انطلق اجتماع الدورة ال80 لمجلس الشئون التربوية لأبناء فلسطين، اليوم /الأحد/ بمقر جامعة الدول العربية، ويستمر لمدة خمسة أيام بمشاركة ممثلي وزارات التربية والتعليم من مصر وفلسطين والأردن.. ويترأس الجلسة الافتتاحية للاجتماع الدكتورة حنان حسن مفتاح مدير عام العلاقات الثقافية والوافدين بوزارة التربية والتعليم، والتي تنازلت في بداية الاجتماع عن الرئاسة لرئيس وفد فلسطين الدكتور بصرى صالح؛ تكريما لدولة فلسطين. وأكدت الدكتورة حنان حسن أن مصر تبذل كل جهد لدعم الشعب الفلسطيني، كما تدعم الطلبة العرب المنخرطين في المدارس والجامعات في مصر بما فيهم الفلسطينيين. وقالت "إن الاحتلال الإسرائيلي يقضي على الأخضر واليابس في الأراضي العربية المحتلةبفلسطين، وينتهج صنوف القهر والظلم والعدوان ضد أبناء الشعب الفلسطيني الصابر والصامد على أراضيه، مشددة على خطورة وضع العملية التعليمية في فلسطين في ظل تدمير سلطات الاحتلال الإسرائيلية للبنية الأساسية للعملية التعليمية، واستهدافها المباشر للطلبة والمدرسين والأبنية التعليمية في انتهاكات سافرة لقواعد القانون الدولي". وأشارت إلى أهمية التضامن العربي في هذا التوقيت الصعب، وضرورة وضع استراتيجية موحدة قابلة للتطبيق، خاصة في ظل التحديات الموجودة بعد القرارات الأمريكية غير المسئولة تجاه القضية الفلسطينية. وأعربت عن أملها في أن تأتي هذه الدورة بثمارها المفيدة وآثارها الإيجابية على الطلبة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، والتي تحتاج منا جميعا إلى مزيد من الرعاية والجهد وبذل أقصى ما يمكن من تضحيات، وذلك لخطورة الأوضاع غير الإنسانية التي يتعرضون لها كل يوم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تدمير البنية الأساسية للعملية التعليمية واستهدافها المباشر للأبنية المدرسية وللطلبة والمدرسين الفلسطينيين، مضيفة أن العدوان الإسرائيلي يمارس ومازال يمارس بشكل غير مسبوق انتهاكات صارخة للقانون الدولي. ومن جانبه، أكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير سعيد أبو علي أهمية دعم العملية التعليمية لأبناء الشعب الفلسطيني، والعمل على فضح وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لأبناء الشعب الفلسطيني. وقال أبو علي، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه مدير إدارة فلسطين في قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة حيدر الجبوري، "إننا نجتمع اليوم في ظرف في غاية الدقة تمر به قضية العرب المركزية القضية الفلسطينية في ظل ما يحاك وما يتم تسريبه عن خطة أمريكية أطلق عليها (صفقة القرن)، والتي تنبئ عنها الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية قبل الإعلان عن تلك الخطة والمتمثلة في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها مرورا بوقف تمويل الولاياتالمتحدة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وأخيرا الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان العربي السوري المحتل". وأشار إلى أن هذه الخطة ستكون في المقام الأول بهدف تحقيق مصلحة إسرائيل عبر تصفية قضايا الوضع النهائي والضغط على الفلسطينيين والعرب للقبول بحل اقتصادي دون تحقيق حل الدولتين، الذي تنص عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأضاف أن البيان الصادر عن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، الذي عقد بحضور الرئيس محمود عباس بتاريخ 21 أبريل الجاري، أكد على رفض أية خطة أو صفقة لا تنسجم مع المرجعيات الدولية الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية وحق اللاجئين في العودة والتعويض وفق القرار 194 ومبادرة السلام العربية، كما أكد دعم خطة الرئيس الفلسطيني لتحقيق السلام، والتي قدمها في مجلس الأمن عام 2018. وشدد على أن التعليم يظل هو أحد مقومات صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتشبثه بحقوقه، مضيفا أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف على مدار عقود طويلة العملية التعليمية من خلال ضرب محاورها الرئيسية الثلاث، وهي: (المعلم، والطالب، والمنهاج).. لافتا إلى أن الاحتلال يتعمد تعطيل حركة الطلاب والمعلمين من خلال الحواجز الإسرائيلية والإغلاقات التي يفرضها مما يؤثر على انتظام العملية التعليمية ويحرم الطلاب من الحصول على الساعات الدراسية اللازمة. وأوضح أن الاحتلال يستهدف المناهج الفلسطينية في القدسالشرقية من خلال محاولة فرض المنهج الإسرائيلي على المؤسسات التعليمية فيها لمحو الهوية العربية، كما يعمل على الحيلولة دون إنشاء أية مدارس جديدة أو ترميم المدارس القائمة، مما يمثل صعوبات إضافية لعملية التعليم وتهديد خطير لاستمرارها.. منوها بما تقدمه وزارة التربية والتعليم ومؤسسات التعليم الجامعي والعالي في فلسطين من جهود وما تحققه إنجازات على المستويات الإقليمية والدولية. وتابع "كلنا ثقة في أن إعادة هيكلة مؤسسة التعليم الفلسطينية بوزارتين إحداهما للتربية والتعليم والأخرى للتعليم العالي سيدفع قدما المسيرة التعليمية ويؤتي بنتائج إيجابية، مؤكدا أن القلم الفلسطيني سيظل أقوى من رصاص الاحتلال الإسرائيلي، موجها تحية إجلال وإكبار للطالب والمعلم الفلسطيني". وأعرب عن أمله في أن يخرج الاجتماع بتوصيات تسهم في تحقيق تقدم المسيرة التعليمية وتحسين جودة تعليم أبناء الفلسطينيين وضمان جودة التحصيل العلمي لهم بما يمكنهم من الارتقاء بمؤسسات دولتهم المستقلة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكينها من ممارسة سيادتها واستقلالها لترتقي إلى مستوى الدول المتقدمة علميا.