يواصل العاملون بأوقاف الإسكندرية دورهم الوطني، وتواجدهم بلجان الإنتخابات الرئاسية على مدار اليوم، للإدلاء بأصواتهم، وحث المواطنين على المشاركة. وأدى عاملو "الأوقاف"، عددا من الأمسيات الدينية، بجميع مساجد المحافظة، تحت عنوان "مصر فى قلوب أبنائها"، لحث المواطنين على أهمية المشاركة الإيجابية والفعالة فى آخر أيام العملية الإنتخابية، وتسجيل رقم قياسى يتحدث عنه العالم ويكتب فى تاريخ مصر الحديث. وأكد الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أن الأمسيات الدعوية تأتي تنفيذاً لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بتحمل المسؤلية الوطنية الملقاة على عاتق الأئمة والدعاة فى هذه الفترة الهامة من تاريخ الوطن. وقال العجمى: "تحظى مصر بمكانة عظيمة في قلوب أبنائها لا ترقى لمثلها دولة ولا مدينة، ولا غرابة في ذلك؛ فهذه الأرض الطاهرة هي موطن المصريين منذ القدم، وهي الأرض التي منحتهم خيراتها وما فوقها وما تحتها حتى يعيشوا عيشة كريمة، وهي الأرض التي حمتهم من الهجمات الخارجية، ومنحتهم مكانة عظيمة بين العالمين، ومصر لها مكانة عظيمة في الإسلام؛ ولذلك ذكرت في القرآن خمس مرات صراحة، وضمنيا عدة مرات، كما أن بمصر مشاهد تاريخية تفيض بالذكريات الغالية، مثل نهر النيل المبارك، وطور سيناء الذي كلم الله فيه موسى تكليمًا، فمصر على أرضها ولد موسى وهارون عليهما السلام، وعاش على أرضها إبراهيم وتزوج منها، ودخلها نبي الله يعقوب عليه السلام وأولاده الأحد عشر وسبقهم إليها نبي الله يوسف عليه السلام، وقدم إليها نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام، ولا يقتصر حب مصر على المصريين فقط، فكل العالم يحب هذه الأرض، ولكل صنف من أصناف الناس أسبابه ومبرراته ليحب أرض مصر".
وعدد "العجمى" دلائل مكانة مصر، عالمياً، باحتوائها على العديد من المعالم العربية المميزة، وللعرب تاريخ عظيم فيها ضارب جذوره في عمق التاريخ، وأن التاريخ العربي بدأ بشكل رئيسي على هذه الأرض منذ دخول الجيش الإسلامي إليها في زمن الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب، حيث استطاع العرب والمسلمون منذ تلك اللحظة التعاون وبفضل العيش المشترك مع السكان الأصليين أن يبنوا ويؤسسوا لحضارة عظيمة لا تزال معالمها وآثارها قائمة إلى يومنا هذا، والزائر لمصر سيلاحظ من فوره تطبع بعض الأحياء المصرية بالطابع العربي الإسلامي من حيث الفن، والعمارة، والتقاليد، والدين الإسلامي والذي يُعتبر الدين الرئيسي في البلاد، واللغة العربية والتي هي اللغة الرسمية في البلاد. وأضاف "العجمي"، أن من أهم مبررات ودوافع حب العرب والمسلمين لأرض مصر أنّها كانت نقطة انطلاق الوجود العربي والإسلامي في القارة الإفريقيّة كاملة، كما أن لمصر مكانة عظيمة عند الله تعالى فقد أورد اسمها المشرف في القرآن الكريم في عدة مواضع، ومن هنا فإن المسلم عندما يمر على اسم مصر في القرآن الكريم فإنه يتعبد الله تعالى بتلاوته. وشدد "العجمى" على أنه من أهم الأسباب التي أعلت من مكانة هذه الأرض الطاهرة في قلوب أتباع الديانات السماوية الثلاث، أن أرض مصر احتضنت ثلاثة من أعظم أنبياء الله، يوسف، وموسى، وهارون؛ فيوسف هو النبي العظيم الذي أدخل بني إسرائيل أرض مصر، وأما موسى وهارون فهما من أخرجا بني إسرائيل منها نجاة من فرعون وجنده، أما عن سبب اهتمام المسيحيين بمصر وحبهم لها فهو ذلك التاريخ الطويل للوجود المسيحي على هذه الأرض، وتعرّض المسيحيين للعديد من الأحداث، وإقامتهم للعديد من المعالم المسيحيّة التاريخية المميزة والتي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا. ولمكانة مصر الكبيرة فقد أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال فيما روي عن أبي ذر رضي الله عنه: "إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يُسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها؛ فإن لهم ذمة ورحمًا أو قال ذمة وصهرًا..."، فالرحم هي أمنا هاجر زوجة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وأم أبينا إسماعيل عليه السلام، أما الصهر فهي السيدة "مارية القبطية" التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنجبت له ابنه إبراهيم الذي سماه على اسم أبي الأنبياء الخليل إبراهيم، كي يعلمنا رسولنا الكريم مدى احترام الإسلام لشتى الديانات وسائر الأنبياء ومذكرًا النصارى بإبراهيم عليه السلام أبي الأنبياء بمن فيهم ني الله عيسى ابن مريم عليه السلام.
واختنم وكيل أوقاف الإسكندرية حديثه بقوله: " إن أبناء مصرسيذهلون العالم فى اليوم الأخير من الانتخابات الرئاسية و سيشهد مفاجأة بإقبال المصريين على المشاركة في الإنتخابات بأعداد كبيرة، فطبيعة الشعب المصري تدفعه لتحقيق المعجزات فى للحظات الأخيرة والتى لها خصوصية عند المصريين فهم ينجزون أعمالهم في اللحظة الأخيرة بقوة غير عادية". وناشد "العجمى" المواطنين الذين لم يشاركوا في الانتخابات حتى الآن بالنزول للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، وأن يمارسوا حقهم الدستوري وأن يشاركوا في مسيرة التنمية والاستقرار