- بدأ الخميس الماضى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية أولى زياراته الخارجية عقب توليه الرئاسة فى الفترة الثانية منها، حيث توجه الى السودان الشقيق فى زيارة إستمرت لمدة يومين، زيارة هامة كل المؤشرات والتطورات فى المنطقة تدلل على أهميتها، وآية ذلك حجم التحديات التى تواجه البلدين على صعيد الاقليم وأهم تلك التحديات تتمثل فى الاتى : -------------- 1- أزمة سد النهضة التى تمثل تحديا مشتركا لمصر والسودان معا، فالسد بهذه المواصفات الفنية تمثل غلوا واضحا لمبادئ القانون الدولى العام، ويشكل إتمام البناء بهذه المواصفات ضررا جسيما على مصر وعلى السودان أيضا بل كارثيا على الأخيرة اذا ما انهار هذا السد يوما ما، لذا رغم كل شئ نجد ان البلدين اصبح فرض عين عليهما التنسيق وتوحيد المواقف فى التعامل الدبلوماسى والقانونى مع هذه الأزمة. 2- اما الأزمة الأخرى والأخطر فهى الاتفاقية الإطارية للتعاون لدول حوض النيل المعروفة باتفاقية ( عنتيبى )، التى ستكون بمجرد نفاذها الإطار القانونى والمؤسسى والتعاونى لاستخدامات مياه نهر النيل، بما يعنى إلغاء كافة الاتفاقيات القانونية السارية حاليا التى تؤكد على الحقوق المصرية والسودانية المكتسبة فى مياه النيل ومن أهمها اتفاقيات، 1902، 1929، 1959، الاتفاقية حاليا محل اعتراض مصرى سودانى على نقاط ثلاث أهمها ( النص على الحقوق المكتسبة كمبدأ قانونى داخلى ودولي، مبدأ الإخطار المسبق وما يسلزمه من إجراءات، آلية التصويت على القرارات فى ظل اختلال المنظومة بين دول المصب والمنابع حيث نجد ان أغلبية دول الحوض دول منابع فى مواجهة مصر والسودان فقط مصاب ) لذلك توحيد مواقف مصر والسودان من شأنه تقوية موقفهما التفاوضى مع باقى دول حوض النيل . 3- هناك إطار قانونى يلزم البلدين بصورة قانونية مباشرة بضرورة توحيد وتنسيق كافة المواقف فيما يخص التفاوض مع دول منابع النيل بشأن مياه النهر، هذا الإطار القانونى يتمثل فى اتفاقية 1959 الموقعة بين الدولتين والتى نصت صراحة على ذلك، ومن هنا يجب البناء عليها . 4 - تحدى الإرهاب حيث تشكل حدود مصر الجنوبية خطرا على الأمن القومى المصرى نظرا لتسلل عناصر إرهابية الى داخل الوطن، فضلا عن تاثيرات الحالة الليبية على الأمن القومى للدولتين، مما يحتم التعاون الموسع فى المجال الأمنى والعسكرى للتصدى لهذا الخطر الأسود. 5 - التواجد الاجنبى فى منطقة جنوبالبحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب الذى يدخل بصفة مباشرة داخل منظومة الأمن القومى المصرى وارتباطه بتأمين حركة الملاحة البحرية فى قناة السويس، حيث نجد ان هناك قواعد عسكرية متزايدة بصورة مقلقة للعديد من الدول فهناك قواعد عسكرية على سبيل المثال لدول ( الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا والصين وروسيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة، مصر )، كل ذلك يوجب توحد رؤى الدولتين حيال تحليل ودراسة الأبعاد المستقبلية لهذا التواجد الأجنبى وتأثيراتها على الأمن القومى المصرى والسودانى من جانب وعلى الجانب الاخر الامن القومى العربى . 6 - أهمية توحيد الجهود المصرية والسودانية معا فى مجال إتمام المصالحة بدولة جنوب السودان، بما يحقق المصالح العليا للبلدين وهى عديدة هنا منها غلق الباب أمام قوى إقليمية ودولية للعب هذا الدور، جذب هذه الدولة الوليدة تجاه الشمال ( مصر والسودان ) والاستفادة منها فى التفاوض بشأن اتفاقية عنتيبى فى مواجهة دول المنابع بما يحقق مبدأ الاستخدام المنصف والمعقول للمياه . 7 - تملك مصر والسودان الكثير من القدرات والثروات الطبيعية والبشرية التى تساعد فى بناء وإقامة تعاون استراتيجى واقتصادى مستدام بين الدولتين بما يحقق العديد من مصالحهما الحيوية . 8 - القمة تعقد عقب إتمام المصالحة التاريخية بعد حرب طويلة بين إثيوبيا وأريتريا، وهى مصالحة تدعمها مصر بكل السبل، انطلاقا من السياسية المصرية الثابتة منع المنازعات بين الدول وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية، وايضا التأكيد على مبدأ المنفعة المتبادلة للجميع من مياه النيل وإقامة تعاون مستدام. - لذا ،، اتمنى ان تخطوا مصر والسودان بخطى سريعة نحو التكامل الاقتصادى والاستراتيجي، وطى صفحات الخلاف التى تمثلت فى اختلاف جهات النظر حول بعض الموضوعات، وأنه يجب ترك كل هذا والنظر الى الأخطار المحدقة بالدولتين على صعيد الاقليم، وايضا التصدى للتواجد الأجنبى فى منطقة القرن الأفريقي، تظل مصر والسودان بلدا واحدا يجمعهما الكثير من أهمها المصير المشترك وعوامل اللغة والدين والاهم نهر النيل شريان الحياه والوجود لهما والذى يربطهما منذ قرون خلت . - نريد رفع القيود الإدارية وغيرها من المعوقات التى تحول دون وجود تعاون وتكامل مصرى سودانى قائم على الاحترام المتبادل وتبادل المصالح المشتركة. ---- حفظ الله مصر والسودان من كل شر وسوء، ووفق الله قادة الدولتين لما فيه الخير كله لشعبيهما.