الكشف عن أطماع تركيا فى سوريا ليس بالأمر الجديد، فتركيا تدير المؤامرات منذ مارس 2013، وفى 24 مارس 2014 كشف النقاب عن تسريب لتسجيل صوتى تضمن المحادثات التى جرت فى اجتماع عقد فى مقر الخارجية التركية يوم 13 مارس 2013 حضره وزير الخارجية آنذاك أحمد داود أوغلو، ومستشار وزارة الخارجية فريدون أوغلو، ورئيس المخابرات هاكان فيدان، والقائد الثانى للأركان فريق أول ياشاو جولر. يومها كشف أوغلو عن رغبة أردوغان فى تنفيذ عملية عسكرية فى سوريا. بينما قال «فيدان» من الممكن أن أرسل أربعة من رجالنا إلى الجانب السورى ليقوموا بالقاء صواريخ على الجانب التركى من هناك لخلق أزمة تكون ذريعة للتدخل العسكرى فى سوريا.أما الجنرال جولر فلفت الانتباه إلى ضرورة نقل أسلحة وذخائر إلى المعارضة السورية تحت اشراف المخابرات، واعترف «فيدان» بارسال نحو ألفى شاحنة من الذخيرة إلى سوريا واقترح فى اطار بحثهم عن ذريعة للتدخل العسكرى فى سوريا بشن هجوم على ضريح سليمان شاه جد أول سلطان للدولة العثمانية الموجود على الأراضى السورية. ما زالت تركيا تحركها أطماعها فى سوريا وتبحث عن ثغرة لتحقيق تدخلها فيها. ولهذا شكلت حتى الآن عقبة كأداء أمام التوصل إلى حل سياسى ينهى الأزمة فى سوريا. بل وأدت محاولات أردوغان المزعزعة للاستقرار إلى إفشال كل المؤتمرات التى عقدت من أجل التوصل إلى حل للأزمة بداية بمؤتمر جنيف مرورا بالاستانة وانتهاء بمؤتمر سوتشى، وراحت تركيا تتحين الفرصة لتحقيق مراميها فى سوريا. ولهذا سارعت باستغلال اعلان أمريكا نيتها فى الانسحاب من سوريا لتطالب بمنطقة آمنة فى الشمال السورى وتذرعت باتفاق أضنة الذى وقع مع دولة حافظ الأسد فى 1998 من أجل احتلال شرق الفرات رغم أن اتفاق أضنة يتضمن التعاون بين الدولتين سورياوتركيا فى حماية الحدود وبالتالى لا يجيز لتركيا التحرك منفردة فى المنطقة. لا يستطيع أردوغان أن يخفى سجل تركيا الاجرامى فى المنطقة، فهى التى تقف وراء التداعيات التى طالت سوريا وأدت إلى أزمة متفاقمة بسبب الإرهاب الذى دعمته تركيا منذ البداية عندما أطلقت عناصره عبر حدودها إلى سوريا ليعيثوا فيها فسادا وقتلا وتشريدا وهدما وحرقا لتحقيق أحلامها فى الشمال السورى. وجاءت عملياتها العسكرية فى درع الفرات 2016، وغصن الزيتون 2018 لتجلو الصورة وتظهر مطامعها. وخرج جاويش أوغلو وزير خارجيتها ليتحدث اليوم عن حق بلاده فى التدخل عسكريا إذا لم تستطع سوريا القضاء على الإرهابيين الذين يهددون تركيا. وينسى أوغلو أن بلاده هى التى دعمت الإرهاب ومد عناصره بالسلاح والمال من أجل حشده ضد سوريا لاسقاط الدولة ونشر الفوضى لغرض فى نفس يعقوب. وتخلط تركيا الأوراق عندما تبنى حقها فى التدخل عسكريا على اتفاقية أضنة رغم أنها لا تمنحها ذلك ولا تمنحها الحق فى تشكيل كيانات إقليمية منفصلة بالمناطق الحدودية، ولا بانتهاك وحدة سوريا، ولا بالقيام بأى عمليات عسكرية داخل الأراضى السورية. وهذا مجمل ما حرصت روسيا على تأكيده لها حتى لا تخرج تركيا عن الخط وتتعدى الحدود. لا سيما وقد كانت حريصة على الحد من طموحات تركيا وسعيها ليكون لها موطئ قدم فى سوريا. ومن الطبيعى فى ظل الشرعية والقانون والمنطق ألا يكون لتركيا أى وجود على الأرض السورية. ولعل هذا ما أوضحته الحكومة السورية التى ترفض أى محاولات من قبل أردوغان لبسط الهيمنة العثمانية على حساب الدولة السورية. وصدق الرئيس بشار فيما سبق وصرح به: (بأنه لا يعتبر تركيا طرفا ضامنا فى عملية السلام فى سوريا ولا شريكا ويعتبر قواتها احتلالا). نعم، فتركيا داعمة للارهاب وبالتالى فهى ضامن للإرهابيين وليست ضامنا لعملية السلام.