هاني صلاح هو القنصل العام المصري بالمملكة العربية السعودية، في الغالب لم يحدث من قبل أنى كتبت مقال عن مسئول أي أن كان منصبه ومكانته واسمه، والسبب من وجهة نظري إنني دائما أعيش بداخل مصر التي كان مجدها يسود العالم من الاّف السنوات، وعلى ذلك فأمنيتي دائماً يكون المسئول علي قدر وقيمة مصر التي كانت حتى تستطيع أن تكون كما كانت. وبما أن العقود الأخيرة من عمر الدولة المصرية كانت المرحلة التي تم نزع ثياب الهوية عنها، ومحاولة إزلالها وخضوعها واغتصاب مكوناتها، فأصبح ليس من السهل وجود مسئول يعيش الهوية المصرية وأيضا ليس هناك اّليه اختيار تضع تلك الهوية كأحد سمات وصفات ومقومات المسئول عند اختياره لمنصب ما. هاني صلاح هو المسئول الذي وجد أمنيتي فيه، ولذلك وجد نفسي مرغم أن أكتب عنه فهو بالفعل سفير الهوية المصرية بما يمتلكه من موروث ثقافي اجتماعي من عادات وتقاليد ومبادئ وقيم وسلوكيات، جعلته ينصهر بقوة داخل بوتقة الهوية المصرية، فهو المصري الذي يفتخر بأجداده عظماء التاريخ بداية من مصرايم ومروراً بمينا وأحمس وخوفو وخفرع ومنقرع، وأيضا هو المثقف الذي ترعرع على أدبيات وثقافات طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ وجمال حمدان وصلاح جاهين والقائمة تطول ممن تأثر بهم وتكونت شخصيته داخل سراديب علمهم. ورجوعاً إلى نشأته الاجتماعية والعلمية فهو ابن أسرة مصرية تقليدية تجمع بين الهوية المصرية والحداثة العلمية ترعرع في كنفها علي حب الثقافة والتاريخ المصري القديم وممارسة الرياضة وحب الفن والموسيقي، درس في مدارس الفرير بمصر الجديدة، حيث تكوينه الاجتماعي الذي أنصهر من خلاله مع الجميع، حيث ذكر لي أن هناك لم يكن قطعاً توجد ثقافة التميز بسبب دين أو جنس أو قبلية ، من هنا تلاحمت ثقافة تكوينه الاجتماعي والعلمي، وفيما بعد تخرج من كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية سنة 1992 وحصوله على منحة دراسية باليابان، وأيضا منحة من الخارجية المصرية لدراسة العلاقات الدولية بجامعة هارفارد الأمريكية، ومن ثم التحاقه بالعمل الدبلوماسي سنة 1993 بدرجة ملحق إلى مستشار في سفارات مصر باليابان وجيبوتي ورومانيا والجزائر وقبرص وسفيراً لمصر في الكونجو الديمقراطية، وأيضا انتدب متحدثاً رسميا لكل من الدكتور حازم الببلاوي والمهندس إبراهيم محلب، وانتدب مستشاراً إعلاميا باليابان ، فبجانب لغته العربية يتحدث الإنجليزية والفرنسية واليابانية والرومانية. انه مسئول يمتلك كل المقومات والقدرات العلمية والعملية والثقافية والوطنية، وانصهار كل ذلك داخل الهوية المصرية التي تتشكل مكونات شخصيته منها جعله مسئول متميز يناسب اسم ومكانة مصر التي يطمح شعبها إلى الرجوع بها إلى مجدها الماضي، والان أتطرق إلى جانب أخر وهو سمات شخصيته، فهو المتواضع المحبوب المهاب، يقود مهام عمله باحترافية إدارية شديدة ، حيث أن باب مكتبه مفتوح للقاصي والداني من أبناء الجالية في المملكة العربية السعودية، يستقبل الجميع ويستمع للكل ويحتوي المشكلات والأزمات بشكل أداري عالي المستوي فهو قدير في هذا الجانب مع فريق عمل منظم ، وفي جميع المشكلات التي وصلتني من بعض أبناء الجالية المصرية وقابلته بشأنها، لم يتوان لحظة واحدة في الاستماع اليها وتكليف طاقم عمله بحلها ويقوم بمتابعتها يوميا ، ليس مسئول تقليدي فتوقيت عمله يمتد إلى الساعة 12 ليلا. هنا مسئول متكامل تحتاجه مؤسسات مصر في مختلف مفاصلها وعلي كل مستوياتها، هناك الاّف هاني صلاح في مصر ولكن لا يستطيعون الوصول إلي المشهد لانهم لا يمتلكون أدوات النقاق أو التسلق أو دوافع المحسوبية ، وهنا أطالب نظام الحكم في مصر بتكوين منظومة عمل تكون متخصصة في تحديد السمات والصفات الشخصية، لاختيار المسئول بجانب مقوماته العلمية والعملية بعيد عن النظام التقليدي الحالي الذي اثبت فشله، ومن خلاله لا يمكن وصول مسئول بتلك المواصفات إلى موقع المسئولية، لأنه يعتمد علي نظرة امنيه بحته بعيدا عن ما هو مطلوب في الحقيقة ، وأخيرا مصر لا يبنيها إلا أبنائها الحقيقيين الذين يؤمنون بعمق هويتها وبمجدها الماضي علي شاكلة القنصل العام بالرياض السفير هاني صلاح.