنائنا هي مسئولية الجميع حتى لا ينحرفوا مع فئات ضالة فتقف ضد وطننا الغالي ، حفظ الله الوطن وشبابه.