عيدٌ بأىّ حالٍ عُدتَ وانقضيت يا عيدُ... وكعادة أعيادنا مؤخرًا فى مصر والمنطقة العربية هناك دائمًا تلك التناقضات غير المنطقية والأحداث التى تكون أحيانًا مزعجة ومكدرة لصفو العيد وكأنما قد قُدر لنا الا نقضى عيدا واحدا دون منغصات او اخبار مؤسفة طوال سنواتنا الأخيرة الفائتة..!! قبل العيد بساعات معدودة تشهد دولة السودان العربية أحداثًا دموية حزينة بعد قيام القوات المسلحة بفض الاعتصام الذى نظمته قوى المعارضة قرب المقر العام لقيادة القوات المسلحة فى الخرطوم ليسقط العديد من الضحايا ويتأزم الموقف الداخلى السودانى من جديد بين قادة الجيش وفصائل المعارضة التى مازالت تصر على أن يكون لها دور مباشر فى إعادة رسم وتشكيل الحالة السياسية الحاكمة فى السودان بعد الإطاحه بالرئيس عمر البشير. ومع فجر يوم العيد تشهد مصر ايضًا حادثا إرهابيا جديدا راح ضحيته بعض أبطالنا من الشهداء الأبرار اثر تعرضهم لهجوم من جماعات الشر الإرهابيه على أحد الأكمنة بالعريش ليرتقى الملازم أول عمر القاضى وبعض من رجاله إلى سماء المجد والشرف بعد أن كبدوا المعتدين الكثير من الضحايا ولتعم البلاد حالة من الحزن صبيحة يوم العيد فما زال الإرهاب البغيض يجتهد أن يفسد علينا كل فرحة دائمًا خاصة فى أيام أعيادنا وأفراحنا..!
ولأنها مصر التى لا تتوقف عند حادث أو حتى حرب شهدت البلاد حالة من الزحام الجماعى أمام دور السينما من جمهور الأعياد الذى هو فى الغالب من الأطفال وصغار السن ليتكرر مشهد العام الماضى ويستحوذ النجم أمير كرارة بطل فيلم «كازابلانكا» على النصيب الأكبر من الزحام وليحقق الفيلم فى أول أيام العيد أعلى إيراد يومى غير مسبوق فى تاريخ السينما المصرية رغم ضعف مستوى الفيلم كثيرًا خاصة فى الفكرة والأحداث والقيمة عن فيلم العام الماضى «حرب كرموز» الذى لعب «كرارة» بطولته ايضًا وجسد بطولة مصرية رائعة لرجال الشرطة الوطنيين ضد تسلط قوات الاحتلال البريطانى فى أربعينيات القرن الماضى. فى العيد ايضًا واصل البعض من الصحفيين والأهالى العاشقين للنجم المصرى محمد صلاح حالة الفوضى وعدم احترام خصوصية الآخرين خاصة النجوم وفرضوا حصارًا مقيتًا على منزل اللاعب بمحافظة الغربية احتفالًا بوجوده بينهم وللحصول على بعض الصور معه للتفاخر بها بالقطع على مواقع التواصل لدرجة عدم تمكنه من الخروج لصلاة العيد من كثرة الزحام امام باب منزله وهو ما عبر عنه اللاعب ببعض الغضب فى تدوينة له معناها «قليل من احترام خصوصية وآدمية النجوم فهم فى النهاية بشر». بين هموم السياسة والإرهاب والفن وكرة القدم والزيارات العائلية والهروب إلى المتنزهات والشواطئ مر العيد سريعًا لنستقبل بعده بيوم واحد موسم الثانوية العامة الذى انطلق بداية الأسبوع لتدخل أكثر من نصف مليون أسرة مصرية دوامة متابعة الامتحانات ومشاكلها ثم النتيجة والتنسيق والأحلام التى تتحقق حينًا وتتبخر حينًا آخر ولتمر الأيام والشهور سريعًا انتظارًا لعيد آخر قادم نرجو من الله أن يكون أكثر سعادة على ربوع مصر والوطن العربى فى صيف قد يكون هو الأسخن سياسيًا بالمنطقة منذ أعوام. كل عام وشعب مصر العظيم بخير وليأتى عيدنا القادم بخير وسلام وراحة بال فما زالت الأعياد هى موسم الفرحة والسعادة التى ينتظرها البسطاء من العام للعام.. حفظ الله مصر.. حفظ الله الوطن.