علمونا قديماً ان الممنوع مرغوب فهل يقود قرار النائب العام بحجب بعض الألعاب الأليكترونيه مثل الحوت الأزرق وغيرها الى مزيداً من البحث عنها والأقبال عليها بطرق اخرى تتجاوز قرار الحجب ام تصبح تلك الخطوه هى بداية الحل والعلاج الصحيح لتلك القضيه ..!! فى البدايه كان الأنكار التام لهذه القضيه وعدم تصديقها ثم تطور الأمر بعد واقعة نجل نائب البرلمان السابق لمرحلة الأهتمام البسيط ومحاولة امتصاص الصدمه والتقليل من خطورة تلك الألعاب لنصل فى النهايه الى مرحلة التجريم وصدور قرار رسمى من السيد النائب العام بحظر تلك الألعاب نهائياً لخطورتها على الشباب المصرى والمجتمع بأسره فهل كان هذا كافياً لأن يُنهى تلك الخطوره والأستهداف لأرواح وعقول شبابنا الصغير ام انها فقط بدايه قد تكون موفقه بأن نعترف بوجود العله ومن ثم نبحث عن علاجها ..!!
مع تتالى ظهور حالات الأنتحار او الأنهيار النفسى للمراهقين والمقترنه بممارسة تلك الألعاب الأليكترونيه الخطيره وبعد قرار حظر تداولها لابد وأن تبدأ الرحله اولاً من داخل كل بيت مصرى بالتوعيه والأحتواء النفسى لهؤلاء المراهقين مرتكزين على بدايه منطقيه جداً ومدخلاً قوياً للحوار مفاده ان هذه الألعاب قد تم تجريمها قانوناً وتحريمها دينياً على لسان الأزهر والأوقاف والكنيسه ثم ينتقل العلاج الوقائى بغرس روح الحب والترابط الأسرى بين الصغار والكبار ومحاولة قتل اوقات الفراغ لهؤلاء المراهقين بأجتذابهم الى هوايات مفيده كألرياضه والقراءه وتنمية المواهب الفنيه واليدويه وغيرها من المجالات التى لا تترك لهذا المراهق وقتاً طويلاً يقضيه وحيداً منغلقاً على ذاته فيسقط فريسه لتلك الألعاب الخطره او الأفكار الشاذه التى بدات فى التغلغل داخل مجتمعنا المصرى ..!!
الاداه الثانيه للحل لابد وان تكون فى المدارس التى فقدت مؤخراً الكثير من جاذبيتها للطلاب الصغار واصبحت منفره خاصة للأذكياء والموهوبين الذين افتقدوا للأنشطه الرياضيه والفنيه والثقافيه التى كانت رائجه منذ عقود داخل مدارسنا واقتصر الأمر على مجرد إثبات الحضور فقط خاصة فى المرحله الثانويه ليجد الطالب الصغير وقتاً طويلاً خلال اليوم الدراسى لا يتم استغلاله فيكون معرضاً ايضا بحكم التقليد وتاثير المراهقين على بعضهم بألسقوط فى تلك المغامره غير المحسوبه العواقب او تأثره بأفكار التطرف والشذوذ والتغييب التى تمارس على اطفالنا الصغار عبر مواقع الأنترنت فى شكل منتج فنى او غنائى او موسيقى صاخبه تؤثر بالسلب على التذوق والأحساس بالقيمه والأنتماء لما هو مصرى وشرقى ليخرج لنا فى النهايه اجيالاً تائهه مفتقده للهويه العربيه الأصيله ليتم استخدامهم بكل سهوله فى ضرب اوطانهم من الداخل لإسقاطها دون اى تكلفه او عناء ..!!
المحور الثالث فى العلاج هو الفكر وضرورة خلق واثراء الحياه الفكريه فى مصر والتى سيطر عليها فى سنواتنا الاخيره انماطاً غريبه من الكتابه خاصة قصص الرعب والخيال العلمى والألحاد ومحاولة تطوير الدراما والاغانى المصريه لتقدم قيماً مميزه لهذا الشعب وهذا الوطن فلسنا مثل الآخرين وليس مقبولاً ان تُصبح مصر بلد الفكر والرياده متلقيه فقط لكل ما هو غربى ومستورد دون ان يكون لديها فناً وابداعاً ينافس هذه الأتجاهات العالميه ويناسب طبيعتنا وقيمنا وتاريخنا العظيم وينتصر لهويتنا ومستقبلنا المتمثل فى شبابنا الواعد الطموح الباحث عن تشكيل وجدانه الروحى بأبداع ايجابى يبنى ولا يهدم .!
ليكن قرار النائب العام بحجب تلك الالعاب بدايه وليس نهايه وليبدأ كل من يهمه الأمر فى تطوير ما يمكن تقديمه لعلاج تلك القضيه الشائكه ومثيلاتها منعاً لإنفصال اجيالنا الناشئه عن واقعها وانعزالها المرضى متقوقعه داخل انفسها والسقوط فى براثن هذا العالم المقيت المُسمى بالأنترنت المُظلم والعميق حيث لا عوده منه ولا نجاه ... حفظ الله شباب الوطن وثروته البشريه الهادره وارشدنا جميعا لأن نمد اليهم يد العون لينجو وننجو جميعاً من هذا الغزو الفكرى الممنهج على اقطارنا العربيه .. حفظ الله مصر الوطن .