هل جربت يوماً ان تظل تصعد وتهبط داخل مصعد او علي سلم كهربائي دون هدف او جدوى ... هل وجدت لهذا العمل اى قيمه ان تظل عالقاً بين الأرض والسماء ام ان الأمر يستحق التفكير وحُسن التصرف ...!!! منذ اعوام نتحدث عن تغير تركيبة المجتمع المصرى خلال السنوات الأخيره وزيادة حالة الإنفصام والشتات الذى اصاب البعض نتيجة تسارع وتيرة الأحداث وحدتها بعد عقود من الهدوء والرتابه وخاصة بين طبقات الشباب الصغير والأفكار الغريبه التى بدأت تتزايد بينهم لتصل ببعضهم الى إنتهاج انماط حياتيه وعقائديه واخلاقيه لم نسمع عنها من قبل والتى لم يكن اكثر المحللين تشاؤما يتوقع ان يصل اليها الشباب المصرى يوماً ما .. بين الأدمان والألحاد والشذوذ وعبادة الشيطان والأنتحار بسبب العاب اليكترونيه قاتله .. بين الأنسحاب من الحياه العامه بسبب سيطرة جيل الشيوخ على جميع اركانها وافتقادهم للغه مشتركه تجمعهم بجيل الشباب وبين تقوقع الشباب داخل دائرة الذات بعيداً عن اى مشاركه إيجابيه او تواصل حقيقى مع المجتمع .. انها منظومة الأخلاق التى تتغير ليتشكل لدى هذا الشعب بفعل فاعل وجداناً جديداً وقيماً لم نعتاد عليها من قبل فلا ترابط اسرى ولا انتماء للأرض ولا احترام للكبير او حتى مجرد الإستماع لما يقول .. لقد نجحت سنوات الألم ان تبنى جداراً عازلاً بين شباب الامه وشيوخها فلا لغه مشتركه تجمع الطرفين ولا استعداد من اى فئه للنزول والتقارب مع الفئه الاخري فكيف تستقيم الامور وترسو سفينة الوطن على بر الامان ..!! من هنا تأتى اهمية #جيل_الوسط الذى اسميه دائماً بالجيل الحائر والذى لم يقدم حتى الأن ماهو مرجو ومأمول منه فقد تشتت أبناء هذا الجيل خلال السنوات الأخيره فأكتفي جزء منهم بدور #السنيد لجيلى الستينيات والسبعينيات راضياً أن ينتظر حتى يأتى دوره فى طابور الأقدمية والجزء الآخر قد تلاحم مع جيل العشرينيات وشاركهم فى موجة الأعتراض المتواصل والرفض الدائم لكل شىء لمجرد اثبات الوجود ودون الأستناد الى حقيقه واحده في اغلب الأحيان متناسياً أن دور هذا الجيل قد صار مختلفاً وان عليه تقع مسؤولية إعادة بناء وطن يحتاج لإبداعات كل أبنائه المخلصين ...!!! من هنا نقول انه يجب على هذا الجيل أن يخرج من #الأسانسير الذى علق بداخله مُجبراً او مختاراً وان يكُف عن الصعود والهبوط بين الأرض والسماء باحثاً عن دوره المفقود وان عليه الأن أن يبتكر دوراً لنفسه وأن ويثق بقدراته حتى يقف على أرض صلبة تتيح له صناعة المستقبل فهؤلاء هم حلقه الوصل الوحيده التى تستطيع ربط اجيال المجتمع ومكوناته ببعضها ليعود الألتحام وتختفى حاله الأستقطاب والعنصريه العمريه السائده بين ابناء الوطن الواحد ليستطيع الكبار عبر هذه القناه الوسطيه المستقله بفكرها ان يمدوا الصغار بالخبرات والأخلاق التى تربوا عليها دونما تكبر او استعلاء ودونما رفض او استهجان من الشباب ... انه جيل الوسط يا ساده .. انه الأمل المنشود والذى ان تم استغلاله والدفع به فى كل شرايين الوطن بشكل منظم لرأينا نتائجاً مبهره افضل كثيرا مما نرى اليوم فبعض المرونه الممزوجه ببعض الخبره قد يفيدان الوطن كثيرا ..!! إن ابناء هذا الجيل الحائر قد استطاعوا ان يلحقوا بركب التكنولوجيا الحديثه وان يجاروها بعقلانيه ليختاروا منها الأنسب والأصلح وبالتالى فهم قادرون على السيطره على حماس الشباب الزائد وإنجرافهم فى بحر التكنولوجىا ووسائل الأتصالات الحديثه بما يضرهم كثيراً ولا يفيدهم الا نادراً ..انهم قادرون على ظبط المعادله فهل تنتبه الدوله لهم وتفرد لهم مساحه اكثر اتساعاً من الظهور والتمدد داخل مؤسسات وكيانات المجتمع ام تستمر حالة الأنعزال تلك سائده لتُنذر بكارثه محققه لن يجدى معها استمرارنا فى دفن الروؤس بالرمال والتغنى بأن الأمور على ما يرام وانه ليس فى الأمكان افضل مما كان ..!!! لتكن المرحله القادمه هى مرحلة التنازل من الجميع من اجل وطن متماسك مترابط بين كل مكوناته يتم فيه تقديم اهل الخبره على اهل الثقه وإعطاء مساحه اكبر لجيل الوسط العالق داخل هذا الأسانسير اللعين صعوداً وهبوطاً ليجر قاطره الوطن بخبره الكبار وحماس الشباب ....!