قال الفنان التشكيلي عز الدين نجيب" إن الصورة الذهنية عن سلبية الشعب المصري وقبوله لمنظومة الاستبداد والفساد ظلت صورة ثابتة في أذهان أغلب الباحثين مما جعلهم يرون قيام الثورة أمرا مستحيلا" لافتا إلي أن السيل الجارف استطاع أن يمحو تلك الصورة التي قنعت بالتسليم بوجود ثنائية الاستبداد والفساد كقدر محتوم لا مفرمنه. وأكد نجيب في سياق الورقة التي قدمها بعنوان "الحرمان الثقافي بوابة الاستبداد" خلال الجلسة الثالثة لمؤتمر حقوق وحريات الفكر والإبداع تحديات الثورة والمستقبل أن السر في كتاب المعرفة هي "إقرأ" التي كانت أول ما أنزله الله من كلماته علي رسوله في قرآنه الكريم فقد حرص الحكام علي مرالتاريخ علي ألا يتعلم المحكومون القراءة وبهذا استمرت الأمية حاضنة مزمنة للجهل وحارسة علي أسرار المعرفة والوعي حتي يظلون بعيدين عنهما ومن ثم ظلت الأمية دائما مستنقعا للتخلف ومزرعة للاستبداد. وأوضح أنه شاهد في العديد من القري المصرية بعض التجارب التي تبشر بوجود قدر من الوعي الوليد بإنسان جديد سيصبح طاقة هائلة إذا تم رعايته ليكون دعما للثورة وليصبح نواة لحالة ثقافية تقف في المستقبل سدا منيعا ضد جحافل الثورة المضادة وضد إعادة فتح بوابة الاستبداد. وشدد علي أنه إن شئنا تحصين الثورة ضد الفشل والردة فإن المصل الفعال للحصانة يتمثل في محو أمية الشعب بشقيها الأبجدي والثقافي بشرط أن يرتبط ذلك بالتدريب علي ممارسة الديمقراطية فذلك هو الكفيل بردم المستنقع الذي ينمو فيه الاستبداد وهو المدخل إلي إشباع الحرمان الثقافي وبناء الوعي للجماهيروذلك الحرمان الذي يعد كذلك بوابة رئيسية يدخل منها الفساد متأبطا الاستبداد.