كشفت شبكة الاخبار الامريكية المستقلة 'wnd' ان الحكومة المصرية تسعي الي اعادة نشر المزيد من القوات العسكرية في شبه جزيرة سيناء، مشيرة الي ان هذا الاجراء الاستثنائي ليس فقط سيغير التوازن الاستراتيجي هناك ولكن يمكن أن يتعارض ايضا مع معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1979 . واشارت الشبكة الي ان المصادر تؤكد ان قيام مصر بهذه الخطوة يتم بمباركة و مساعدة من الولاياتالمتحدة التي تري ان ضمان امن سيناء ساعد علي ضمان أمن إسرائيل و تجنيبها للخطر طوال كل هذه السنوات الماضية. و يقول تقرير الشبكة الامريكية ان مصر وضعت في البداية المزيد من القوات في سيناء بعد تدفق الجهاديين علي المنطقة بعد الاطاحة بالرئيس مبارك عام 2011 و قد استخدم هؤلاء الجهاديون المنطقة لشن هجمات صاروخية علي إسرائيل، وذلك بمساعدة بعض من رجال القبائل البدو علي حد تعبير الشبكة ، ثم بدأت حماس و القاعدة في زيادة وجودهما واستخدام المنطقة العازلة لشن الهجمات المسلحة علي إسرائيل. و بعد اتفاق ضمني مع إسرائيل، بدأ المصريون التحرك لوضع المزيد من القوات في المنطقة بعد ان تعرضت مراكز للشرطة المصرية وبعض المواقع العسكرية لعدة هجمات . وحول الوجود الامريكي في سيناء ، يقول التقرير انه حاليا، توجد قوات عسكرية أمريكية في سيناء كجزء من القوة المتعددة الجنسيات والمراقبين الدوليين الذين بداوا عملهم هناك منذ عام 1981، و تنحصر مهمتها في الإشراف علي تنفيذ الأحكام الأمنية لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية والحيلولة دون انتهاكها. هذا وتعد قوات الولاياتالمتحدة هي جزء من قوات 12 دولة تشارك في قوات حفظ السلام المتعددة الجنسيات التي تضم ما يقرب من 1700 جندي. و تقوم القوة بعمل نقاط للتفتيش، و دوريات استطلاع ومواقع المراقبة كما ترصد نشر قوات حرس الحدود علي طول الجانب المصري من الحدود مع غزة . من جانبه قال شوشانا براين وهو مدير بارز في مركز السياسة اليهودية بانه في حين أن القوة المتعددة الجنسيات ليست قوة مقاتلة بل تضطلع بدور حفظ السلام، الا ان وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا قد أعلنت مؤخرا أن الولاياتالمتحدة "تقدم المساعدة العسكرية إضافية لقوات حفظ السلام في شبه جزيرة سيناء المصرية لتعزيز الأمن في المنطقة" . و اضاف براين ان تغيير مهمة القوة المتعددة الجنسيات التي تضطلع برصد تنفيذ معاهدة السلام بين اسرائيل ومصر لمساعدة مصر في تأمين سيناء من الإرهابيين والجهاديين وتنظيم القاعدة هو تغيير لا يمكن أن يتم من جانب واحد، لانه قد يقوض الوضع في المستقبل، مشيرا الي ان اسرائيل وافقت في بداية الامر علي دخول القوات العسكرية المصرية الي سيناء في محاولة للتخفيف من حدة زيادة هجمات المتشددين الاسلاميين ولكن الآن، الجيش المصري يبدو أنه يخطط فعلا ليس فقط للبقاء في سيناء ولكن لزيادة هذه القوات ايضا. و استغرب براين من تصريحات محمد جاد الله المستشار القانوني لمرسي، عندما تحدث مؤخرا عن "تعديل" كامب ديفيد "لضمان السيادة المصرية الكاملة والسيطرة علي كل شبر من سيناء. و تسائل براين كيف يمكن ان تدعم الولاياتالمتحدة في هذه الظروف هذا الاتجاه نحو تحقيق "السيادة الكاملة والسيطرة" علي سيناء، بما في ذلك السيطرة العسكرية، خاصة تحت سيطرة الاخوان المسلمين علي الحكومة المصرية . واعتبر المحلل الاسرائيلي موقف الولاياتالمتحدة متناقضا ، فكيف تري واشنطن ان دعم مثل هذا الامر من شأنها تحسين موقف إسرائيل الأمني حيث ان هذا في الواقع سوف يعرضها للخطر.