يصادف اليوم السبت الموافق 17 من شهر فبراير الجاري للعام 2019 الذكر الثالثة علي رحيل الصحفي والسياسي والمؤرخ وعميد الصحافة العربية محمد حسنين هيكل الذي رحل عن دنيانا في يوم السابع عشر من فبراير عام 20176 عن عمر يناهز 93 ، ليواري الثرى بمقابر أسرته بمصر الجديدة ليظل هذا الراحل رمزا مصريا ورائدا عربيا كبيرا في عالم الصحافة والتأريخ السياسي والاجتماعي قلما أجاد الزمان بمثله ، لما لا وقد شهد له الخبراء بالعالم بأنه كان يفرض احترامه على الجميع بما كان يملكه من ملكة سياسية وقدرة على السرد التاريخي وموهبة فذة في الرؤى والتحليل بسبب تفرده بنظرة إستراتيجية لمصر وللوطن العربي وللمتغيرات السياسية بالعالم حتى نعته اقوي الصحف العالمية، فلقد كان طوال عمره المديد رجل مبادئ عشق الصحافة وتفوق عليها وظل محافظا على ثوابته ومبادئه وأفكاره ، ومنها حبه لمصر وللعروبة وعشقه للناصرية التي مات وفيا لها ، بل ووفيا لأفكاره تجاه وطنه وأمته، ولهذا فإن تلك الشخصية الصحفية والإبداعية الفذة سوف يظل يتوقف عندها التاريخ لسنوات مديدة مقبلة ، باعتبارها شخصية إنسانية استثنائية مبدعة ومتوهجة وبارزة في تاريخ الصحافة المصرية بما قدمه لها من الوعي والرقي والتميز والموهبة الصحفية التي جعلته مثالا يحتذي لكل الصحفيين في مصر والعالم العربي والغربي من خلال مدرسته الصحفية المتميزة التي عايشت فترات زمنية وتاريخية مختلفة مكنته من أن يلعب دورا هاما وفارقا في تاريخ السياسة المصرية وكأنه كان مؤرخ عصره وزمانه حتى ارتقت الصحافة باسمه عاليا وصار هو ملك الصحافة والكتابة في مصر والعالم العربي بلا منافس ، حتى عاش متربعا على عرش الصحافة والتأريخ السياسي والاجتماعي بسبب الموهبة والعبقرية التي وهبها الله إياه ولم يعطيها لأحد مثله ليظل محمد حسنين هيكل ظاهرة صحفية وإنسانية غير عادية عاشت وولدت من اجل سيدة الجلالة *علامات فارقة ومميزة في تاريخ هيكل * ولد الراحل محمد حسنين هيكل عام 1923 في قرية باسوس بالقليوبية وعمل بالصحافة عام 1942 وعمره 19 عام في جريدة " الإيجبشيان جازت " الجريدة الوحيدة الناطقة بالإنجليزية في مصر وحقق في حينها نجاحات صحفية وأسبقيات قوية في تلك الفترة المليئة بالأحداث التاريخية في مصر والعالم ، ثم عمل في مجلة روزا ليوسف وتعرف على الصحفي الكبير محمد التابعي لينتقل إلى مجلة آخر ساعة لتنطلق نجوميته وسط الأحداث العالمية حينذاك ، ثم عمل في مؤسسة أخبار اليوم مع علي أمين ومصطفى أمين ليصبح رئيسا لتحرير مجلة آخر ساعة عام 1952 ، ومع ثورة يوليو كان من المقربين من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حتى أصبح من صناع القرار وليصبح المتحدث الرسمي باسم حركة الضباط الأحرار ، وفي عام 1957 عين رئيسا لتحرير الأهرام حتى أصبحت الجريدة من أشهر الصحف العالمية ، ثم وزيرا للإرشاد ، وفي عهد الرئيس السادات وبعد حرب أكتوبر تم استبعاده عام 1974 عن الأهرام بسبب انتقاده للرئيس السادات بسبب خلاف على ما بعد المعركة ليتفرغ للتأليف وإصدار الكتب والقوية ثم التفرد بمحاورة الكثير من رؤساء وزعماء العالم ، وتم اعتقاله في سبتمبر 1981 لانتقاده الرئيس السادات ثم أفرج عنه الرئيس مبارك ليتفرغ مرة أخرى للمؤلفات وليعود بعدها بسبب عشقه للصحافة بعد عام 2003 للكتابة الصحفية وتقديم الحلقات التليفزيونية المتميزة وبدأ بإصدار سلاسل من الكتب السياسية المتميزة والكثير من المراجع السياسية الهامة التي أثرت المكتبة المصرية والعربية وترجمت له الكثير من المؤلفات ومنها خريف الغضب بالإضافة إلى مجموعته الشهيرة " حرب الثلاثين سنة ، والمفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل وغيرها من المؤلفات الهامة ليعتبر هيكل من الصحفيين والمؤرخين والسياسيين الكبار الذين عاشوا في عصور مختلفة بدأت بالملكية في عهد فاروق ثم فترة ما قبل ثورة وفترة مجيء الرئيس عبد الناصر والسادات ومبارك، ووصولا بالرئيس عبد الفتاح السيسي الآن ليرحل عن دنيانا تاركا إنجازا عظيما في مجال الصحافة والفكر والتاريخ ، وليظل اسمه علامة مضيئة لها مساحة متميزة ومشرقة في تاريخ مصر الحديث ومثالا مصريا رائدا يحتذي .