قال خالد صقر، أخصائي الصحة النفسية، ومدير عيادات لايف سنتر التخصصية، إن هناك موضوع فى غاية الخطورة والأهمية لكل الآباء والأبناء والمقبلين على الزواج، فكثيراً ما نسمع عن عقوق الأبناء لآبائهم ولكن ماذا عن عقوق الاباء لابنائهم. وأوضح صقر أن للعقوق أسباباً تدفع الأولاد إليها أولها: سوء التربية فعدم تربية الأبناء على بر الآباء منذ الصغر، وعدم تعريفهم بحق الوالدين ومكانتهما فضلاً عن التربية الدينية وغرسها في نفوس الناشئة منذ نعومة اظفارهم. مستشهداً بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"، بالإضافة إلى أنه يخفى على الجميع حين جاء رجل الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشتكي عقوق ابنه فلما علم عمر بن الخطاب الابن قال: يا أمير المؤمنين ما حق الابن على أبيه فقال عمر حقه أن ينتقي أمه أو أن يختار له اسماً حسناً وأن يعلمه القرآن الكريم، فقال الابن: إن أبي لم يفعل شيئاً من ذلك، فقال عمر للأب أنت عققت ابنك قبل أن يعقك، ولكن هذا كما ذكرت لا يبرر للآبناء العقوق مهما كان الامر. وثانيها أن من أسباب عقوق الأبناء القسوة فحين يكون الأب قاسيا قاسياً على أبنائه قسوة غير متزنة، أو أن القسوة أصلا لديه في التعامل فهذا يولد الكراهية في النفوس ويجعل الآبناء يشعرون بشعور آخر ويجعل الابن يتساءل لماذا يقسو علي أبي بهذه الطريقة ودون مبرر!!. وكذا الحال بالنسبة للفتاة وكم سمعنا عن قسوة بعض الآباء والأمهات على أولادهم بما يعتصر له القلب وتدمع له العين - فكيف تتولد الألفة والرحمة والمودة في بيت تسود فيه القسوة؟ – نعم القسوة المتزنة في بعض المواضع والأحيان هي مطلب في التربية لكنها علاج لحالات معينة، فمن كان ذا رحمة فليقسو أحياناً على من يرحم، ولعل الجميع سمع قصة البنت غصون حين أقدم والدها وزوجته على قتلها جزاء ما اقترفت يداها. أناا احذر من اتباع الأسلوب القاسي في التربية. أما ثالث هذه الأسباب فهو التقتير وعدم الإنفاق ويعد من أهم أسباب العقوق، والله سبحانه وتعالى يقول: "لينفق ذو سعة من سعته"، ويقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول). فبعض الآباء يكون في سعة من أموره المادية وذا يسار لكنه يقتر على أولاده تقتيراً شديداً وربما قصر حتى الأشياء الضرورية وهم لهم متطلباتهم وهم يرون غيرهم وهم يرون عند والدهم من الخير ولكن لا يعطيهم مما قد يدفعهم، وكذلك قد يزرع الضغينة في نفوسهم خصوصاً إذا خلت النفس من الدين والايمان ولم يتربوا على بر الوالدين وان قصرا معهم. ورابعاً عدم العدل بين الأبناء وهو ما يدفع بعض الأبناء إلى العقوق عدم العدل بين الأبناء وهذا يولد البغضاء بينهم من جهة، كما يجعل بعضهم لا يبر بأبيه خصوصاً اذا كانوا من أكثر من زوجة، ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من هذا الأمر الخطير فقال: (اتقوا الله واعدلوا بين اولادكم). وخامساً الترف والدلال الزائد للأبناء وهذا من الأسباب التي يغفل عنها الكثير وتؤدي الى عقوق الأبناء، حيث يتربى الأولاد على نمط معين في حياتهم فإذا شعروا بتغير لأي سبب من الاسباب جعلهم ذلك لا يتقبلون هذا التغير، فعلى سبيل المثال بعض الأمهات اعتمدن في طلباتهن على الخادمة في كل شيء فإذا سافرت الخادمة وأمرت الالأأو طلبت طلباً وجدت البنت ثقلاً في الطلب وربما تبرمت من كثرته. وأضاف صقر أن من الأسباب أيضاً على سبيل الإجمال: - التقريع وكثرة التأنيب. - عدم الثناء الحسن حين يتطلب الأمر ذلك. - الجفاء بين الأسرة.