هناك من يهدم بقراراته ما يبنيه الرئيس، وهناك من يشوه الصورة التى يحاول الرئيس رسمها لحياة المصريين. هؤلاء الهدامون الذين أجّلوا قراراتهم إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية وهم يعلمون ما ستسببه هذه القرارات من غضب الشعب وزيادة احتقانه. لست بصدد رصد وتحديد كل ما صدر من قرارات ولكنى سأكتفى ببعض حالات الاستفزاز ومنها رفض وزيرة التضامن تنفيذ حكما قضائيا بضم خمس علاوات لأصحاب المعاشات وإحالته لمحكمة أخرى وهم من أفنوا أعمارهم فى خدمة الحكومة وكانوا بناة النهضة فى كافة المجالات حتى تقاعدوا تنهكهم الشيخوخة وتستفذ الأدوية معاشاتهم الضئيلة.أهكذا يكافؤون؟ وفى قطاع التعليم طالعنا السيد الوزير بقرارات تطويرالتعليم استقبلها بعض أولياء الأمور بمزيج من الحيرة والفزع خوفا على فلذات أكبادهم، والبعض أيّدها أملاً فى تغيير المنظومة الحالية التى لا تفرز عقولا مبدعة .وكان الأولى بسيادته الاهتمام ببناء عدد من المدارس لتخفيف الكثافة فى الفصول، والاهتمام بالمعلّم أولاً من حيث التأهيل الجيد الذى يتماشى مع كل حديث من الأساليب المتطورة، وكذلك زيادة راتبه إلى الحد الذى يكفل له هيبته واحترامه ويغنيه عن اللجوء لاعطاء الدروس الخصوصية.. الخ وقد واجهت فكرة توزيع جهاز «تابليت» على الطلبة والمعلمين اعتراضا من البعض وأنا مع هذا الاعتراض لما يحمّل الدولة عبئاً ماليا كما قد يساء استخدامه وفى كل الأحوال فإن إعداد المكان المناسب الذى يتلقّى فيه التلميذ تعليمه أهم من « التابليت « إذ ليس بالضرورة نجاح تجربة ما فى دولة ما مبررا لتطبيقها فى مصر فالانسان المصرى فى كل مراحل عمره له خصائص ينفرد بها والأجدر بالسيد الوزير أن يُعِد تلميذاً يهوى التعليم ويحب مدرسته التى تكمل دور الأسرة فى غرس الأخلاق الحميدة التى تجعل التلميذ يكره الغش لا أن يُمنع منه بنظام الامتحان الجديد وليكن الهدف الأساسى من التعليم هو بناء الانسان فلو كان الهدف من التطوير المزعوم هو إفراز نوابغ ومخترعين يشاركون فى نهضة البلاد فإن ذلك يتحقق من عودة الأنشطة بكافة أشكالها (رياضية وثقافية وفنية ومجالات أخرى) إلى المدارس بدءاً من رياض الأطفال مع توفير الامكانيات ليحيا الطفل حياة طبيعية تلائم عمره فتعمل على تنمية مواهبه وقدراته الابداعية فكم من المدارس ليس بها فناء لممارسة الألعاب الرياضية وليس بها حجرة للمكتبة يمارس فيها التلميذ القراءة والاطلاع؟ ومن القرارات الصادمة لكثير من الفئات كان زيادة تذكرة المترو . والتساؤل ات التى يطرحها البعض : لماذا لم تتم الزيادة التى فرضت على مرحلتين يفصلهما عام؟ . ولماذا لم تُؤجّل إلى مابعد عيد الفطر؟ ولماذا لا تكون الاعلانات داخل عربات المترو وخارجها وفى المحطات بديلا عن هذه الزيادة؟ وسريعاً . لا يجب أن نغفل الحديث عن الاعلام الذى يُذكّرنا بمقولة «إن لم تستح فافعل ماشئت». أحاول البحث عن تفسيرلما يحدث من فوضى إعلاميه غير مسبوقة فلا أجد. فما يُبث من سخف فنى وتشويه وتشويش فكرى لانجازات الدولة بدلاً من ابرازها فى صورة تبعث الأمل فى نفس المواطن يفوق القدرة على االوصف. الأغلب من البرامج والمسلسلات تعمل على طمس الهوية المصرية وإثارة البلبلة عند البسطاء . وفى أكثر من مناسبة عبّر السيد الرئيس عن غضبه مما يُعرض متضمناً أفكاراً وسلوكيات غير أخلاقية وإيحاءات قذرة فهل يُكتفى بالغرامة لمن يخدش الحياء أم الأفضل منع عرض العمل قبل مشاهدت.