في يوم الكتاب والأفكار والحبر والقلم يتبارى الجميع في مصر كل عام بحثاً عن اجابه للسؤال الخالد (لماذا لايقرأ شباب مصر) .. فلماذا لا نُغرد خارج السرب قليلاً ونحذف حرف واحد من السؤال ليصبح (ماذا يقرأ شباب مصر ) ....!!! في العِقد الأخير من تاريخ مصر لن تُخطأ العين ابداً تغير اهتمامات الشباب المصرى في كل مجالات الحياه ومنها القراءه فحتى وإن ظل الجميع متهماً بألإبتعاد عن اقتناء وقراءة الكتب مقارنة بعهود سابقه الا ان الواقع في سنواتنا العشر الأخيره يؤكد ان قطاع كبير من الشباب المصرى مازال يقرأ بالفعل ويتابع بشغف كل معارض الكتاب التى تقام دورياً فى ربوع البلاد للحصول علي الجديد من المطبوعات وحضور حفلات توقيع الكتب لمشاهير الكُتاب .. #ولكن .. ماذا يقرأ هؤلاء #ولمن وكيف اصبح هؤلاء الكتاب الجُدد هم مشاهير القلم والحرف في مصر ...؟؟؟ بلا تفسير منطقي تكتشف انه في ذروة تدنى مستويات القراءه يبزغ كل عام نَجم كاتب جديد بكتاپ يحمل غالباً عنواناً مثيرا للجدل ومستقزاً للعقل الشاب ليسجل اعلي الأرقام من حيث المبيعات والتى تجاوزت في بعض الحالات المليون نسخه لبعض الروايات لكتاب من امثال أحمد مراد والراحل احمد توفيق خالد وعمر طاهر وعز الدين شكرى فشير وغيرهم من الكتاب الجدد الذين نجحوا في استقطاب جمهور عظيم من فئات الشباب مهتمون بقراءة كتب الرعب والخيال وبعض الترجمات الخفيفه لكتب غربيه وكتاب عالميين مثل جورج اورويل وغيره فهل هذا حقا هو الفكر المنشود والثقافه المطلوبه ام ان هذا الشباب الصغير قد وجد في هذه النوعيات من الكتب نوعاً من الجاذبيه والأثاره بل والحريه التى يبحث عنها ... !!!! لست مع او ضد ولكنه تساؤل مشروع من اب مصرى يزعجه الا تضم مكتبة اولاده ووجدانهم الفكرى سوى هذه النوعيه من روايات واشعار وكتب لاتحمل الكثير من الفكر والزخم والمعلومه بقدر ما تنطوى علي كثيراً من الخيال ورفض الواقع وتمجيد انماط الحياه في الغرب السعيد وهو ماينذر بكارثه تحدث ببطء ولكنها تحدث حقاً من تغييب عقول هؤلاء الصغار واستدراجهم رويداً رويداً نحو اليأس وفقدان الهويه وضحالة الفكر إما عمداً او جهلاً ... فإذا كان هؤلاء الكتاب الجدد ماهرون حقاً هكذا ولهم جمهور بالملايين وقدره هائله في التأثير علي العقل والروح فلماذا لا يمنحوناً فكراً جيدا يبنى عقول الشباب ويؤسسها علي الأنتماء والقيم والثوابت الخالده لمجتمعهم المصرى ويرسخ في اذهانهم اننا اصحتپ حضاره وفضل علي هذا العالم الغربي الذى يفخرون بهوفي رواياتهم ويتغنون بأمجاده ...!!! في اليوم العالمى للكتاب دعوه للجميع ان تفكر فيما يقرأ ابناؤنا فهذا هو غذاء عقولهم وما سبصبح يوماً قريباً جزء اصيل من هويتهم ومستقبلهم .. انه مستقبل وطن فهل نرفع الرورس قليلاً لأعلي ونتوقف عن النظر تحت الأقدام مرددين ان اولادنا قد هجروا القراءه مكتفين بدعوات روتينيه ممله لحثهم على العوده لاكتاب .. عفواً ياساه فأبناء الوطن يقرأون ولكنكم لا تعلمون ..... حفظ الله شباب الوطن من سُم يُدُس في عسلٍ مُصفي وارشدنا جميعاً لأن نفهم ماذا يريد هؤلاء الصغار وكيف نقيهم شر التغييب والتغريب الممنهج لعقولهم من اجل وطن ذو هويه ثابته مستقره وشباب واعٍ مدرك لما يدور حوله من اخطار .